إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: نظرية الكفاح المبقوق ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 09/11/2008


ضرب صديقي واحد مكياتو وانطلق منظرا وأنا ألاحقه بالتدوين.. رجال خلقوا للكفاح.. وقفات احتجاجية.. مظاهرات.. اعتصامات.. نوم في الشوارع.. مبيت في الأقسام.. إضراب عن الطعام.. مرمطة وبهدلة وبلا أزرق. كل هذه الأشياء يجمعها قاسم مشترك وهو أن كل هؤلاء الرجال العظماء طفشانين من بيوتهم. ولا أستطيع أن أفهم أو أتخيل أن لو رجلا من هؤلاء العظماء كانت لديه امرأة في بيته دلوعة شوية وسوسة شوية.. بتعرف تطبخ المحمر والمشمر وتقول لذلك الرجل ياسي السيد وأو ياسي أحمد أو أي ياسي، إنها كانت لن تعجز أبدا عن إقناعه بالتخلي عن الوقفة الاحتجاجية تحت حر الشمس أو برد الشتاء مهما كان مكافحا ومهما كان وطنيا. وإن أي رجل سيوضع في موضع المفاضلة بين هذا وذاك سوف يكون أحمق ومجنونا إذا ما غادر المنزل مهما كان عظيما أو عبقريا.

ولقد تأملت كثيرا في وجوه المحتجين الغاضبين المتألمين وتأكدت تماما أن حراكهم بدايته كانت أنهم طفشانين من البيت وأن الجلوس جنب المدام في بعض الأحيان قد يكون أفظع وأشنع بكثير من كل ما يمكن أن تفعله به وزارة الداخلية والسادة الضباط على مختلف رتبهم.

أنظر إليهم واحدا بعد الآخر فأجدهم نموذجا متكررا للفنان محي إسماعيل في فيلم "خللي بالك من زوزو" وهو يقف في قلب المدرج ليصيح في زملائه "جاتكم نيلة جمعاء جمعاء جمعاء".
وعلى فرض أني كنت أستعد للذهاب إلى مظاهرة في ميدان التحرير أو وقفة احتجاجية في ميدان العتبة أو اعتصام أمام مديرية الأمن ووجدت زوجتي وقد صنعت لي صينية بطاطس باللحمة وارتدت بذلة الرقص التي تحرك مشاعري على طريقة الثيران الإسبانية.. وقالت في دلال زائد "رايح فين يااهطل؟" فأظن أني سأكون أهطل فعلا لو انحزت للكفاح الوطني على حساب صينية البطاطس. ومما لا شك فيه أني سأقول لنفسي على الفور "يغور الكفاح كله واللي عايز يحتج يتفضل أما أنا شخصيا فلازق لأكافح كفاحا عظيما في شئون أخرى أنا متأكد أنه سوف يصب بشكل مباشر في مصلحة الوطن. وأنا على يقين أن كل رجل من هؤلاء المساكين لم توضع أمامه مثل تلك الصينية ولم تزغلل عينيه أي حبيبة ومن أجل هذا لم يعد أمامه سوى الزواج من وزارة الداخلية.. وهو على كل حال زواج بكل ما في الكلمة من معنى في بعض الأحيان.

أما أنا فضميري مرتاح تماما لأن مصر مليئة بعدد ضخم جدا من هذا النموذج العظيم من الرجال ولن يضيف وجودي أية إضافة، خصوصا أن تأثير صينية البطاطس علي يشبه تأثير البنج الكلي.. مصر ولادة ومليئة بالمكافحين ومساهمتي العظيمة من أجل مصر هي أن أنجب لها بنفسي المزيد والمزيد وهو في ذاته كفاح وطني لا يستهان به وتوقف صديقي عن التنظير، أما أنا فقد أكملت النظرية من عندي فضربت الجدع سي"..." صينية البطاطس باللحمة ونزلت عالوقفة الاحتجاجية "لوحدي" وحلمت إنه حييجي يقف جنبي.....

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية: العودة إلى الوطن / اعترافاتي الشخصية يومي في الشوري / اعترافاتي الشخصية: ما يحكمش / اعترافاتي الشخصية: ناس عايزة تفهم / اعترافاتي الشخصية ديمقراطية بال3 / المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي / اعترافاتي الشخصية: وكرهت أني امرأة / اعترافاتي الشخصية في بلاد الرجال / عندما تتحد الملامح وتختلف الثقافة / لماذا لا تبيعون الصحف القومية؟ / دولة الأمن والمحتسبين الجدد / اعترافاتي الشخصية الإسلام دين المساجين / اعترافاتي الشخصية شجاعة مودرن / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مش مهمروح أكتوبر رحلت أم طفشت؟ / لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة / اعترافاتي الشخصية: المسامح كريم.. ولكن / لخبطة العيد في السرير/ وكسبنا القضية يا جدعان / هل لو لبست دبوس.... يعتقلوك؟ / .... طيب تيجي إزاي؟ / الحضري استقال ولم يهرب  / وخرجت حيرتي أشد مما دخلت / اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع / كيف تكون شريفا في مجتمع فاسد؟ / اعترافاتي الشخصية: ليس اليوم كالبارحة / اعترافاتي الشخصية: حول بحيرة لومو / راجل جدع وست بتحب الجدعنة / اعترافاتي الشخصية: تراجع دون استسلام / أسوأ من الإحتلال / اعترافاتي الشخصية: لماذا هو اقتصاد شقاء؟ / اعترافاتي الشخصية: عيش ولا دقيق / يا دي النيلة يا دي النيلة.. حكومتنا شعاراتها عليلة / اعترافاتي الشخصية: خفة دمه / ماذا لو أصبحت رئيسة للجمهورية؟ / اعترافاتي الشخصية: وبقميص النوم كمان!! / اعترافاتي الشخصية نعيب زماننا / في انتظار عدالة السماء / في رحاب السلطان حسن / مهرجان مسرح تجريبي وبالمصري تخريبي/ اعترافاتي الشخصية: الورقة الصفراء والتلصص.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 09/11/2008