إغلاق
 

Bookmark and Share

سيكولوجية الاكسترا أيضاً حرب لبنان حلاً ::

الكاتب: د.داليا الشيمى
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/08/2006

 

كنت منذ ثلاث أسابيع قد تلقيت دعوة من إحدى القنوات الفضائية للتحدث حول موضوع الفياجرا، والعوامل الكامنة خلف شره استخدامه، ثم حالت وفاة والدي في نفس اليوم دون حضوري للتصوير..

وكنت قد جهزت فكرة أعتقد أنها جديدة لأدخل من خلالها للإجابة على سؤال: لماذا يأخذ الشباب الفياجرا رغم عدم احتياجهم لها.. ووجدت أن ذلك يقع في إطار ثقافة بدت واضحة في كافة مجالات حياتنا في الآونة الأخيرة وهى "ثقافة الإكسترا" والتي تعنى رغبتنا في الزيادة في كل الأشياء حرصاً على متعة أكثر، وتتسابق المجالات المختلفة والمؤسسات المختلفة لإيفاء حاجة الناس من "الاكسترا"، فما أن تدخل مطعم حتى يأتيك التساؤل الآتي:

"تحب اكسترا تشيز"، أو خضروات.
ثم تدخل للسوبر ماركت فتجد عدة أصناف من الألبان مثلاً، ولكن بعضها مكتوب عليه اكسترا.... ولم يدخل ذلك فقط في مجالات ترفيهية، بل دخل إلى مجالات حيوية كالصحة، فتجد هذه العبارة مكتوبة على علب الأدوية، معظم الأدوية، حتى أبسط الأدوية التي اعتدنا عليها واعتاد رجل الشارع البسيط على استخدامها دون الرجوع للطبيب، أصبح يطلبها "اكسترا"..

وقد فسرت ذلك من وجهة نظري "وهى وجهة نفسية" بإرجاع ذلك إلى رغبة الإنسان في "المزيد" وازدياد شرهه لكل ما هو ممتع، وتقليل حجم الألم أياً كان، والرغبة في "التميز" في أي شيء حتى لو كان طلبات المأكل والمشرب، والجنس و..

ويتفق ذلك مع انتشار "قيمة الاستهلاك" والتي أتذكر كانت تأتى في أواخر المدرج القيمي للأفراد وقت دراستي لعلم النفس الاجتماعي.. وما أقصده من أن حرب لبنان حلاً لهذه المعضلة التي تشغل قدراً كبيراً من حياة البشر ومن تفكيرهم المستمر في البحث عن الاكسترا..

هو أن الأفراد يمكنهم اتخاذ لبنان سبيلاً لتقليل هذا الشره، ومحاولة مساعدة شعبه على الحصول على أبسط حقوقهم الإنسانية في الضروريات، وذلك بالتبرع المادي أو العياني، والذي تفتح له العديد من الجهات أبوابها.. فلن نقول لك أقلع عن التصييف هذا العام (وإن كان هذا ربما يكون مشاركة) ولكن بدلاً من الخمس نجوم نقللها لأربعة أو ثلاثة ويكون الفرق لصالح المشردين في الحدائق والمخيمات.

وبالطبع هناك الكثير من "الاكسترا" ما يمكن تقليصه لصالح حصول شعب عربي بأطفاله، ومراهقيه، وراشديه، وكباره على أبسط الحقوق الإنسانية..

نعم سوء الأحوال التي تعيشها لبنان يجعلنا نعلم أولادنا أن قليل من النعمة، هو "نعمة" مقارنة بمن حرم منها، علموا أولادكم أن هناك من لا يجدون أبسط كميات وأنواع المأكل الضرورية لحياة البشر..

علما أولادكم أن يتنازلوا عن قليل من رغباتهم لأجل هدف سامٍ، علموهم تأجيل إشباعاتهم، وسوف ينعكس ذلك عليكم بصورة ايجابية، كما ينعكس على ذاتهم، فتعليمه تقليص مصروف لإرساله لطفل أخر لا يعرفه لمجرد إنه إنسان، سوف يشعره ذلك بذاته، وبالانتماء، بل وبالأمان، حيث ستصل له رسالة أنه حتى لو تعرض لما يتعرضون له، سوف يكون هناك طفل أخر في بقعة أخرى من الأرض يقلل من رغباته لأجله حتى لو كان لا يعرفه..

أتحدث إليكم الآن بوصفي متخصصة في تعديل سلوك الأطفال منذ أربع سنوات، فجربوها، وبلغوني النتيجة.. ليس لأجل لبنان فقط، ولكن لأجل أولادنا أيضاً.. فحرب لبنان وسيلة للتخلص من "الاكسترا".

*للتواصل:
maganin@maganin.com

واقرأ أيضًا:
الاختيار دائما.......مدفوع الثمن / مغامرات في السليم، صبرك علينا شويه / الآثار النفسية للحروب على الأطفال / السلام حلم الطفولة في الشرق الأوسط / سامعين أفنان بتقول إيه !!! / إذا كان مجنوناً، فاللهم أكثر منهم / وحدة للتدريب على طب الكوارث بالزقازيق /
دور الأخصـائي النفسـي في الأزمـات / الأطباء وإنقاذ مصابي الكوارث / مؤتمر قومي لطب الكوارث!  / المؤتمر القومي السابع لطب الكوارث / فريق مركز طب الأزمات مصر بخير / هذا الذي أفعله..المجد للمقاومة /شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد / تحيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله/ اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب / رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 / قانا...مذبحة إسرائيلية جديدة / الإعلام الشعبي 30/7/2006 / سبقنا شعبولا، ولكن سوف نبدأ / إعترافاتي الشخصية: لماذا هم قصار القامة؟/ ساخن من لبنان: دفقة أمل (3)  / قانا وما بعدها بيروت يصل ويسلم.  



الكاتب: د.داليا الشيمى
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/08/2006