الأسرة المثالية: كيف وأين؟ مشاركتان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أحييك بتحية الإسلام.... تأثرت كثيرا برسالتك.... فهذا الواقع كثيرا ما يتكرر في الدول العربية حيث أنه أحيانا يكون الفرق العقلي بين الآباء وأبنائهم كبير.... فبعض الآباء يريدون أن يثبتوا أبوتهم بالطريقة الخطأ مهما وصل من الدرجات العلمية... في الحقيقة مشكلتي قريبه جدا من مشكلتك.... لكني بدأت أجد لها حل وأريدك أن تتخذي نفس الخطوات التي اتبعتها... قبل كل شيء لابد أن تغيري من شخصيتك لما يتناسب وأسرتك.
على سبيل المثال: ابتسمي في وجه أبيك وابدئي في إرضائه وضعي أمامك إرضاء ربك. إذا كان رد فعلك عنيف عند الشجار مع والدك... فغيري من ذلك سيكون له أثر جيد على العلاقة بينكما...... أعلم أنا ما حدث في طفولتك من الصعب أن تنسيه... ولكن عندما ترضي الله... سيرزقك بإنسان طيب يعوضك كل الحنان الذي لم تشعري به. وكوني واثقة في ذلك. أيضا والدتك وأختك... من المحتمل أن شخصيتك لا تناسبهم أو شخصيتك لا تجذب اهتمامهم وعطفهم..... لماذا لا تتقربي لأختك بالهدايا في المناسبات المعتادة كالأعياد ورمضان... لا أطلب منك تقديم لهم هدية بالقصد... يمكنك أن تجعليها مصادفة.. بمعنى عندما تذهبي لإحضار بعض مستلزماتك.. تذكري أختك وأمك.. خصوصا أنك الأخت الأصغر... فالابن أو البنت الصغيرة في المنزل عادة ما ينتظر أن يأخذ.... ربما يكون هذا وسيلة للتقرب لهم.. وحاولي أن تنسى ما حدث لك في صغرك.. فأنت محظوظة أكثر من غيرك من البشر يكفي أن الله أعطاك أب وأم وما زالوا على قيد الحياة... تلجئين لهم وقت الحاجة...صدقيني ستندمين عندما تكبرين على لحظه لم تكوني قريبه منهم.
18/10/2006
رد المستشار
أخي الكريم بارك الله فيك، ووفقك، واسأله تعالى أن ينفعنا جميعا بكلماتك الصادقة المليئة بالروح الطيبة. في رمضان تابعت كثيرا من حلقات مسلسل أولاد الشوارع وكنت في ختام كل حلقة أقول لنفسي الحمد لله على (الأربع حيطان) كما يتردد كثيرا في المسلسل، والحديث الشريف يقول فيما معناه: "من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها".
إحساسنا بالنعم الموجودة، إحساسا حقيقيا يعظم كرم الله وإحسانه، يهون علينا ما نفقده، بل يجعلنا نوقن أن كل ما قدره الله لنا هو الأفضل قطعا، هذا الإدراك يجعلنا نصبر، ثم إن الصبر إذا ازداد إيمان المرء يرتقي إلى حال الرضا، بحيث يطيب نفسا بقدره، ولا تستشرف نفسه ما ليس عندها، يعني تكون (شبعة) بما لديها، نفس غنية بالله، أسأل الله أن يحققنا جميعا بذلك في عافية، ثم إننا نجتهد ونأخذ بالأسباب لنحسن واقعنا، دون أن نتشوف إلى واقع آخر بمواصفات قضى الله علينا أن لا ننالها، ونحن بذلك أفضل حالا.
بقيت لي ملاحظتان إحداهما :حول كلامك عن تغيير شخصياتنا لأجل الآخرين، ولعلك لم تكن تقصد ما ظهر من كلماتك، لكن أحب فقط أن أنوه لئلا يحصل اللبس، نحن نغير من تصرفاتنا لأجل أن نرتقي بأنفسنا إرضاء لربنا، وأداء لحق أنفسنا، والواجبات التي سنسأل عنها. وحينها سنجد أن الآخرين الأسوياء يعطوننا ما نستحقه من تقدير.
والثانية: حول كلامك عن الرزق بالزوج الطيب تعويضا من الله، التعويض قد يكون زوجا طيبا وقد يكون غير ذلك، أحببت أن أنبه على ذلك لأجل أن لا نفترض جزاء معينا ونشعر بالسخط إن لم يعطينا الله إياه، فالله يختار لنا الأفضل قطعا في الدنيا والآخرة، وكما كتبت مرة في مدونة (الحزن الحر) أن وفاء الصابرين أجرهم بغير حساب يوم القيامة يمحو مرارة الألم والظلم والقهر، وهذا جواب عن سؤال طرحه مرة الأستاذ عبد الوهاب مطاوع عن قيمة التعويض إذا جاء بعد أن تمكنت المرارة من النفس. والله هو العدل الكريم.
مرارة الظلم إن كان من الوالدين الذين عجزوا عن التواصل السليم معنا، وظلمونا جهلا وسوء تقدير، هذه المرارة نستطيع بالاستعانة بالله أن ندفنها، ونتواصل مع هؤلاء بنفس طيبة، علمتها المرارة أن تعفو، وتصفح الصفح الجميل، وتظل صابرة في قوة وجلد ورفعة نفس، وتتعامل بكرم ليس عن ضعف وإنما عن إدراك، وحسن تقدير للأمور، عندها ستتحسن العلاقات بتوفيق الله، والبر هو من أعظم القربات. والله المستعان.
واقرأ أيضًا:
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة مشاركة
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة متابعة مشاركة
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين