إغلاق
 

Bookmark and Share

(صور-14) رحلتي مع الكتابة-3 ::

الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 07/08/2005

خلال فترة دراستي الجامعية كان لي اهتمام مشترك مع الصديق الدكتور/ أحمد عبد الله وهو الاهتمام بتاريخ الحركة الطلابية في مصر على وجه الخصوص وبالحركات الطلابية عامة سواء على المستوى التاريخي أو المعاصر، وقد بدأت أجمع ما تصل إليه يدي من كتب حول الموضوع، وأجري منفردا أو مع أحمد بعض المقابلات مع بعض رموز الحركة في فترات مختلفة، واستمر هذا الاهتمام معنا لفترة حتى اشتركنا سويا في عضوية لجنة عنيت بجمع الوثائق وبداية مشروع كان من المفترض أن يكون كبيرا للتأريخ،

وبدأت اللجنة أعمالها برصد خبرة الانتخابات الطلابية في عام عملها وهو العام الجامعي 88/1989، وتم الاستناد إلى تقارير طلابية عن الانتخابات في عدد من الجامعات المصرية وتم وضع مخطط للكتاب وزع على بعض أعضاء اللجنة، وكان نصيبي فيه فصل عن العنف في الانتخابات الطلابية،

وكنت بالمصادفة أقرأ خلال تلك الفترة كتابا عن النضال السري للحزب الوطني القديم وهو في جزء كبير منه كان نضالا طلابيا، وشابه استخدام العنف في بعض جوانبه، وقد صدر الكتاب بالفعل في أوائل عام 1989، لكن عمل اللجنة توقف بالأمر ولأسباب لا أعلمها حتى تاريخه، وتصادف صدور الكتاب مع زواجي، وكان للكتاب قصة حدثت بعيد زواجي مباشرة، إذ طلب مني الدكتور عصام العريان وكان ساعتها عضوا في مجلس الشعب، وعضوا في اللجنة ومشاركا بالكتابة أن أذهب لآخذ بعضا من نسخ الكتاب من المطبعة وأدفع بها إلى جناح دار الوفاء بمعرض الكتاب حتى تدركه قبل نهايته، ولكن سائق التاكسي الذي أخذته من دار السلام حتى مدينة نصر أنزلني أمام الباب الأمامي للمعرض، ومن سوء حظي أن انفرطت الربطة التي تربط الكتب، واطررت للملمته على صدري، ودخلت به كالباشا من الباب الأمامي لأجد ضباط أمن الدولة أمامي، فكان أن صادروا الكتب وأخذوا بطاقتي الشخصية وطلبوا مني الحضور في اليوم التالي لتسلمها، وبالفعل تسلمتها بعد محاولات خفيفة للضغط، وبعد أسبوع وكنت قد دخلت عش الزوجية فوجئت بعسكري يطرق باب البيت ويدفع إلي بورقة استدعاء أمام هشام بك حمودة رئيس نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق،

وذهبت إلى محكمة مصر الجديدة حيث مقر النيابة ووجدت في انتظاري الأستاذ جمال تاج المحامي، والذي دخل معي تحقيق النيابة والذي انصبت أسئلته على المقدمة التي كتبها الأستاذ أحمد عز الدين والتي بسببها كيلت لنا اتهامات فخيمة مثل تهديد السلام والأمن الاجتماعي، وتهديد علاقات مع دولة صديقة للقطع..إلخ، المهم أن النيابة لم تكن تنوي أن تعتقلني والحمد لله فأفرجت عني بضمان تحقيق الشخصية، ومن ثم مشيت إلى البيت أحمد الله أن مر الأمر بسلام.

وفي نهاية عام 1991 كنت قد استقلت من عملي الطبي الحكومي، ومن ثم تفرغت خلال عام 1992 للعمل صباحا كسكرتير تحرير لمجلة "الأطباء" التي كانت تصدرها النقابة العامة للأطباء، وكان يزاملني في سكرتارية التحرير الزميل الدكتور/سعيد محمد سيد سكرتير التحرير الحالي للمجلة، وقد أصدرت عددين من المجلة ولم تكن منتظمة الصدور، ومن الأعمال التي لا زلت أذكرها في أحد تلك الأعداد إعدادي لملف صحفي كامل عن جهود لجنة الإغاثة في زلزال أكتوبر 1992، ثم صدور قرار الحاكم العسكري بوقف قبول التبرعات إلا للحكومة والهلال الأحمر، ورد فعل النقابة على القرار، وكذلك تطويري لبعض الأبواب الجديدة للمجلة والتي تعطي مساحة أكبر لمتابعة شئون الأطباء وإبراز تفاعلاتهم مع المجتمع وقضاياه، وما تتضمنه الصحافة المطبوعة من تلك التفاعلات، وكذلك بابا لمتابعة أخبار النقابات الفرعية، وكان عملي هذا بداية لطريق احترافي بشكل جزئي للكتابة والعمل الصحفي، أختم به المقال..فإلى لقاء في مقال آخر في رحلتي مع الكتابة.

اقرأ أيضاً :
 (صور-1).. القلم والورقة..والحالة /(صور-2) من الذاتي إلى العام /(صور-3) فرز الأفكار والأحلام
 (صور-4) صراع الحلم والواقع/(صور-5) اختبار صلابة الحلم / (صور-6) مصر المغتصبة..هل لها من رجال؟
 
(صور-7) بحثا عن عمل..ومن خرج من داره ! / (صور-8) نهاية النفق المظلم /
(صور-9) رحلتي مع القراءة-1
 
(صور-10) رحلتي مع القراءة-2 / (صور-11) رحلتي مع القراءة-3 / (صور-12) رحلتي مع الكتابة-1/(صور-13) رحلتي مع الكتابة-2
 



الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 07/08/2005