ظلم الناس للدين
أولاً أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع القيم ونرجو الله أن يوفقهم إلى ما فيه مرضاته
ثانياً أو أن أعقب على مشكلة ظلم الناس للدين
في النقاط التالية:
-أولاً: كيف يمكن لشخص أن يغير دينه الذي اعتنقه 34 عاماً بهذه السهولة لمجرد "نصيحة" نصحه بها أحد الطلاب مضحياً بأهله وأصدقائه وكل ما كان يؤمن به.
-ثانياً: السائل لم يشر إلى السبب الذي تم اعتقاله من أجله,مما يجعل تصديقه أصعب. وحتى برغم ذلك فما هو ذنب الدين في هذه التجربة السيئة وما هي مصلحة الإسلام والمسلمين في تعذيب أخ لهم في الدين قد ضحى بكل ما حوله من عائلة وأهل وأصدقاء لأجل أن يعتنق دينهم.
ثم اسمح لي بأن أسأل لماذا اعتقل الآلاف من المسلمين في العالم الغربي (و منهم من تم إرساله إلى بلاده الأصلية حتى يتلقى التعذيب دون إحراج البلد الغربي مثل الكندي ماهر عرار) لمجرد الاشتباه فيهم ولم يقل أحد أن المشكلة هي المسيحية أو الحضارة الغربية؟
ثم أن تلفيق التهم أمر وارد في أي مكان وزمان. ألم ترى مسلمين يلفقون تهماً لمسلمين مثلهم ومسيحيين يلفقونها لمسيحيين مثلهم. الظلم مرفوض على كل الأحوال و أظن أن د.حنان طقش أوردت من الأدلة ما يفيد أن الإسلام يرفض الظلم ضد أي إنسان. لكن هل إذا ظلمني أناس أصحاب دين ما فهل ذلك يعني أن كل معتنقيه من شياطين الإنس.
ثالثاً: هل السائل مسيحي فعلاً. أشك في ذلك حيث أن المرسل يذكر باستمرار اسم "النبي عيسى" وعلى حسب علمي فإنهم يؤمنون أنه ليس بنبي وليس ببشر بل الإله ابن الإله وهذا هو أصل الخلاف بين الدين الإسلامي والدين المسيحي.
والسلام عليكم ورحمة الله
9/8/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله
أهلا بك وشكرا لك على كلماتك الطيبة بحق موقعنا, ونحن نحمد الله الذي يسر لنا هذا الباب وهدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله فالحمد لله.
أسعدني أن أجد بين شبابنا غيرة ناضجة على الدين وتفنيد ذكي لما يقال, وذلك على غرار المثل الشعبي" إن كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل" وحيث أننا قبلنا بأن نكون المجانين كان العقل من نصيب الطرف الآخر وعليه يقع عبء إقناعنا بما يقول!!!
وبعيدا عن براءة الدين المؤكدة من سلوك بعض التابعين يبقى في رسالة الآن كثير من النقاط التي يتوقف عندها من يقرأ الرسالة, ولكن يمكن لنا أن نبررها بالقول أن الكاتب كان يعيش لحظات نفسية صعبة حين قرر الكتابة فجاءت كلماته مليئة بالثغرات والمتناقضات, وهذه واحدة من عيوب التعامل مع نص جامد مكتوب يفوتني معه فرصة ملاحظة ما يصاحبه من شحنة انفعالية غير تلك التي يقرر التعبير عنها بكلمات يختارها- بوعي؟! بتلقائية؟!- ويفوتني الطلب من المشتكي توضيح بعض التفاصيل كي نصل إلى أقرب نقطة ممكنة من الحقيقة, ومع هذا كله يبقى موقفنا صحيحا من أن الرسالة تثير علامات استفهام كثيرة.
نعم الظلم كما اتفقنا منتشر في كل الأزمنة والثقافات وإن لم أسمع عن دعم دين أو ثقافة له ولكنه موجود!! ولننظر له كصورة سلبية للعدل توضح قيمته كما الحسن يظهر حسنه الضد.
هل شكواه حقيقة؟ هل هي إدراك مضطرب لشخصية مريضة؟ هل هي مزحة من عاقل كبير يسعى وراء شيء من الإثارة على حساب مجانين مرهقين كما حدث معنا من قبل؟
تساؤلات لا تشغلنا لصعوبة الوصول إلى أجوبة عليها, ولكن من يدري لعلنا نحصل على متابعة من صاحب المشكلة الأساسية أو نسخة من كتابه الموعود, وكما تعرف يأتيك بالأنباء من لم تزود!!
أهلا بك وشكرا جزيلا وبارك الله لك في تفكيرك الناقد, جعلنا الله وإياك ممن يسمعون بتدبر.