إغلاق
 

Bookmark and Share

سلسلة الصحة النفسية للجميع مبروك مجانين. ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندى
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/01/2005


وصلني اليوم كتابٌ يمثلُ أول أعداد سلسلة الصحة النفسية للجميع، وهو باكورة النشر الورقي لمحتويات موقعنا مجانين من أجل إتاحة هذه المادة الفريدة لمن لا يتعاملون مع الكومبيوتر وهم كثيرون في عالمنا العربي، حيث تبرعت مكتبة الأقصى القطرية بالاشتراك مع الدار العالمية للنشر والتوزيع المصرية بطبع أول أعداد السلسلة، وكنا قد بدأنا قبل عيد الفطر الماضي في تجميع وتبويب المادة اللازمة للكتاب الأول في هذه السلسلة وهو عبارة مجموعة من مشكلات الوسواس القهري وردود مستشارينا عليها، ويضم الإصدار الأول خمسةً وأربعين من الحالات.

*ويبدأ الكتاب بالفصل الأول"بين الفقهاء والأطباء: مرضى حائرون" وفيه استشارات تتضح فيها حيرةُ المريض المسلم بين الفقهاء والرقاة والأطباء النفسيين محاولين أن نقوم ولو ببعضٍ من الإرشاد النفسي من أجل تخفيف معاناة هؤلاء، حيثُ نفرق بين ثلاثة أنواع من الوساوس هي وسواس النفس والوسواس الخناس(الشيطان الرجيم)، والوسواس القهري.

*ثم نقدم في الفصل الثاني"وساوس في الأفكار والأفعال الدينية" عرضًا لوساوس العرب فيما يتعلق بأمور دينهم، ولهذه النوعية من الوساوس شأنٌ ستكونُ لنا معه وقفة تأملية في خاتمة الكتاب، فحسب الدراسات القليلةِ التي أجريت على المجتمعات العربية كانت نسبةُ الوساوس الدينية بنوعيها (الأفكار والأفعال) بين60% و68% من مرضى الوسواس القهري، وما يشيرُ إليه ذلك بالطبع هو أهميةُ دراسة هذا النوع من الوساوس في مجتمعاتنا، خاصةً وأنها مجتمعاتٌ يحتلُّ التوجهُ الدينيُّ فيها موقعًا مهما في نفوس الناس.

*نعرض في الفصل الثالث"وساوس متنوعة" من هذا الكتب مجموعة من مشكلات الوسواس القهري المتنوعة الأفكار التسلطية بأنواعها الاجترارية والاقتحامية وغيرها، وكذلك أنواع الأفعال القهرية، فنرى أفكار الشك التسلطية في الطهارة ونرى أفعال التطهر القهرية، مثلما نرى وساوس الصلاة وتكرارها وغير ذلك من أعراض الوسواس القهري في المسلمين في امتزاجها بالوساوس البعيدة نوعا عن الدين والواجبات الدينية، وكذلك نرى مثالاً عن وسواس النظر إلى عورات الآخرين، وكذلك التردد المفرط والتحقق والتأكد، وغيرها من الأمثلة، ونعترف بأن إيجاد المريض العربي المسلم الذي لم يمرَّ في رحلته مع المرض بوساوس دينية كان صعبا علينا، وكذلك كان تصنيف المشكلات المعروضة هنا في هذا الكتاب، كما أن القليلين الذين خلت تواريخهم المرضية من مثل هذا النوع من الوساوس ربما كانوا أقرب إلى تشخيصات أخرى في مكان ما من نطاق الوسواس القهري الذي هو موضوع الفصل الرابع.

*وفي الفصل الرابع"في نطاق الوسواس القهري: مرضى أم أمراض؟؟" نعرض لحالات تبين التداخل التشخيصي بين الوسواس القهري وغيره من اضطربات نفسية تتسم أحيانا بما يبدو أنه الوجه الآخرُ للانضباط والإتقان المفرط والحذر المبالغ فيه، متمثلا في الانفلات وفقدان السيطرة من المرء على نفسه، سواء فيما يتعلق بالوساوس الجنسية أو غيرها، كذلك نبين التداخل مع حالات المراق أو توهم العلل البدنية حيث تكونُ الفكرة التسلطية هي فكرة الإصابة بمرض ما وتكون الأفعال القهرية هي تكرار الفحص لدى الأطباء وإجراء التقصيات الطبية المختلفة، وكذلك حالات الشعور باختلال الإنية وتبدل الواقع حيث تكونُ الفكرة التسلطية متعلقة بشعور الشخص بذاته أو بالواقع المدرك حوله إذ يعتريها تغير ما غالبا ما يزعج الشخص ويدفعه إلى فعل التحقق أو التأكد القهري سواء باستشعار ذاته أو سؤال الآخرين، وكذلك نبين التداخل الوثيق بين الاكتئاب والوسواس القهري متمثلا في الأفكار السلبية القهرية أو تخيلات الانتحار التسلطية، وكذلك نبين تداخل أحلام اليقظة المفرطة مع الأفكار التسلطية من النوع الاجتراري، وصولا إلى التداخل التشخيصي مع اضطراب الفصام.


*وفي الفصل الخامس "أسئلة وأمثلة مهمة"، نعرض بعض الاستشارات التي تطرح أسئلة مهمة مثل زواج الموسوس من موسوسة؟ ما تأثيره وعواقبه على الذرية؟ ومثل علاقة الوسواس القهري بالانتحار، وكذلك نعرض مثلا للوسوسة في المذاكرة وبرنامجا سلوكيا للتعامل مع تلك المشكلة، كما نناقش العلاقة بين التهاب اللوزتين والوسواس القهري في الأطفال، كما نعرض أيضًا لسمة الكمالية كواحدة من سمات الشخصية القسرية (الوسواسية)، ونبين كيفية تداخل أعراضها مع أعراض الوسوسة.

*وفي الفصل السادس"في رحلة العلاج مع الماسا"، من الكتاب نركز على خبرات المرضى مع العلاج العقاري المتاح لبعض أعراض الوسواس القهري، ونبدأ بشرح ما هي الماسا، ثم نتطرق لتوضيح عقباتٍ عابرة يواجهها البعض في بداية الاستخدام كما نشرح الآثار الجانبية العابرة لاستخدام الماسا، وكذلك الآثار طويلة الأمد، ونرد كذلكم على تساؤل إلى متى بعد التحسن يستمرُّ العلاج العقاري؟، وأما العلاج المعرفي السلوكي فلا تكاد تخلو استشارة واحدة من الاستشارات المذكورة في هذا الكتاب من إشارة وربما شرح أو برنامج معرفي سلوكي كامل للتعامل مع عرض بعينه.

0وفي خاتمة الكتاب نتناول أربعة من:
النقاط الأولى والثانية لقارئي الكتاب من غير مرضى الوسواس،
والنقطة الثالثة هي نصيحةٌ للمرضى من قلب مسلم،
وأما النقطة الرابعة فهي كلمة للمتخصصين في علم النفس والاجتماع،

ومجانين تعد أصدقاءها بمواصلة العمل من أجل إصدار بقية أعداد السلسلة، فنقوم الآن بإعداد إصدارٍ مماثل مخصص لحالات الاكتئاب، ويليه إن شاء الله إصدار يتناول حالات الرهاب بمختلف أنواعه مع التركيز على الرهاب الاجتماعي باعتباره الأكثر ظهورا في مجتمعاتنا،

وإن شاء الله معكم وبكم نواصل المسيرة نحو إتاحة مفاهيم الصحة النفسية للجميع.



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندى
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/01/2005