إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/03/2008


قالها منذ أكثر من خمسين عاما الأديب العظيم يحي حقي في مجموعته القصصية الرائعة "قنديل أم هاشم" "ربيع مصر هو خريفها". فقد تعودنا في كل ربيع على تقلبات المناخ والتراب رغم أن القاهرة متربة من الأصل والخضار فيها شحيح ولولا شاطئ النيل لما وجد المواطن البسيط متنفسا ومع ذلك يأكلون من شاطئه حتة حتة إشي أندية ظباط وقضاة وإعلاميين وغيره وكأنهم يسعون لإخراجنا منها بكل السبل.

خلينا نرجع للربيع لكي أعترف لكم بأن قلبي سعيد رغم كل المعكرات والأزمة المرورية الطاحنة التي تهدم طموحات أهل المحروسة في أي إصلاح ديمقراطي أو رغيف عيش نظيف أو انتخابات نظيفة أو هدوء وروقان بال فكل همنا هذه الأيام في القاهرة هو أن تتحرك سياراتنا في شوارع مكتظة بالسيارات والعربات المركونة أربعة صفوف على جانبي الطريق دون حسيب أو رقيب وكأن العطلة مقصودة شأنها شأن سياسات الإفقار والغلاء والفساد وتخريب التعليم حتى أصبحت موقنة بأن هذا الوطن بكامله يحتاج للذهاب إلى محل التنظيف الجاف فالبرسيل والإيريال لم تعد كافية فهو بحاجة إلى أحماض ومواد كاوية ومزيلات قوية للبقع والوسخ.

رغم كل هذه القناعات والأفكار فإني أعترف مرة أخرى بأن قلبي سعيد مع قدوم الربيع. وهذا إثبات عملي للنظريات القائلة بأن الحديقة داخلك وأن الكنز ينبع من جواك. فكم مرت علي أيام وأنا أروق بالا وأكثر يأسا ومللا، غير راغبة في الحياة.

ولكن كيف تنمي الكنز داخلك والطريقة بالنسبة لي كانت المعاناة والضيق من الحياة بحثا عن معنى جديد وكلما زاد المترصدون أوليت ظهري وصفيت حساباتي مع نفسي بمشرط النقد الذاتي اليومي والتطهر. فتصفية الحسابات مع الذات هي السبيل لخلاص الروح. ده لو لسه فيك روح. ولكن أكثر ما يسعدني هو أنني لا تنطبق على رباعية الحبيب صلاح جاهين "طال انتظاري للربيع يرجع/ والجو يدفا والزهور تطلع/عاد الربيع عارم عرمرم شباب/ إيه إللي خلاني ابتديت أفزع؟" فقد طال انتظاري للربيع وأنا أهلٌ له.

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية: مين إللي بيدفع التمن؟ / اعترافاتي الشخصية: فاطمة من دحروج / اعترافاتي الشخصية: وادي الكباش / اعترافاتي الشخصية:الأطفال يهدون الدمار / إعترافاتي الشخصية: لماذا هم قصار القامة؟ / اعترافاتي الشخصية: لحظة لإعادة النظر / جولة في شرايين القاهرة / أجمل معزوفة ضد الفساد / الضحك قال ياسم ع التكشير / اعترافاتي الشخصية:أيام بيروت السينمائية / خسارة الصديق هي الحل الوحيد؟ / الطفل.. أكبر محترف لتتغيير الأقنعة 
/ أفلام العيد أمام سينما مترو / اعترافاتي الشخصية: حتى لا نخسر أصدقائنا / الفرق بين المُزَّة والمناضلةهل تعاني من المخاوف المرضية؟ / اعترافاتي الشخصية: متى نشعر بالخوف؟تقليل الضغوط يحمينا من الأمراض/ اليوجا، وما وراء المادة: قاعدة الانتشار في الفراغ / اعترافاتي الشخصية: تعبت من كثرة التفكير؟ / اعترافاتي الشخصية آه يا قلبي / اعترافاتي الشخصية بنت مصر / انطباعات أولية من السويد / اعترافاتي الشخصية: العودة إلى الوطن / اعترافاتي الشخصية يومي في الشوري / اعترافاتي الشخصية: ما يحكمش / اعترافاتي الشخصية: ناس عايزة تفهم / اعترافاتي الشخصية ديمقراطية بال3 / المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي / اعترافاتي الشخصية: وكرهت أني امرأة / اعترافاتي الشخصية في بلاد الرجال / عندما تتحد الملامح وتختلف الثقافة / لماذا لا تبيعون الصحف القومية؟ / دولة الأمن والمحتسبين الجدد / اعترافاتي الشخصية الإسلام دين المساجين / اعترافاتي الشخصية شجاعة مودرن / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مش مهمروح أكتوبر رحلت أم طفشت؟ / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة / اعترافاتي الشخصية: المسامح كريم.. ولكن / لخبطة العيد في السرير/ وكسبنا القضية يا جدعان / هل لو لبست دبوس.... يعتقلوك؟ / .... طيب تيجي إزاي؟ / الحضري استقال ولم يهرب  / وخرجت حيرتي أشد مما دخلت.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/03/2008