إغلاق
 

Bookmark and Share

إعترافاتي الشخصية:شرم الشيخ تاني ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/08/2005


أصبحت الآن أكتب وأنا أعرف من سيكرهني ومن سيتمنى لو قطعت أصابعي حتي لا أدق بها علي جهاز الكمبيوتر فأحول أفكاري إلي إعترافات ومع ذلك أكتب ليس لأني أحب أن يكرهني البعض بل يتهمني بأني أخسر جمهوري الذي أحبني من خلال برنامج "اعترافات ليلية" ولكن لأني أريدهم أن يعرفوا أنهم أحبوني لأن تلك كانت أفكاري.

كذلك أذهب إلي شرم الشيخ للراحة والاستجمام فأجدني منزلقة مرات في حوارات ومتطوعة للانزلاق مرات أخري. كأن يخبرني شاب مصري أن الإيطاليين الذين يتولون الترفيه بالفندق يتحدثون بشكل سيئ مع الزبائن عن المصريين فأناقش معه الفكرة بالمنطق وكيف أن الاستسلام لفكرة أن الآخر يكرهني كافية لأن لا أسعي من جانبي لأن أكسبه في صفي أو علي الأقل لأن يعرفني ثم يحبني أو يكرهني ثم لماذا يأتون إلى بلادنا لو كانوا فعلا يكرهوننا هل ضاقت بهم الدنيا أم هم من هواة تعذيب النفس ربما أكون قد استدرجت إلي هذا الحوار وغيره مع أصحاب بازار شبان يكييسون بضاعتهم راحلين عن القرية السياحية لأن صاحب المكان لا يريد أن ينقص إيجار المحل يورو واحدا رغم كل الأحاديث المترددة عن مساندة المتضررين وتناقشت مع بعض المتخصصين في مجال السياحة في المنطق الاقتصادي وراء ذلك ورأى البعض أنه من المهم بمكان الحفاظ على مستوى السياحة بشرم الشيخ حتى عودتها إلى سابق عهدها ولست خبيرة اقتصادية.

وهذا الموقف يشبه الحلم فقد كنت سائرة في القرية واستمعت لشريط ديني لأحد الدعاة الجدد الذين يبثون روح التطرف في صوت مرتفع كأني في ميكروباس خط امبابة ينبعث من كشك خشبي يبيع ألعاب البحر البلاستكية يعاني صاحبه من الكساد فلم أشاهده طوال يومين في ذهابي وإيابي يبيع ولو مرة واحدة واستغربت فالقرية كل نزلائها تقريبا ألمان وروس وبريطانيون وإن شاء الله بدءا من هذا الأسبوع سيعود الايطاليون بعد أن ألغت الخارجية الايطالية قرار حظر الطائرات الشارتر القادمة إلى شرم الشيخ وكان هذا مدعاة للراحة والسعادة وفي نفس الوقت للأسف على المصريين الذين أحجموا عن الذهاب واعتبروا كما أفصحت إحدى قريباتي التي تقضي إجازتها الصيفية بمصر حيث أنها تعمل وزوجها بإحدى الدول الخليجية عن أنه ماحبكش شرم اليومين الدول وعندما أخبرتها إني لم أكن لأذهب إلى شرم في الصيف إلا عن قصد ونية مبيتة وإحساس بالواجب ردت ساخرة بأنها وطنية زائدة ومع ذلك اصطحبت ابنها معنا وكانت من أمتع الإجازات التي قضيتها ولم أكن أرغب في العودة لولا مقتضيات العمل لي ولزوجي وكم كرهتني ابنتي وصديقاتها وابن قريبتي الذين كانوا طائرين من السعادة نظرا لجمال الطبيعة والبشر والشعاب المرجانية في محمية رأس محمد كانا يومان في الجنة دون مبالغة.

ووجدتني أقصد الشاب الذي يدير الشريط الديني وأسأله عن السبب الذي يدفعه لإدارة مثل هذا الشريط في منتجع سياحي فاستنكف مجرد السؤال دون إدراك لخطورة الأفكار التي تمتلئ بها مثل هذه الشرائط ودون إدراك لأن هذه الأفكار هي المسئولة عما يعانيه هو وزملاؤه وما نعانيه جميعا من عواقب وخيمة للإرهاب ودون إدراك لما تفرضه طبيعة المكان الذي يعمل فيه ودون قدرة على التمييز بين حقه في الاستماع إلى ما يشاء وحق الآخرين في آلا يخرق آذانهم في منتجع يبغي فيه الناس الراحة والهدوء بأحاديث التطرف الديني.

للتواصل:
maganin@maganin.com  

اقرأ أيضاً  :
من مستشفى شرم الشيخ الدولي ... أحييكم
اعترافاتي الشخصية:كيف نصبح أنفسنا
إعترافاتي الشخصية: من شرم الشيخ 
المسلمون و تفجيرات لندن
إعترافاتي الشخصية: الفتاة ذات النظارة الطبية

اعترافاتي الشخصية:اوصفولي الحب
إعترافاتي الشخصية:العسراء
اعترافاتي الشخصية: خوفي من السلبية
إعترافاتي الشخصية عشتها من قبل بشكل أو بآخر
اعترافاتي النفسية: أنا ناوية أتعالج نفسيا!
 اعترافاتي الشخصية أسواري الواطية 
إعترافاتي الشخصيةالغباء السياسي
إعترافاتي الشخصية:عندما تحشمت



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/08/2005