ردا على : الحاضر والماضي تحرش وأفلام وانتحار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود الرد على أختي ...الحزينة وإن كنت أرى اسمك فيه ظلام وعتمة أزيحي هذه العتمة لكي تري حلاً لك.مشكلتك متفرعة وأصلها واحد, من منا لا يجد مشكلة تعكر صفو أيامه!!بغض النظر عن حدة هذه المشكلة ،أو لم يقل سبحانه وتعالى "لقد خلقنا الإنسان في كبد" سورة البلد انظري لنفسك بعد عشر سنوات؟ وسعي حدود نظرتك لذاتك.
(أفكر في الموت، أحس الحياة ليست لها قيمه أنا إنسانة فاشلة في حياتها)
لا ينسب هذا الكلام لفتاة مسلمة!! عززي القيم الدينية في ذاتك,تقربي من الله لكي يطمئن قلبك..صدقيني لست أقول هذا الكلام لرص الكلمات، حافظي على الصلوات حافظي على صلواتك الخمس فكثيراً من الشباب لا يحافظ عليها ،وأنا كنت منهم فليس العبرة بالسبق ولكن بالثبات على العمل.
عزيزتي ركزي الآن على تعليمك مهما تكن العوائق.
فأنا مثلك فتاة من بيئة خليجية ضحية تحرش عائلي من احد محارمي في سن الطفولة وتشتت عائلي انتهى بالطلاق ووقعت تحت وصاية من كان يتحرش بي، ولكي أن تتخيلي الوضع بالنسبة لطفلة, حاولت الانتحار لكن تم إسعافي.فالحياة تستمر رغماً عني وعنك,يا عزيزتي نحن لا نختار الحياة هي من يختارنا ولا نملك أن نمنح قصصنا أحداثا جميلة.
لكن رفقاً بذاتك وان كنت أرى فضح أخيك قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.
أما عن الثقة؟
فثقتك تنبع من داخلك. أنت وحدك من يملك مفتاحها ،فنحن لا ننتظر متى يعطف الآخرين ويمنحونا حقنا "بل يجب أن نطالب به ونأخذه بالقوة"ضعي لك هدف بجانب دراستك..مثال ذلك : التحاق بدورة حفظ القران فهناك الرفقة الصالحة.فأنا أرى أن محاولة حفظ جزء من كتاب الله "هدف سامي" ولك شرف المحاولة.
ومضة:
عندما تظلم في وجهك الأبواب تخيلي الناس في هذا العالم وتخيلي أوضاع حياتهم وهمومهم فكنت أحمد الله على النعمة... دائما هناك فسحة من الأمل ..
أخيرا أوصيك بنفسك خيراً ....دعواتي لك.
17/2/2006
رد المستشار
نعم يا أختي الكريمة نحن كما قلتِ: (لا نملك أن نمنح قصصنا أحداثا جميلة)، لكن نملك حقا أن نصنع أحداثا أخرى لا تجعلنا أسرى القبح والألم الذي عشناه ماضيا أو نعيشه حاضرا، نعطي حياتنا جمالا نصوغه بتصفية أرواحنا، وصلاح سلوكنا، والهمة في التغيير، و بناء الخير والفضيلة، وحينها سنخلق لنا جمالا آخر جديدا زائد على الجمال الذي خصنا الله به دون من سوانا.
إذن نحن نحتاج إلى أن نكتشف أولا جمالنا الخاص، مكامن الخير والتألق فينا، وننميها ونزيدها ونفعّلها، ثم نجعلها سببا في صنع حياتنا الجديدة، والجمال الجديد الذي ستشرق به حياتنا. ولن نستطيع ذلك ما دمنا ننتظر ذلك من خارجنا، لا بد للقوة أن تتشكل بداخلنا أولا ونحن نستطيع ذلك قطعا لأن الله تعالى لن يبتلينا بما لا طاقة لنا به.
اقترحتِ برنامجا عمليا، وأختنا لها أن تزيد عليه أو تغيره بحسب ما يناسبها . و جاءت رسالتك تحمل نبض الصدق والنصح والمعاناة التي تجعل المرء أكثر تحققا بجوانب الخير فيه .وكنت أود أن تستفيضي في شرح خبرتك في التعامل مع تجربتك الخاصة بأمثلة أكثر تحديدا، لتحصل فائدة أكبر، فهلا فعلتِ مشكورة.
فقط لي ملاحظة بسيطة على عبارتك : "(أفكر في الموت، أحس الحياة ليست لها قيمه أنا إنسانة فاشلة في حياتها) لا ينسب هذا الكلام لفتاة مسلمة!!"، لا أعلم وجه قولك أن هذا الكلام لا ينسب لفتاة مسلمة، وهل يتناقض مثل هذا الانكسار والألم البشري العارض مع الإسلام في شيء، ربما الأولى لو قلت لها، الإسلام لا ينكر عليك ألمك وأحاسيسك ولكن يريد منك الخروج من بوتقتها، لأنها ستدمرك بسلبيتها ومجافاتها للحقيقة فالحياة تنتظر إضافاتك إليها.
أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا جميعا، ظاهرا وباطنا، حالا ومآلا.والله الموفق.
واقرأ أيضًا:
الحاضر والماضي تحرش وأفلام وانتحار مشاركة
الحاضر والماضي تحرش وأفلام وانتحار م