ليست كلها شر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لم أصدّق نفسي عندما وجدت خاصية إرسال المشاكل متاحة.. فلم أعد أعرف ماذا سأكتب!
أأشكر كل القائمين على هذا الموقع...
أطالع موقعكم بشكل يومي منذ ثلاث سنوات.. وصدقوني أن أول موقع أفتحه عند جلوسي على النت هو موقعكم.. وعندما أغيب عن النت فترة.. أعود كالملهوفة على هذا الموقع.. فأنا مدمنة عليه... وأشارك في حل بعض مشكلاته بمراسلتكم هنا.
مشكلتي يا سادتي بأني تراودني كوابيس كثيرة أثناء النوم... ويقول لي زوجي بأنه دائماً يقرأ عليّ القرآن حتى أهدأ.. لكني لا أكون بوعيي.. فأنا لا أتذكر ما يقوله... ولا أتذكر أني فعلت ما يخبرني به!
أنا فتاة عادية في الثالثة والعشرين من عمري.. متزوجة منذ ثلاث سنوات.. وأعيش حياة زوجية مستقرة نوعاً ما.. يشوبها بعض المشكلات التي تحدث في كل بيت.. بين أي اثنين غريبين عن بعضهما.. ما تلبث أن تختفي حتى يعتادا على بعضهما البعض.. أحب زوجي كثيراً ولا أستطيع الاستغناء عنه "هذه ثلاث سنوات" وهو أيضاً كذلك...
لم أرزق إلى الآن بأطفال.. تابعت عند اختصاصيين على فترات متباعدة.. لا يوجد عندي ولا عند زوجي العزيز أي مشاكل تحول دون الحمل.. لكنها إرادة الله...
كانت حياتي قبل الزواج غير مستقرة.. فأبي كان قاسياً نوعاً ما.. وحرمنا تقريباً من كل شيءٍ في حياتنا.. أرغمنا على لبس الحجاب في سن مبكرة.. عشر سنوات.. والجلباب في سن 14 ... ومررت بقصة حب لأحد أقاربي الذي يكبرني بثلاث سنوات عندما كنت في الثانية عشرة... كنت صغيرة جداً.. لكن هذا ما كان.. ولأننا كنا غير واعيين وكانت مشاعرنا متخبطة في هذه السن الحرجة.. فالفشل كان النهاية الطبيعية.. بعد ذلك اكتشفت أن الحب الحقيقي لا يأتي إلا بعد الزواج.. خاصةً بوجود إنسان يحبك ويتفهم احتياجاتك.
كنت في صغري متفوقة جداً على أقراني... وهذا كان سبب بعد قريباتي من البنات عني.. كن يغرن مني.. لأن أعمامي كانوا دائماً يتباهون بي وبتفوقي وذكائي.. لكن المضحك المبكي أنني رسبت في الثانوية العامة... وطبعاً هنا رأيت أحبابك من أعدائك.. فالكثير الكثير فرحوا...
وهنا راودني الشعور بالنقص.. كيف أنا التي كانت متفوقة طوال عمرها ترسب... لكني لم أيأس.. فقمت بإعادة المواد التي حملتها في السنة التالية وحصلت على معدل في أواخر السبعينات.. في تلك السنة خطبت وتزوجت لأهرب من جحيم المنزل، فكما قلت سابقاً كانت حياتي جحيماً وبأن والدي حرمني كل شيء.. حتى النقود.. لم أكن آخذ ما يكفيني.. بل قلما يعطيني... كنت أحتاج الملبس كباقي الناس.. لكن لا حياة لمن تنادي.. فلم يكن يهتم بأننا أصبحنا شابات لنا احتياجاتنا ولنا عالمنا الخاص.. كل شيء ممنوع.. الخروج ممنوع.. التنزه ممنوع.. التعليم ممنوع.. الكلام مع أقربائك من الرجال ممنوع... أعلم أنني أطلت عليكم.. لكني بحاجة للفضفضة..
عندما خطبت.. أحسست بأن الدنيا كلها تغيّرت.. وبأنها تضحك لي.. عشت عالم لم أعشه من قبل.. مليء بالكلام الجميل المعسول الذي لم أسمعه من قبل.. كل يومين خروج وتنزه.. لم أكن أتخيل أنني سأعيش هكذا.. أيضاً عائلة زوجي.. مثالية.. فحماتي هي مثال للأم الحنون... تخاف علي وتحبني كبناتها.. وبناتها أيضاً يحببني وأنا يشهد الله علي بأني أكنّ لهن كل حب واحترام.. حتى حماي.. يعاملني بلطف ويدللني.. وأسلافي أيضاً.. بل امتداد العائلة أيضاً من أعمامٍ وأخوالٍ لزوجي... يعني باختصار عائلة رائعة بكل معنى الكلمة.
ما أعاني منه الآن هو شعوري بأني غير اجتماعية.. فأنا لا أحب الاختلاط بالناس كثيراً وإذا كنت مع الناس أشعر بخوفٍ شديدٍ داخلي.. وأرتب الكلام في داخلي قبل أن أقوله.. فأنا عندي تأتأة في الكلام.. بالأخص مع الناس غير المقرّبين لي...
أما مع صديقاتي.. والناس المعتادة عليهم.. وهم أقلة.. تجدني أتكلم بطلاقة.. وبحرية.. وبكل ثقة.. لكن حتى مع أهل زوجي لا تجدني أستطيع التكلم كثيراً.. فهم اجتماعيون جداً وأريد أن أكون مثلهم.. لكن الخوف الذي بداخلي والتأتأة تمنعني من الكلام...
نسيت أن أخبركم بأني دخلت معهد بعد مرور سنة على زواجي.. وتلك كانت أجمل فترة في حياتي.. وكنت الأولى على دفعتي... وفرحت جداً لذلك.. فقد أثبتّ لنفسي بأني أستطيع أن أحقق شيئاً.. لكن بالرغم من ذلك لم أدرس التخصص الذي أحب.. فأنا أطمح الآن لإكمال تعليمي في جامعة مفتوحة.. لكن زوجي لا يقبل.. إن شاء الله يقبل مع مرور الأيام
ملاحظة:
ترتيبي بين أخوتي الكبرى... (:.. يعني أول تجربة للتربية في البيت)
16/11/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
تشير كوابيسك لمعاناتك من درجات عالية من القلق لتتخلصي منها يجب أن تواجهي نفسك بمخاوفك القديمة والجديدة وتتعلمي أن تعيشي الحياة باسترخاء أكثر مما كنت عليه في بيت والدك.
حين يسيطر الخوف من التعرض للقسوة على الأجواء ويخاف الصغار على أمنهم مع انعدام فرص التعبير عن الذات بالفرح أو الخوف يتعلمون الكتمان كوسيلة لتجنب لفت الأنظار إليهم بهدف النجاة ولكن تأبى الانفعالات السلبية إلا التعبير عن نفسها بوسائل غير مباشرة من خلال الأحلام وكذلك بما تتركه من بصمات تصبغ الشخصية.
ومع ذلك لم تكن كل خبرتك مع قسوة والدك سيئة فمن إيجابيتها أن تجنبك للتفاعل معه دفعك للانغماس في دروسك بالإضافة إلى أن نجاحك وحصدك إعجاب الأقارب كان يجنبك بعض القسوة فنشأت ذات همة وإرادة عالية للعمل والنجاح ولكن الثمن كان على حساب مهاراتك الاجتماعية.
لديك سمات من قلق الناجحين أو ما يسمى نمط الشخصية ألف التي تسعى للنجاح وبإصرار٬ وقلق هذه الشخصية يحرمها الكثير من طاقتها التي يمكن توظيفها في تحقيق أهدافها فالقلق لديك ليس فقط قلق الطموح العادي الذي يستثير الدافعية بل يخالطه خوفك بأن الفشل يعرضك للقسوة فتعلمي كيف تضبطين قلقك كي لا يعيق تحقيق أهدافك في الحياة اجعلي هدفك النجاح والسعادة دون الخوف من العقاب.
وصلني إحساس من سطورك بأنك ممن يتحدثون بسرعة وقد يكون هذا نتيجة خوفك من التعبير عن نفسك في طفولتك مع قوة إرادتك ورغبتك في التعبير فكانت السرعة وسيلتك قبل فيضان الغضب عليك فإن كنت كذلك تعلمي أن تأخذي نفس عميق قبل بدء الكلام٬ وضعي فواصل بين كلامك مما يتيح لك فرصة ترتيب أفكارك فيقل تلعثمك ويمكنك مراجعة خطوات معالجة التأتأة من خلال ما تقودك إليه استشارة التلعثم والتأتأة وشيء من القلق.
أما بالنسبة لمهاراتك الاجتماعية عليك في البداية أن تتقبلي أنك مختلفة عن الآخرين من عائلة زوجك بحكم اختلاف التدريب الذي حصلتم عليه في الطفولة بالإضافة لاختلاف درجة الثقة في الآخرين أيضا فقد تعلمت أن تحسبي ردود فعل الآخرين جيدا خوفا منهم بينما نشئوا في جو أكثر تسامحا حتى مع الأخطاء فعليك أن تتقبلي هذا الاختلاف دون مرارة مع السعي لاكتساب مزيد من الثقة ومهارات التعبير عن النفس واستعيني في هذا باب توكيد الذات على الموقع.
بارك الله لك في زوجك وعوضك به خيرا عن طفولتك القاسية مع والدك العنيف٬ وبالمناسبة لو تخلصت من الدرجات العالية من القلق وتعلمت فنون الاسترخاء فقد يسهل أمر إنجابك فالقلق العالي ينعكس سلبا على فرص الحمل ولا تنسي الاستعانة بالاستغفار.ويتبع>>>>>>>: ليست كلها شرا م