إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: في انتظار عدالة السماء ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 09/10/2008


في نهاية العام 99 دعيت للمشاركة في دورة للصحفيين المحترفين بشبكة "سي أن أن" وأتذكر كلمتي للصحفيين الأمريكيين في توصيفي لحال المجتمع المصري فوجدتني أعبر عنها ببساطة وكنت وقتها قارئة لنشرة الأخبار بأنها حالة من الهدوء اليائس الذي يشبه الموت.... وإذا حاولت أن أجيب مرة ثانية على هذا السؤال فإني أرى المجتمع المصري في حالة من الغضب اليائس من إمكانية حدوث أية يادرة إصلاح..

الكل يعتبر البلد ضايعة وكل واحد يرى الآخر سببا في ضياعها كإعلانات طارق نور التي تلخص أزماتنا في إسرافنا وزيادة نسلنا دون أن تغوص في قلب الأسباب التي تجعل من هذا الشعب يائسا على مدى سنين هل هي فقط طبيعته الغلبانة التي تتأوه ثم تستسلم إلى فكرة "إننا أحسن من غيرنا" ولو إننا والله مش أحسن من غيرنا هكذا أجبت على أحد البسطاء الذي لجأ للعمل كحارس لأحد المطاعم بتلتمية جنيه في الشهر بعد أن سرحته الشركة التي كان يعمل بها لا أدري بكم لكني سألته هل تعرف كم يحصل عامل البوفيه في غزة المحاصرة وتلك معلومة حقيقية, يحصل على ألف وخمسمائة جنيه شهريا. إذا كانت هذه طبيعتنا ونحن نعترف بها فأنا شخصيا أجري من التلفزيون المصري كمذيعة أخبار أقل بكثير من مما يكسبه عامل البوفيه المحاصر.

يسألونك دائما:تفتكر فيه أمل؟ وتجيب: ما أعتقدش.فيكون سؤالهم المنطقي: أمال الناس دول بيعافروا ليه؟ والإجابة المنطقية: أصل وجودنا فيها ومالناش أمل غيرها وأي فرصة بعيد عنها حتكون إجبار وليست اختيار. فيستفسرون: يعني إيه؟ وتجيب بصدق: لقد اخترنا شرف المحاولة وكل ما نطلبه منكم هو احترام إصرارنا فنحن جميعا نرى أن حالها لا يسر عدو أو حبيب وأنتم استسلمتم على طريقتكم فأنا هنا لا أتحدث إلى من خربوها وقعدوا على تلها بل إلى من يرون مثلنا إن ده ظلم ومايرضيش ربنا ثم قرروا أن يغمضوا أعينهم عن الفساد والاستبداد الذي يخرب البلاد ثم انكفئوا على حياتهم يطمحون لبعض السلطة يمشوا بيها حالهم أو قرروا الاستمرار فقط من أجل البقاء وهي حياة لا ترضينا نحن الطامحين لمستقبل أصلا... واخدة بالي من ظنك فينا أننا حالمون ومع ذلك مستمرون ولكن لأنبهك إلى أننا مصممون على الاستمرار في تحقيق حلمنا حتى آخر نبض في عروقنا تلك حسبتنا ونحن راضون ومطمئنون لعدالة السماء.
سألني قريبي الشاب الطموح: هل تؤمنين بعمل رجال الأعمال بالسياسة.

فأجبته:هذا ما نعيشه في بلدنا زواج السلطة بالمال فهل تراه خيرا؟ فأجابني ولم أعترض: لقد آمنت دائما بأهمية اشتغال رجال الأعمال بالسياسة لكن نجاحها يستسلزم ديمقراطية وشفافية وهذا غير موجود عندنا... السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.
أقول قولي هذا وأستغفر لي ولكم... ربي إني سعيت دائما لأن لا أكون من القوم الظالمين.

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية: العودة إلى الوطن / اعترافاتي الشخصية يومي في الشوري / اعترافاتي الشخصية: ما يحكمش / اعترافاتي الشخصية: ناس عايزة تفهم / اعترافاتي الشخصية ديمقراطية بال3 / المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي / اعترافاتي الشخصية: وكرهت أني امرأة / اعترافاتي الشخصية في بلاد الرجال / عندما تتحد الملامح وتختلف الثقافة / لماذا لا تبيعون الصحف القومية؟ / دولة الأمن والمحتسبين الجدد / اعترافاتي الشخصية الإسلام دين المساجين / اعترافاتي الشخصية شجاعة مودرن / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مش مهمروح أكتوبر رحلت أم طفشت؟ / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة / اعترافاتي الشخصية: المسامح كريم.. ولكن / لخبطة العيد في السرير/ وكسبنا القضية يا جدعان / هل لو لبست دبوس.... يعتقلوك؟ / .... طيب تيجي إزاي؟ / الحضري استقال ولم يهرب  / وخرجت حيرتي أشد مما دخلت / اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع / كيف تكون شريفا في مجتمع فاسد؟ / اعترافاتي الشخصية: ليس اليوم كالبارحة / اعترافاتي الشخصية: حول بحيرة لومو / راجل جدع وست بتحب الجدعنة / اعترافاتي الشخصية: تراجع دون استسلام / أسوأ من الإحتلال / اعترافاتي الشخصية: لماذا هو اقتصاد شقاء؟ / اعترافاتي الشخصية: عيش ولا دقيق / يا دي النيلة يا دي النيلة.. حكومتنا شعاراتها عليلة / اعترافاتي الشخصية: خفة دمه / ماذا لو أصبحت رئيسة للجمهورية؟ / اعترافاتي الشخصية: وبقميص النوم كمان!! / اعترافاتي الشخصية نعيب زماننا.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 09/10/2008