إغلاق
 

Bookmark and Share

بسمة بعيدا عن الذئب والذئاب ::

الكاتب: أ.د.مصطفى السعدني
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/05/2007


الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني السلام عليكم ورحمة الله؛
كم أسعدتني رسالتك وبتعليقك على مداخلتي وهذا شرف كبير أحظى به. سيدي،
بالبداية أرعبني العنوان "بسمة والذئب" وخاصة أنك أرسلت الملف الخاص بتلك الفتاة الخليجية إلى أكثر من شخص، سيقومون بقراءة الملف ولا أدري كيف سيتم الربط بيني وبين الذئب في مخيلتهم!!!!، ولا تدري سيدي كيف تتعامل بسمة مع الذئاب، فأنا إنسانة حذرة لأبعد الحدود يساعدني في حذري إيماني والتزامي وخوفي من المجهول، وفوق كل ذلك إنني أعرف أن النار تحرق فلا داعي لاجرب لسعتها والشقي من يتعظ، وتوافقا مع القول "الشقي من يتعظ بنفسه".., ومع ذلك لا أنكر اقترابي من النار لبعض الوقت.

سيدي الفاضل؛
سألتني الرأي بما قد أشرت عليه للفتاة أن تفعله وهو القبول بالزواج لمن يرتضى دينه وخلقه وأسأل الله العظيم أن يرزقها الزوج الصالح وبذلك تكون قد أغلقت صفحة مزعجة من حياتها وتكون قد عادت لصوابها، فهي تدرك حتما حجم الاهتمام الذي حظيت به من الآخرين وأولهم حضرتك يا دكتور، ولا أدري ماذا يدور برأسها تحليلا لكل هذا الاهتمام والذي برأي لم يعطى لأي صاحب مشكلة آخر، ليتها تدرك خوفك الشديد على عائلة مسلمة بأكملها، وكل ردودها تنصب على تحسين صورة ذلك الرجل، والذي تراه الآن تائبا وتدعو له بالخير والصلاح، ونحن نضم صوتنا إلى صوتها آميين خلفها، رافعين أيدينا بالدعاء أن يكون ذلك الرجل قد تاب فعلا وندعو له بالخير والصلاح لأنه مسلم حتى ولو كان من جنسية غير عربية، ولكن..... ورغم ذلك فقد قالت الفتاة أن والدها من المستحيل أن يزوجها وأختها من جنسية غير جنسيتها، هل نستطيع أن نقف هنا قليلا!!! ألا تدرك تلك الفتاة الوضع هنا!!! تخيلي والدك وهذا الرجل جاء خاطبا يدك "على افتراض أنه تاب، وقد تم إصلاح ما بينك وبين أختك وتخلت أختك عنه لصالحك، وأيضا تمت التسوية ما بينه وبين زوجته" نعود ونقول تخيلي موقف ذلك الوالد الذي يتمنى من كل قلبه زوجا من جلدته لبنيته والتي رباها وأحسن تربيتها، ولن أزيد فقط ضعي نفسك مكان والدك وتخيلي وأتمنى أن يكون لديك أفق واسع من الخيال!!!!

سيدي؛
أنا معك في عدم تصديقك للفتاة بأنها تركت الأمر وأنه غاضب منها وووو... ربما ما يفعله الآن هو مناورات، وهو واثق أنها ستحن وتعود، فيا سيدي ليتك تدري ما قلوب الفتيات وخاصة مع من لا يتحدث العربية، لا تندهش سيدي فالعبارات بلغة أخرى تأتي بصداها، ويكون انعاكسها أشد وقعا على أذن الفتاة "والأذن تعشق قبل العين أحيانا" ولا تنسى سيدي أن معظم حوار الفتاة مع الشاب إما هاتفيا أو نصيا عبر الرسائل والمسجات.

سيدي قرأت ردك الأخير على مجانين وأصدقك القول بأنه كان عنيفا جدا وأعان الله تلك الفتاة على قراءته واستيعابه، فيبدو أنه قد فاض بك الكيل وجعبتك أثخنت بما فيها، فأنا أقّدر ما معنى أن يعيد ويزيد الناصح بنصيحته والطرف الآخر لا يستقبل أبدا، قال الله تعالى "فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ " (الأعراف:79)صدق الله العظيم.

سيدي، أدعو لك بالعافية وأدعو الله أن لا يصل بك الأمر أن تتولى عنهم.. ولك كل الاحترام

بسمة عساف


الأخت الفاضلة بسمة؛
سامحيني أختي العزيزة عن عطف الذئب على أسمك، وهذا كثيراً ما أفعله بقصد تذكر المشاركة أو الاستشارة؛ وذلك لتشابه عناوين بعض المشاركات والاستشارات، والحمد لله فالعبد لله تخطى الأربعين وبالكاد الواحد يحاول التذكر بمحاولة ربط المعلومات المتقاربة، وأحياناً بإضافة العناوين الملفتة ليس للنظر ولكن للذاكرة، وأحيانا أضيف أرقام للمتابعة وتسلسل الأحداث، وصدقيني أحيانا أجد استشارة أو مشاركة نُشرت على مجانين بعد أن كتبتها وأرسلتها ونسيتها تماماً فالمعذرة وأكرر لشخصك الكريم المعذرة!!.

لقد أثرت في رسالتك هذه موضوعاً ذا حساسية خاصة بالنسبة لي ألا وهو الزواج من مسلم أو مسلمة من بلد آخر ولن أطلق عليه الغريب أو الأجنبي كما يُطلق عليه من بعض الناس أحيانا!!!– فأنا أكره أن يُسمى أخي المسلم من باكستان أو ماليزيا أو حتى من أمريكا وبريطانيا غريباً أو أجنبياً، ودليلي في ذلك رغم عدم حاجتي لدليل على كلامي هو سيدنا سلمان الفارسي؟! عندما اختلف المهاجرون والأنصار هل هو من الأنصار أم من المهاجرين؟!!؛ فبحكم إقامته بيثرب (المدينة) قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً إليها اعتبره الأنصار واحداً منهم، أما المهاجرون فهم يرون أن سلمان رضي الله عنه وأرضاه- قد هاجر من بلد إلى بلد باحثاً عن الدين الحق، حتى أخبره أحد علماء الدين المسيحي الذين تعلم منهم بأن نبياً سيظهر في مكان ما به نخل كثير وله صفات معينة "يثرب"!.

المهم وصل سيدنا سلمان ليثرب بعد أن خطفه قطاع الطرق وباعوه لرجل يهودي فيها!، ويشاء السميع العليم أن يُسلِم هذا الباحث عن الحق، ويُصبح من المقربين بإيمانه وبعلمه وخلقه وسعة خبرته في شئون الحياة وهو صاحب فكرة حفر الخندق لحماية المدينة من أحزاب الكفر في غزوة الخندق- إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ونجد النبي صلى الله عليه وسلم يُشرِّف سلمان الفارسي الأصل والعبد الرقيق في يثرب قائلاً: "سلمان منا آل البيت"!!، لذا فالمقياس في ديننا هو خلق وإيمان المسلم وليس بلده ولا قبيلته ولا ماله ولا سلطانه؛ وهذا هو ما أومن به واعتقده، ولا أجد في نفسي حرجاً أبداً أن تتزوج ابنتي من رجل مسلم على خلق قويم وعقيدة قوية صحيحة ولو عاشا معاً بعيداً في أطراف الأرض!!!.

ووجهة نظري في اعتراضي على ذلك الشخص "الدون جوان" إياه -وحبيب القلب- هي أنه يفتقد لأخلاقيات المسلم الأساسية، والتي من أهمها الصدق والأمانة والعفة وعدم السعي بالنميمة بين الأختين المتحابتين!!، أليس كذلك؟!!.

أما عن إلحافي في النصيحة لهذه الفتاة؛ فلعدة أسباب منها أنها صاحبة مشكلة متكررة وبالذات لبعض الفتيات في منطقتها التي تتميز بالانتعاش الاقتصادي!، وكذلك لمزيج شخصيتها المُلفِت للنظر: من الطيبة إلى بعض التدين إلى البراءة أحيانا، مع اعتزازها بنفسها وحبها لكرامتها، وفي نفس الوقت عنادها الواضح وإصرارها على بعض آرائها، وإن كانت خطأ أحيانا، ثم استجابتها للنصيحة ولكن بشكل جزئي، ثم تصورها أنها من الحكماء، وإن كان بعض من أرائها يؤدي إلى جهنم الدنيا قبل الآخرة والعياذ بالله، مثل معاداتها لأختها الأكبر وإصرارها على أن هذا "الدون جوان" ولي من أولياء الله الصالحين!!!!؛ وذلك رغم وصفها الدقيق لصفاته وأخلاقه من كذب وخداع ووقيعة بين الناس وطمع وخيانة أمانة، وعجبي على مجانين!!.

21/05/2007

واقرأ أيضاً:
معرض القاهرة للكتاب.. وفكرة عاقلة لمجانين/ أحتاج من يقرأ بشدةٍ.. مشاركة/ أحتاج من يقرأ بشدة مشاركة 6/ باب جديد الدين والصحة النفسية/سيد الرجالة مشاركة/الدين والطب النفسي مشاركة/ أجمل وأذكى عزاء /شيزلونج مجانين: أبداً لن نفقد الأمل مشاركة



الكاتب: أ.د.مصطفى السعدني
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/05/2007