إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   مروة 
السن:  
30-35
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: لا أشعر بطعم السعادة .. تذوّقي جيداً ! 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 02/07/2005 
 
تفاصيل المشكلة

 
لا أشعر بالسعادة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي تكمن في أني لا أشعر بطعم السعادة مطلقا مهما حدث من أشياء سعيدة من حولي فبداخلي حزن قوي أريد ‏التخلص منه ولا أعرف كيف أريد ان استشعر طعم الأشياء الحلوة ولا أستطيع .. إني لا أحب أن استيقظ في الصباح ‏ولا احب أن أنام بالمساء لأني لا أريد الاستيقاظ صباحا وأحيانا أحب النوم حتى أعيش مع أحلامي .. وقد بدأ معي هذا ‏الشعور منذ حوالي سبع سنوات وأخذ في التزايد إلى أن وصل إلى حد كبير الآن ... ‏

أنا متزوجة منذ ثماني سنوات وليس لدي أطفال ... انفصلت أمي عن أبي بعد زواجي بسنة واحدة وكأنها كانت تنتظر ‏زواجي حتى تنفصل وكنت أعرف أن أمي على علاقة بصديق لأبي كان يظهر له الوفاء والإخلاص وكان أبي يعمل ‏بالسعودية وقرر العودة والإقامة الدائمة هنا أيضا بعد زواجي بسنة ولذلك قررت أمي الانفصال وقد عرفت علاقة ‏أمي بصديق أبي حينما كنت في الجامعة وكان معرفتي بهذا الموضوع سبب مشاكل كثيرة بيني وبينها حتى إنها ‏حاولت أكثر من مرة أن تفسد على خطوبتي ولكني كنت أتمسك بخطيبي بشدة فقد كان يمثل لي الخلاص من هذا ‏البيت.‏

ولي أخ قامت أمي بتدليله حتى أصبح شخصية باهتة لا تتحمل المسئولية بالمرة .. رسب بالثانوية العامة ثلاث ‏مرات .. وأنهى جامعته بالكاد.‏

أنا أعرف تماما إني أمر بخمس مشاكل أساسية في حياتي لا أستطيع علاجها وتمثل لي ضغط شديد جدا :‏
1-‏ علاقتي بأمي وعلاقة أمي بهذا الشخص والتي انتهت بالزواج منذ سنة بعد زواج عرفي دام ثلاث سنوات ‏وقد كان بالنسبة لي صدمة عنيفة جدا جدا لأني كنت أمام أمرين أن أرحب
بالخيانة التي دمرت حياتنا أو أن ‏أقاطع أمي حتى لا أجعل ضميري يوافق على شيء ضد الأخلاق والعرف وأي شيء آخر ...شيء دمر ‏أسرتنا وخاصة أنني كنت أظن أن هذه العلاقة انتهت وتقربت من أمي كثيرا منذ أربع سنوات وكنت لا ‏أفارقها وأصبحت حياتي وأنا أحبها كثيرا جدا حتى الآن ولكن هذا الموضوع كان هزة عنيفة جدا وقاطعت ‏أمي بعد استشارة دار الإفتاء لمدة ثماني شهور ولم أستطيع أكثر من ذلك فأنا أحبها ولكن يوجد بداخلي شيء ‏لا يشعرني بالراحة في التعامل معها .. يوجد شيء صعب لا أعرفه ... وخاصة بعد موقف أسرتها وتأيدهم ‏للموضوع بشكل سلبي بغض النظر عما سيسببه هذا الزواج من جرح لعلاقتها بأولادها .‏

2-‏ أبي هو المشكلة الأخرى في حياتي وقد أخذ أبي في تحطيم نفسه بدون تفكير بعد عودته من الخارج ووجود ‏هذا الانهيار في حياته ... لم يكن أبي يعرف بهذه العلاقة فلم أستطيع أن أواجهه وهو ما يؤنب لي ضميري ‏حتى تزوجت أمي من هذا الشخص لم يكن أبي يعلم ... ولم يكن يتصور أن تصل حياته إلى هذا الوضع في ‏الوقت الذي فكر فيه في الاستقرار والراحة .. أهمل كل شيء .. تجارته .. باع شقته .. باع محل عمله .. بدد ‏كل ما لديه من مال بسبب إهماله وعدم تركيزه في شيء وكل ذلك خلال أربع سنوات وكنت أنا اوحيدة التي ‏تقف بجانبه في كل موقف من هذه المواقف وأتحملها على عاتقي حتى لا ينصب عليه أحد ويأخذ حقوقه ‏كاملة وكنت أتعاطى في ذلك الوقت الكثير من المهدئات مثل الكالميبام واللكسوتانيل والزاناكس حتى أستطيع ‏النوم وكنت أحيانا لا أستطيع النوم ...لقد كان انهيار أبي بهذا الشكل أمامي وكثير من المواقف التي أخذها ‏بمثابة صدمة لي فقد كنت أضعه في مخيلتي في صورة واهتزت هذه الصورة بشدة ... وصل أبي الآن ‏لمرحلة يجب أن يحمل مسئوليته أحد ولا أعرف ماذا أفعل فأخي لا يتحمل أي مسئولية وفي منتهى الأنانية.‏

3-‏ المشكلة الثالثة هي أخي الذي لا يتحمل المسئولية فقد تعود على الدلع منذ الصغر وأن لا يقدر قيمة الأشياء ‏ولا حتى الناس ...
مشكلتي هي أنني أحبه جدا ... فهو أخي الوحيد .. الفرق بيني وبينه سنة وتسعة أشهر ... ‏لقد تعرف أخي منذ أن كان بالجامعة على مجموعة أصدقاء سوء ولم يلاحظ أحد ذلك ...
 أصبح يصرف ‏كثيرا وبعد طلاق أبي وأمي أصبح يأخذ نقود من الطرفين ويقول لأمي دائما أن أبي لا يعطيه نقود وبالتالي ‏كانت تحاول أن تكسبه في صفها ... وأصبح كثير الكذب والاستعطاف للناس ... مشكلة الكذب عنده لا تنتهي ‏‏... منذ أربع سنوات تعرض أخي لمشكلة خطيرة واضطر للابتعاد عن المنزل لمدة أربعين يوما بسبب ‏تعاطي بعض الأشياء وكنت وقتها في أصعب حالاتي لم أكن لأتخيل أن نصل إلى هذا الحد أبدا فقد كنا أسرة ‏يتحاكى عنها الناس ويتحاكى الناس عن أخلاقي أنا وأخي وتربيتنا وتفوقي أنا الدراسي نحن خريجو مدارس ‏لغات .. المهم بعد عودة أخي بحوالي أسبوعين فوجئنا بتكرر نفس الموقف ولكن هذه المرة تم السيطرة على ‏الموضوع في أوله وقبل أن يتحول إلى أكبر من ذلك تعجبت كثيرا انه لم يستفيد من التجربة الأولى وأعاد ‏التجربة ثانية ... وكان وقتها أنهى تعليمه وبلا عمل وبلا دافع للبحث عن عمل .. المهم بذلت أمي جهودها ‏حتى استطاعت أن تحصل له على عقد عمل بالخارج ... وتنفسنا الصعداء ... وعاد أخي بعد ثلاثين شهر ‏بسبب مشكلة مع صاحب العمل وتجددت مخاوفي من أن يعود لنفس الشلة وبحثنا له عن عمل حتى حصل ‏على عمل بمصر ولكن طريقته في صرف النقود كانت واضحة أنها مرتفعة جدا فصرف كل ما أتى به من ‏الخارج في شهرين وعرفت أنه عاد إلى الشلة السيئة وبلغت أسرتي ولم يقتنع أحد وتمادى هو في سلوكه إلى ‏أن ترك عمله بمشكلة كبيرة ... ومازال يكذب ولا يريد أن يوضح لنا الأمور حتى نستطيع حل المشكلة ... ‏وفي الوقت الذي كنت أرى أنه أتى ليحمل مسئولية والدي وجدته لا يستطيع أن يتحمل مسئولية نفسه ... لقد ‏أصبح شخصية أنانية ... كذاب .. عنده انحراف سلوكي غير واضح للعامة ولكن واضح لمن يتعامل معه.‏

‏4-‏ المشكلة الرابعة تكمن طبعا في حياتي الزوجية
فبعد كل ما قصيته عليكم بالتأكيد علمتم أن زوجي قد أصبح ‏لا يحتمل المزيد من هذه الأسرة فأصبحت أخفي عنه كل شيء حتى أني أكلمهم وأصبح ذلك يمثل لي ضغط ‏لأن بابا في ظروف يحتاجني إلى جواره الآن وخاصة أن سنه تجاوز الخامسة والستين ... ولكن زوجي ‏أصبح شديد الغيرة منهم و أصبحت لا أعرف كيف أتصرف.‏

5-‏ المشكلة الخامسة تكمن في عدم وجود أطفال حتى الآن وفي ظل كل هذه الظروف قمت بعمل ثماني عمليات ‏حقن مجهري باءت بالفشل وعمليتين منظار وعمليتين فتح بطن للعلاج ولم أترك باب إلا طرقته للعلاج ‏ولكن لم يشأ الله بعد أن يعطينا الذرية الصالحة ولم يقل لي الأطباء أن الأمل معي أصبح مفقود ولكن هناك ‏مشكلة مع زوجي فهو يتحمل معي كل ذلك ولكني أعلم أنه يريد الأطفال ويحبهم بشدة وكلما حدثت بيننا ‏مشادة ذكرني بما دفعه لي في العمليات وأنه يصرف كل شيء على العمليات وفي أكثر من مرة فتح معي ‏موضوع زواجه من أخرى وأن أظل معه وهذا ما أرفضه بشدة ... واجد نفسي الآن بعد أن كنت أعمل في ‏وظيفة مرموقة وتركتها منذ سنتين ونصف من أجل العلاج أريد أن أأمن مستقبلي بوظيفة لأني لا ‏أشعر بالأمان فلا أستطيع العيش مع أبي فهو لا يتحمل المزيد من المصاريف ولا أستطيع العيش لوحدي لابد ‏لي من وجود عمل كويس ... لا أعرف ماذا أفعل في هذا الموضوع ... أنا الآن بصدد تجربة جديدة ومقدمة ‏عليها وأنا لا اشعر بالتفاؤل وخائفة لأني بعدها لابد وأن اقرر حياتي مع زوجي ..‏

لا أعرف ما أريده الآن ولكني أريد أن أشعر بطعم السعادة التي فقدتها تماما ... الابتسامة التي كانت لا تفارقني ‏اختفت .... أرجوكم ساعدوني في استعادة هذه الأشياء ... ماذا أفعل ؟

جزاكم الله خيرا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

3/6/2005

 
 
التعليق على المشكلة  


أهلا بك يا مروة على موقعنا وأهلا بمشاكلك التي يشرّفنا أن نكون موضع ثقتك لتبوحي لنا بها, وأسأل الله أن يعيننا على تقديم العون الذي تحتاجينه ..

قبل أن أبدأ بمناقشة مشاكلك, أريد أن نبدأ بوضع تعريف للسعادة, تقولين: لا أشعر بطعم السعادة .. فما هي السعادة التي تبحثين عنها ولا تجدينها ولهذا تشعرين بالمرارة لفقدها ؟؟
هذا التعريف مهم جدا, فعلى أساسه سنحدد مشكلتنا وبالتالي سيسهل حلها ..

سأفترض معك أن مفهوم السعادة لديك هو: أن تحصلي على كل ما تريدين في هذه الدنيا, وأن لا يحصل لك إلا الأحداث السارة, وأن تخطئك الأحداث المرة والمزعجة .. أخذت هذا الافتراض من شكواك من كل ما حولك: والداك, أخوك, عدم الإنجاب, أي كل المنغصات التي تحيط بك في بيئتك ..

لقد نجحت هذه المنغصات في سلبك السعادة, لأنك ترينها كذلك: الحصول على كل ما هو ممتع والابتعاد عن كل ما هو مؤلم ..

الحقيقة أن هذا المفهوم للسعادة صحيح, ولكنه وبالطريقة التي تطبقينه بها على حياتك هو مفهوم قاصر جدا وطفولي جدا, وليس هو أبداً المفهوم الحقيقي للسعادة الذي أراد الله عز وجل منا أن نصل إليه ..

مفهوم السعادة الحقيقي هو في: الرضا, الرضا عن الله, الرضا بالله, إرضاء الله .. لو تغلغل هذا المفهوم إلى زوايا نفوسنا بشكله الصحيح لاستطعنا أن نشعر بالسعادة رغم كل المحن والآلام التي نمر بها .. فكيف نفعل ذلك؟؟

الجواب ببساطة: بإعادة ترتيب أوراقنا وأفكارنا, واعتقاداتنا, بل وبإعادة صياغة طريقة تفكيرناعلى النحو الصحيح, هذه الطريقة التي ستصحح مسار حياتنا وتأخذنا إلى حيث نريد ..
كيف سنفعل ذلك؟

سأدلّك في نهاية إجابتي على بعض الطرق التي تعينك على ذلك, كما ستجدين خلال إجابتي بعضاً آخر منها ..

ومن الآن أقترح عليك سماع
الرضاعن الله لعمرو خالد, لتعميق وتوضيح مفهوم الرضا عن الله عز وجل.

وسأبدأ الآن بمناقشة مشاكلك وعلى الترتيب الذي رتبتها به:
1- أقدّر مدى حزنك وألمك من تصرف والدتك, ولكن في النهاية لست المسؤولة عن حسابها, لا أدري كيف أفتوا لك بمقاطعتها, ونعلم جميعا أنه ليس بعد الكفر ذنب, وأسماء بنت أبي بكر قد أمرها رسول الله بصلة أمها الكافرة .. وفي النهاية غلبتك عاطفتك الطبيعية تجاه والدتك فأعدت العلاقة معها, ولكنك تشعرين بالفشل في هذه العلاقة وبأن شيئاً كبيراً كان بداخلك تجاهها وها قد تحطم من جراء عملتها –كما تقولين– التي لا يقرها عرف ولا شرع .. ولكن يا عزيزتي لم أفهم تماما هل وقعت في الزنا قبل الزواج العرفي أم أنك تعتبرين أن الزواج العرفي بحد ذاته كان خيانة ؟؟

وعلى أي حال, لن تؤثر معرفة هذا على الموقف الذي يجب أن تتحوّلي إليه في علاقتك مع أمك وهي انك ابنتها ولست الله عز وجل الديان الذي سيحاسبها .. وبما أنك ابنتها فأنت بين نارين: نار حبك لها ونار غيظك وغضبك مما تفعله, ولكن يا حبيبتي في النهاية ستظل أمك وسيظل لك دور كبير في دعوتها إلى الاستقامة والهداية ليس بأقوالك ولكن بحسن معاملتك وعشرتك, لا أقصد بذلك أنك يجب أن تسكتي عن أخطائها وتتجاوزيها و"تطنّشي" وتقولي: "وأنا مالي", لا طبعا فهي أمك, وفي داخلك حرص فطري عليها كحرص أبي هريرة رضي الله عنه على هداية أمه, ولكن ما أقصده هو أن لا تعامليها كما لو كانت فتاة صغيرة لا تفقه ما تفعل فتحاسبينها وتعبسي في وجهها, وسأسألك سؤالا: هل عندما كنت أنت فتاة صغيرة وكانت أمك تحاسبك وتعبس في وجهك, هل كنت تستجيبين لطلبها أم أن هذاالأسلوب كان يولّد ثورة في قلبك ورغبة عارمة في تكسير كلامها وتحديها ؟؟
هذا وأنت البنت وهي الأم, فكيف حين تنقلب الأدوار؟؟

الأمر لم يكن هيّناً عليها أبدا بل كان محطماً لقلبها ومهما كانت مخطئة فأسلوبك في تعريفها بخطئها لا يجوز أبداً أن يصل إلى ما وصل إليه, لأنه وببساطة سيأتي بنتائج عكسية, هذا بالإضافة إلى ما فيه عقوق ..

تحتاجين إلى معرفةالكثير من
ضوابط الدعوة العائلية لتستطيعي التعامل مع والدتك في هذاالمجال ..

ثم ما أدراك بمدى الضغوط التي كانت تتعرض لها والدتك بسبب غياب والدك؟

أنا لا أدعوك إلى تبرير موقفها ونفي المسؤولية عنها
, بل هي متحملة لكامل مسؤولية أعمالها أمام الله عز وجل, ولكنني أدعوك إلى أن ترحميها قليلاً لتستطيعي تجاوز هذه المشاعر السلبية التي تشعرين بها تجاهها والتي تعيق حياتك وتواصلك الصحيح معها ومن ثمّ إحساسك بالسعادة ..

2- بدد والدك كل شيء بعد أن عاد وقد آن أوان الاستقرار لأنه كان يعمل كل ما يعمل ليعود إلى أحضان أسرته
, وإذا به يرى هذا الهدف وهذا الحلم الذي تحمّل سنوات البعد والعذاب من أجل تحقيقه ينهار, تماما كالسراب,, ففقدت كل مكتسباته قيمتها في ناظريه فصار لا مبالياً بشي وربما كان قد دخل في اكتئاب أفقده قيمة إنجازاته, وطبعا هذا الوضع ليس وضعاً سوياً, وأرى أنه قد نشأ لأنه أصلا تعلّق بالمخلوق –الأسرة والزوجة والأولاد– ولم يتعلق بالخالق, وجعل محور سعيه للمخلوق لا للخالق .. فكانت هذه النتيجة المأساوية .. وقد قال النبي: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما, وأبغض بغيضك هوناً ما, عسى أن يكون حبيبك يوماً ما .. فهذه "الفرملة" في الحب والبغض تحمي الانسان من الوقوع في مثل ما وقع فيه والدك حفظه الله ..

وكانت النهاية أن أصبح والدك يحتاج من يرعاه ويأخذ باله منه, هل أستطيع ان اقترح عليك أن ترعيه أنت وتاخدي بالك منه وسيكون بابا لك إلى الجنة .. اعتبري أن احتياج والدك للرعاية هو بسبب التقدم في العمر والكبر, أما كنت ستسارعين في تقديم المعونة التي يحتاجها ؟؟

وسأذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يصعد درجات المنبر, وكلما صعد درجة قال آمين, فتعجب الصحابة, فسألوه عن ذلك, فقال: إن جبريل أتاني وقال لي: تعس من أدرك رمضان فلم يغفر له, فقلت آمين, وقال: تعس من أدرك أبويه ولم يدخلاه الجنة, فقلت: آمين, قال: تعس من إذا ذُكرت عنده لم يصلّ عليك, فقلت آمين ..

وهذا الحديث يعني أنه لا شقاء بعد شقاء من يفوّت هذه الفرص العظيمة والسهلة جدا للثواب والجنة ..

3- أما عن مشكلة أخيك, فأعتقد أنها مشكلة ضخمة فعلا, بالله عليك ماذا تتوقعين أن يكون مستقبل أو أن تكون شخصية طفل مدلل قد أُسيئت تربيته إلى أن أصبح متعاطياً للمخدرات, هل تعرفين تأثير هذه المخدرات على البناء الأخلاقي والقيمي لمتعاطيها؟؟ باختصار: تماما مثل أخيك , فكيف تنتظرين منه أن يتحمل مسؤولية الوالد وهو غير قادر أصلا على تحمل مسؤولية نفسه لأنه لم يربيه أحد على تحمّل مسؤولية نفسه ؟!؟

وأعود إلى نفس النقطة, أخوك الآن قد كبر ولم تعد تنفع معه التربية من جديد, أنت تحبينه, وهذا ما أرى أن تركزي عليه في علاقتك به لتستطيعي تحمّله وبالتالي قد تؤثرين فيه فتنصلح أحواله ..

ولكن لا تنسي أن تنصيبك لنفسك مربي وموجه لسلوك المخطئين من حولك لن يزيدهم إلا فرارا منك ولن يزيد الهوّة بينك وبينهم إلا اتساعاً, العلاقة الحلوة والحنية واللهفة والمحبة كلها موجودة في قلبك ولكنك تعبرين عنها بطريقة منفرة, ضعي نفسك مكان أي واحد منهم, ثم قدّري تصرفاتك, أي انظري كيف يتلقون اهتمامك هذا, إنه يصل إليهم على أنه تحكم وسيطرة, "يعني هو محدّش فاهم غيرها", تحتاجين إلى منتهى أساليب الرقة واللطف و"من تحت لتحت" في الدعوة, بدون توجيه نصح مباشر ..لأن الناس عموماً والأهل خصوصاً لا يتقبلون هذه الطريقة في النصح .

4- مشكلة زوجك في أنه أصبح شديد الغيرة من أهلك ولا يريدهم في حياته, هل أستطيع أن أستنتج أن اهتمامك بأهلك في الفترة السابقة طغى على اهتمامك بزوجك مما ولّد لديه هذه الغيرة ؟؟

من الطبيعي جدا أن يسعى الانسان إلى دفع ما أصبح يشكل خطرا على علاقته بزوجته وعلى راحته في منزله, وأنت متزوجة منذ ثماني سنوات, وهذا يعني أن زوجك قد سكت واحتمل وتفهّم انشغالك بأهلك عنه سنوات إلى أن وصل في النهاية إلى أنه يريد إخراجهم من حياته .. هل استنتاجي صحيح أم انني مخطئة ؟؟
أرجو أن تخبريني ..

وإذا افترضنا أن استنتاجي صحيح, فهذا يعني أن زوجك انسان طيب وكويس لأنه قدّر في البداية أنك ابنة وأنك يجب أن تقفي بجوار أهلك, ولكن حين رأى دوّامة المشاكل بدأت تسحبك لتغرقك أنت أيضا اتخذ موقفا حاسما وهو موقف طبيعي أي منا سيتخذه للحفاظ على سلامة واستقرار حياته ..

واقتراحي هنا للتوفيق بين أهلك وزوجك هو أن لا تشعريه بأن اهتمامك بأهلك يسلب وقتك وتفكيرك, وبالمقابل عليك أن تملئي رصيدك لدى زوجك بأن تفعلي ما يحبه من اهتمام بأهله وبه هو شخصيا, حتى إذا جاء دور عطائك لأهلك لا يشعر هو بالغيرة لأنه محروم منك لحسابهم ..

5- أما بالنسبة لمشكلة عدم الإنجاب,
فهذا رزق من الله عز وجل, وهذا يستدعي السعي وراءه, وعدم اليأس من رحمة الله, وقد رأيت بعيني رأسي حالة من عقم الزوجة والتي لا أمل في إنجابها وها هي الآن حامل وفي الشهر السادس بعد 15 سنة من الزواج والمعاناة بين الأطباء .. ولكن ربك كريم ورحيم بعباده .. فادعي لها أن يتمم لهاالله تعالى حملها بالخير وأن يرزقها الذرية الصالحة, وادعي لنفسك أيضا, ولا تيأسي أبداً من رحمة الله عز وجل ..

إن سعيكم للانجاب هو المطلوب تماما, ولكن ينقصه التوكل على الله عز وجل والدعاء والتضرع له ليكلل جهودكم بالنجاح ويجعل هذا الطفل المنتظر من الذرية الصالحة فتقر عينكما به ..
ولا أعتقد ان كلام زوجك عن المصاريف التي يصرفها في سبيل العلاج كلما حدثت بينكما مشادة هي من قبيل "تمنينك", بل أعتقد أنه يريد ان يقول : إنني أبذل كل هذه المصاريف وكل هذا الإنفاق لأنني أريد إنجابا منك, أعتقد يا مروة أن زوجك يحبك وباق عليك ..وما تفكيره بالزواج الثاني إلا لأنه يرى أن بيته الأول يتهدم: الزوجة لا تنجب, وهو لا يأخذ منها إلا الإهمال لحساب مشاكل أهلها التي لا تنتهي .. ما رأيك بهذا التحليل ؟ أليس احتمالا قائما ؟؟

والآن إلى بعض النقاط التي تقوّي التفكير الإيجابي لديك ..

هناك ناحية أحب أن أعلق عليها, قلت: "لم أكن لأتخيل أن نصل إلى هذا الحد أبدا فقد كنا أسرة ‏يتحاكى عنها الناس ويتحاكى الناس عن أخلاقي أنا وأخي وتربيتنا وتفوقي أنا الدراسي نحن خريجو مدارس ‏لغات "

للأسف أننا كثيرا ما نهتم بتلميع أسرنا من الخارج, من حيث سيراها الناس, أما من حيث الداخل فنحاول إخفاء مواطن القبح, لا معالجتها, وإذا بهذه المواطن تتفاقم أكثر وأكثر إلى أن تصبح عسيرة الستر ..!!

تقولين: أريد الشعور بالأحداث السعيدة ولا أستطيع ..

ما هذا إلا لأنك لا زلت تأسرين نفسك في قمقم المشاعر السلبية التي تكونت في الماضي, أنت تحيين الماضي بتجاربه وآلامه, إحياء تجارب الماضي للاستفادة من عبرها أمر صحيح, لكن بعد انتزاع المشاعر السلبية والآلام منها وإلا أصبح المستقبل كله عرضة للتهديد بسبب هذا الماضي ..

وهذا بالضبط ما يحدث معك, تقولين بأن هذه المشاعر بدأت معك منذ سبع سنوات وهي في ازدياد, ويؤسفني أن أقول لك وستظل في ازدياد إلى أن تغلّف حياتك كلها بالسواد وإلى أن تخنقك كلياً, إلا إذا قررت أن تخرجي من قبضتها لتصوغي حياتك من جديد وكما تحبين.. وأعتقد أنك قد بدأت فعلا بهذه الرحلة التي لن تكون سهلة, ولكنها رحلة الخلاص, فهي رحلتك إلى السعادة, أول خطوة تخطينها الآن هي بإرسالك لهذه الاستشارة لطلب المساعدة,, ثم لا بد أن تأتي وراءها خطوات وخطوات, وسيكلل الله عز وجل جهودك في النهاية بالنجاح, بل والنجاح المبهر ..

تقولين ليس هناك شيء له طعم في حياتك, وهذا من علامات الاكتئاب, لا أستطيع أن أقدر مدى جسامة هذا الاضطراب الذي تمرين به, وأترك هذا للدكتور وائل, ولكنني أستطيع أن أقدر تماما مدى الألم الذي تحسين به, والذي لا شك سيقودك إلى ما هو أدهى وأمرّ, فسارعي إلى سلوك سبيل الخلاص, والله معك.

ولتعزيز معرفتك حول الاكتئاب أحيلك إلى الروابط التالية :
عسر المزاج ، والاكتئاب
فقدان الطعم والمعنى جوهر الاكتئاب
الاكتئاب الجسيم لا الأعظم!
الاكتئاب وأشياء أخرى ؟!!!
متى تصنعين الحياة؟: أقوى من الاكتئاب مشاركات
متى تصنعين الحياة؟: أقوى من الاكتئاب متابعة
الاكتئاب الجسيم كيف يسلب الإيمان؟
علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام :
اعتقاد البعض أن المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي


انظري للإيجابيات في حياتك واشكري الله عليها, وأنا متأكدة من أنه هناك إيجابيات, فمن رحمة الله أنه لم يخلق إنسانا للشقاء الكامل.

تحتاجين لتعزيز إيمانك بالله وتقويته, فالإيمان يزيد وينقص ويضعف ويقوى, يزيد بزيادة الطاعات وينقص بنقصانها.. ولهذا أقترح عليك أن تنظّمي لنفسك برنامجا أسبوعيا يتضمن قراءة قرآن وحضور دروس علم وغيرها, ولا تنسي يا عزيزتي بأن النفس إن لم نشغلها بالطاعة شغلتنا بالمعصية.

أشجعك كثيراً على فكرة العمل لأنها ستحقق لك الشعور بالأمان ولو جزئياً, وسيحقق لك الإحساس بالثقة بالنفس للإنجاز الذي ستحققينه إن شاء الله في عملك .. وله فوائده الكبيرة التي ستعود على شخصيتك وملء وقت فراغك بالنافع المفيد.. ولكن تذكري: الخلاص مما أنت فيه لن يحققه العمل وحده, بل العمل هو جزء من برنامج متكامل صحيح وصحذي تسيرين عليه في حياتك كلها.

"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها", لكن طبعاً لن تخلو الحياة من بعض المنغصات التي تكون بمثابة اختبار من الله عز وجل لنا "ليبلوني أأشكر أم أكفر", وكلا المنع والمنح في مفهوم الدين: ابتلاء, ولكن الشقي هو من يركز انتباهه على الألم الذي تحدثه هذه الابتلاءات –وهذا ما يسميه
د. عمرو أبو خليل/ التفكير النكدي – لا على طريقة تجاوزها وتذليل صعابها والاستفادة منها وتحويلها إلى نقاط قوّة واستثمار إيجابياتها, هذه هي باختصار يا مروة فلسفة الحياة السعيدة ..

وسأضرب لك مثلا من التاريخ, كلنا نعرف الخنساء, وكلنا نعرف أنها قدّمت أولادها الأربعة شهداء في سبيل الله, وكلنا نعرف أيضا كيف ملأت الدنيا بكاء وعويلا قبل الإسلام حزنا على موت أخيها صخراً, حتى لقد اسودّت عيناها من كثرة بكائها عليه !!

السؤال الذي يطرح نفسه: كيف نفسر حالة الرضى التي انتابت الخنساء حين استشهد أولادها الأربعة حتى أنها اعتبرت قتلهم شرفا لها حمدت الله على أن رزقها به, وحالة عدم الرضا والسخط والحزن الشديدين التي انتابتها حين قتل أخوها صخر ؟؟ مع أن موت صخر مصيبة, وموت أولادها الأربعة أربع مصائب ؟!؟!؟

السرّ هو في الفكرة التي كانت تسكن رأسها حين فقدت كلا منهم :

حين فقدت صخراً وجدت أن الحياة قد اسودّت لأن رمز كل خير بالنسبة لها قد ذهب .. فهي قد ركّزت تفكيرها على ما فقدته ..
وحين فقدت أولادهاالأربعة وجدت أن الحياة أشرقت لأنها بفقدها لهم قد تقدّمت خطوة إلى الجنة .. وهنا ركّزت تفكيرها على ما كسبته ..
وهكذا, وهذا هو التفكير الإيجابي .. وهذه هو تماما مصدر السعادة, فالسعادة يا عزيزتي تنبع من داخل الإنسان ولا تأتي من الخارج أبداً.

لا تفاجئي خلال تطبيقك لهذه الخطوات العملية والفكرية بأنك ستفشلين مرة واثنتين وربما أكثر, فهذا هو طرق النجاح: يبدأ بالفشل !! فلا تيأسي واستمرّي, لأن استمرارك هو الضمان الوحيد لنجاح خطواتك الأولى المتعثّرة, والتي ستتحوّل إلى خطوات ثابتة واثقة تدكّ صروح اليأس وتذيبها من نفسك تماما ..

ومسك الختام هو: لا تنسي خلال طريقك إلى السعادة أن تعتصمي بالدعاء والتضرّع إلى الله عز وجل وتطلبي منه العون والتوفيق والسداد, فهو سبحانه وتعالى الوحيد القادر على الأخذ بيدك إلى تحقيق هدفك بشرط أن تكون هذه رغبتك فعلا وأن تبذلي كل ما في وسعك من أجلها ..

ولتعزيز مفهوم الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل أقترح عليك سماع
فضل الدعاء للأستاذ عمرو خالد .

كان الله في عونك فعلا يا مروة, الحمل ثقيل عليك, ولكن لا تنسي أنك لست مطالبة بإصلاح كل هذه الأوضاع المعوجة التي حولك, فهذا ليس بمقدروك أصلا .. بل أنت مطالبة ببذل الجهد الذي تستطيعينه فقط وبعد ترتيب أولوياتك, وأعانك الله وثبتك وهداك إلى الطريق السليم للخروج من حالة التعاسة ومن كل هذه اللخبطة التي تعيشينها.. ونحن معك دائما فلا تنسي أن تطمئنينا عنك ..

ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا بك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة لمى عبد الله غير التنبيه على ضرورة زيارة طبيب نفسي إذا وجدت أن أعراض الاكتئاب كما ستعرفينها مما أحالتك مجيبتك عليه هي أعراض دائمة معك ففي هذه الحالة لابد من علاج عند طبيب نفسي، وأخيرا أود إحالتك إلى الروابط التالية:
حياتي كلها مصائب: هل في الغيب
مصائب حياتي السخط، ووسواس الأمومة متابعة
وسواس الأمومة المتأخرة : متابعة ومشاركة المتابعة
راجعة عشان أفضفض!! على مجانين متابعة4  


وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك. 

 
   
المستشار: أ.لمى عبد الله