إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: وبقميص النوم كمان!! ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/09/2008


ضد الفساد! ده كان عنوان الحملة التي وهبت نفسي ليها لفترة طويلة ماضية ومازلت, قابلت خلالها نماذج عظيمة لبسطاء من شرفاء هذا الوطن رفضوا الفساد ووقفوا للتحدي رغم الترغيب والترهيب من أصحاب السطوة والمال الذين يريدون مخالفة القانون, ولم أكن أتخيل أن الأيام وعدتني بمواجهة شخصية ومباشرة لي مع الفساد بهذا العنف مع "الحاج المعلم" الذي أراد أن يخالف كل قوانين التنظيم.

كانت الحسبة رهيبة, كيف أكون صادقة مع نفسي في حربي ضد الفساد إذا ما استسلمت للفساد على باب بيتي؟ المالك الجديد يريد تحويل مدخل المبنى ذي الطابع المعماري المميز الجميل لبوتيك ومحلات، وقام بلصق صور للرئيس على المدخل، وحاول إزالة الحديقة الصغيرة حيث عبر لبعض السكان أنه ينوي بناء مول، وتشدق صراحة بأنه فوق القانون لأن حبايبه كتير، ولأن الأرض ليست ملكا له تحايل وقام ببناء زاوية صغيرة تحت مزاريب الشرفات والتي تصرف من خلالها مياه التنظيف للبلكونات وهي حيلة معروفة سبقه إليها آخرون.

اخترت المواجهة على صعوبتها، وأبلغت الحي ووزراة البيئة حرصا على الحديقة وخوفا من البوتيكات! ومرت علي لحظات في غاية الصعوبة، وسالت دموعي بيني وبين نفسي أكثر من مرة وهو يتمادي في تعدياته متجاهلا قرارات وقف التعديات وهي مستمرة حتى الآن، وأخيرا اشتكاني أتباعه في النيابة، وذهبت للنيابة لأجدهم يتهمونني بالاعتداء على المصلين، وبأني (بطولي كده ولا سوبرمان) منعتهم من الصلاة، وسحبت الحصيرة من تحت أرجلهم كمان!! ويرددون أني بهائية مسلمة مسيحية وأخيرا شيوعية!

أنا طبعا أحترم كل الأديان ومؤمنة وموحدة بالله وكمان من الأشراف، لأني أتصدى لما يحدث، قرر أن يرهبني ويكفرني.. وباسم الدين، المعلم يريد أن يتحامى في الدين كالعادة!! وأعدت قراءة عمارة يعقوبيان وتوقفت عند شخصية الحاج عزام "الذي لم يتردد في إجهاض زوجته وتطليقها وإلقائها عرض الطريق، إلى جانب معاقرته الحشيش مع ابنه وبين كل جملة وأخرى يردد دون ملل "شرع الله.. شرع الله"!

كل هذا القهر والإرهاب جائز ودوافعه مفهومة، لكن الصدمة المريرة التي لم أتحملها كانت عندما علمت أنهم اتهموني أني فعلت كل ذلك على مدخل العمارة وأنا بقميص النوم!! أحسست بقهر حقيقي وابتزاز وانتهاك رخيص لأنوثتي ولكل ما حاولت أن أكونه وضحيت من أجله، المتعدون يستغلون أني امرأة ولست رجلا ليحاولوا أن يضربوني في مقتل فيصوروني في صورة فولكلورية على طريقة حارة حسب الله بعضشي في مسرحية سيدتي الجميلة! لا أنكر أني شعرت بالرعب، وحاولت بسذاجة أن أقول للناس من حولي أن كل هذا غير صحيح، الحمد لله الذي ساعدني بمجموعة من الناس الشرفاء العظماء وقفوا بجانبي وسندوا ظهري، وسوف أستمر طبعا، ولن أستسلم أبدا وسوف أطلب الدعم من كل الناس، ولو بكلمة تشجيع، ولو بكلمة حب أو لفتة حنان، وكلها أشياء ستقويني على الحرب ضد الفساد. ادعوا لي!

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية: العودة إلى الوطن / اعترافاتي الشخصية يومي في الشوري / اعترافاتي الشخصية: ما يحكمش / اعترافاتي الشخصية: ناس عايزة تفهم / اعترافاتي الشخصية ديمقراطية بال3 / المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي / اعترافاتي الشخصية: وكرهت أني امرأة / اعترافاتي الشخصية في بلاد الرجال / عندما تتحد الملامح وتختلف الثقافة / لماذا لا تبيعون الصحف القومية؟ / دولة الأمن والمحتسبين الجدد / اعترافاتي الشخصية الإسلام دين المساجين / اعترافاتي الشخصية شجاعة مودرن / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مش مهمروح أكتوبر رحلت أم طفشت؟ / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة / اعترافاتي الشخصية: المسامح كريم.. ولكن / لخبطة العيد في السرير/ وكسبنا القضية يا جدعان / هل لو لبست دبوس.... يعتقلوك؟ / .... طيب تيجي إزاي؟ / الحضري استقال ولم يهرب  / وخرجت حيرتي أشد مما دخلت / اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع / كيف تكون شريفا في مجتمع فاسد؟ / اعترافاتي الشخصية: ليس اليوم كالبارحة / اعترافاتي الشخصية: حول بحيرة لومو / راجل جدع وست بتحب الجدعنة / اعترافاتي الشخصية: تراجع دون استسلام / أسوأ من الإحتلال / اعترافاتي الشخصية: لماذا هو اقتصاد شقاء؟ / اعترافاتي الشخصية: عيش ولا دقيق / يا دي النيلة يا دي النيلة.. حكومتنا شعاراتها عليلة / اعترافاتي الشخصية: خفة دمه / ماذا لو أصبحت رئيسة للجمهورية؟.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/09/2008