أنا أصلا لا أحب مدرساتي وهما مش زى المدرسات اللائي أي تلميذ ممكن يحكي لهم عشان هم "رويتر"، لا أحب أحكى لماما أو لبابا أي حاجة ولن أجرب.
أنا متفوقة في المدرسة وليس عندي أي مرض ولا عمر حد من العائلة راح لدكتور نفسي، أنا الأصغر وليس عندي غير أخ اكبر منى لا يوجد أي مشاكل في أثناء حملي وولادتي لا يوجد لدى أي تأخر في النمو ولا أي شيء آخر، لا أقضى وقتا طويلا في الحمام، لا اشك في أي شيء من ناحية نظافتي، أنا مش كثيرة الحركة زيادة عن اللزوم، عادى لا آخذ وقت طويلا في حل واجباتي، خوفي من الكلام مع الناس من نفسي؛ خشية أن يقوم أي شخص بإيذائي، ليس باستمرار ولكن أحيانا أحس أنى سأموت قريبا، أستيقظ طول الليل وأنام طول النهار في الصباح أكثر وقت الضيق أو عندما أكون مع أصحابي.
ما رأيكم
مع الشكر
1/9/2007
رد المستشار
بنيتي "ديدي"؛ تحية طيبة لك وأهلا ومرحبا بك على مجانين،
رسالتك توقيع، وليست شكوى مريضة، وأظن أنها أقصر رسالة وصلت لمجانين، وأشكرك على الإيضاحات والردود التلغرافية على أسئلتي لك، وواضح أنك تعانين من اكتئاب "ما" فعلا، ولكن هل هو بسبب المراهقة؟!، بمعنى هل الدورة أو العادة الشهرية بدأت تحدث معك، وهي العلامة الرئيسية لمرحلة المراهقة، وسامحيني يا بنيتي سأضطر أن أشرح باختصار سبب حدوث الدورة الشهرية في البنات، فالرحم -وهو المكان الذي يتكون فيه الجنين بعد الزواج بإذن الله- يبدأ يستعد لحدوث الحمل بأن تحتقن أوردة جدرانه ويزداد سمك أنسجته وتصله البويضة الناضجة القادمة من المبيض خلال قناة فالوب، فإن لم تكن البنت أو السيدة متزوجة، فلا يحدث تخصيب لتلك البويضة، ولذا ينقبض جدار الرحم بشدة ويسيل الدم وجزء من النسيج المبطن للرحم من خلال فتحة الرحم الداخلية إلى المهبل إلى خارج الجسم البنت أو السيدة، ونزول هذا الدم كريه الرائحة لاختزانه فترة في الرحم حتى يخرج على شكل دماء سميكة أو رقيقة ولكنها داكنة اللون، وتتكرر هذه الدورة شهريا،
إن لم يحدث تخصيب للبويضة، وقد يصاحب مرحلة البلوغ نوعا من الاكتئاب فيه حب للعزلة وعدم الرغبة في الحديث مع الآخرين والضيق والكسل والرغبة في النوم، وقد يكون هذا الاكتئاب -على العكس في بعض أبنائنا وبناتنا- مصحوبا بنوبات من الغضب والعصبية والنرفزة وزيادة الحساسية نحو أي نصيحة أو توجيه أو نقد وبخاصة من جانب الوالدين أو المدرسين أو الإخوة الأكبر عمرا أو أولياء الأمور بصفة عامة، كما يزداد الارتباط بالأصدقاء أو الشلة من نفس العمر، ويكون الولاء والمحبة أكثر للأصدقاء -المقاربين للشخص في العمر- والغريب أن هذه الظاهرة غائبة في حالتك؛ والسبب في أغلب الظن أنك تخافين من احتمال أذية الآخرين لك، ولو كانوا أصحابك المقربين!!، وقد يكون لأسرتك دورا في تخويفك من الناس، وعدم إعطاء الأمان للآخرين بسهولة، وهذه يا بنيتي حيلة من يريدون السلامة والابتعاد عن مشاكل الآخرين، وإن كنت لا أحبذ هذه الطريقة في تربية النشء، الذي يجب أن يشب على إحسان الظن بالآخرين، وإذا حدثت أي مشكلة بعد ذلك فعلينا كوالدين أن نعلمه المواجهة الصحيحة المهذبة اللبقة مع الآخرين، والتي تجعل المراهق مؤكدا لذاته مع التزامه بحدود الأدب والاحترام حتى عند مواجهة الآخرين ممن هم أكبر عمرا.
وفي عمر المراهقة أيضا يبدأ الشعور في الميل للجنس الآخر، وهذا من طبيعة مرحلة المراهقة؛ ولذا يجب على أولياء الأمور أن يتفهموا الحساسية والتغيرات النفسية والجسدية والفكرية التي قد تكون عنيفة في هذا العمر المبكر.
بنيتي "ديدي"؛
لابد في حالتك من عقد صلح بينك وبين والديك ومدرساتك، مهما كلفك هذا الصلح وذلك لأنهم صمام الأمان بالنسبة لحالتك النفسية، فإن أردت الشفاء مما تعانين منه فلابد أن تحكي لأحد يهتم بمصلحتك، وتستنيرين وتستأنسين برأيه، وأفضل من تحكين له هو أمك أو خالتك أو مدرستك، والبديل هو الطبيبة النفسية أو الأخصائية الاجتماعية بمدرستك إن وُجد، لابد يا ابنتي من قدْرٍ من التسامح مع الآخرين، ولو لم نتسامح كبشر لانتهت الحياة منذ زمن بعيد، وتأكدي ابنتي العزيزة أن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، والتسامح مع الآخرين يفيدك أنت شخصيا قبل أن يفيدهم، بل وأكثر مما يفيدهم، يقول سيدنا يسوع "المسيح" لتلاميذه (عليه الصلاة والسلام): "من لم تكن له خطيئة فليرمني بحجر"، وليس عندي حل آخر لمشكلتك يا بنيتي، أرجوك تابعيني بأخبارك.
ويتبع>>>>>>>>>>>: خمس برقيات من مراهقة مشاركة