سبب نفوري من خطيبي
السلام عليكم، تسمحولي أحكي بالعامية. أنا اتخطبت من 4شهور لإنسان لا يختلف اثنين على أخلاقه. وسمعته الطيبة وأنا كمان سمعتي وأخلاقي طيبة. لما تقدملي كنت مرتاحة من قبل بسبب الكلام عن أخلاقه ولما شوفته لاقيته شكلا مش حلو خالص بس مفرقش معايا الشكل هو كان لابس كويس وده كان شيء مهم بالنسبة لي. اتخطبنا وقعد حوالي أسبوع وسافر لشغله بدولة عربية هو بيفتح الكاميرا واحنا بنتكلم لاحظت أنه غير مهتم بنفسه بيلبس لبس البيت والشبشب ويروح بيهم المطاعم وخروجاته كلها وأنا بتفرق معايا المظاهر دي لأني بهتم بنفسي وبلبسي جداً.
قولت مش مشكلة أبدأ بتغييره، ابتديت ألمح بشكل غير مباشر للموضوع ده وفي آخر مرة حسيته تضايق وقالي إن وجهة نظره أن المظهر ده مش مهم خالص ولا حاجة وأنه مش بيهتم بالأمور دي، طبعاً حسيت أن تغييره هيكون صعب وابتديت أحس أني مش قادرة أتقبل شكله كمان، لأن تقبلي ليه كان من أسبابه اهتمامه بمظهره
أنا مش مغرورة ومش عاوزة أسيبه للسبب ده وهو فرق في حياتي للأحسن
بس مش عارفة إيه اللي ممكن أعمله ساعدوني
17/2/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بكِ أختي الكريمة وأتمنى من الله أن يتم خطبتك وزواجك على خير،
اعتدنا بمجتمعاتنا على أن اهتمام الرجل بمظهر المرأة واهتمامها بنفسها أمر طبيعي وبحالة نفور الرجل من زوجته لإهمالها بنفسها يعد خطأ من الزوجة وتقصيراً بحق الزوج، وببعض الحالات يكون إهمال المرأة بنفسها اتهاماً صريح لها يمنح الرجل حق الزواج بأخرى، وعلى الجانب الآخر لو المرأة هي من تضرر من عدم اهتمام الرجل بمظهره يقابل المجتمع شكواها بالسخرية وأنها (بتدلع)، رغم أن المظهر الراقِي الجميل يؤثر إيجابياً بالروح بغض النظر عن لمن تلك الروح رجل كان أو امرأة.
بالتالي أنا أتفهم مشاعرك وأنت لولا إعجابك بالجوهر بذلك الإنسان لما تمسكت به وتبحثين عن حلول.... ولكن هل لاحظت سلوكياته الأخرى؟ ببعض الحالات يكون عدم اهتمام الإنسان بمظهره عارض خارجي فقط له أسباب عديدة، وبحالات أخرى يكون إهمال الإنسان بمظهره وظهوره بمظهر غير لائق ليس مجرد عرض خارجي ولكن استكمال لتركيبة شخصية تظهر في جميع تفاصيل سلوكها اليومي فتكون غير لائقة، تفتقد للقدر الكافي من الذوق والرقي.... فهل لاحظت أنت ذلك..؟
من رسالتك أجد أنك لم تشتكي من أي سلوكيات غير لائقة أخرى في خطيبك إلا فيما يخص مظهره فقط، ورد عليك "أن المظهر ده مش مهم خالص" هو رد فعل طبيعي تماماً، محاولة للخروج من الموقف وما أستشعره من إحراج منك فكان رد عملاً بمبدأ الهجوم أفضل وسيلة للدفاع.. ولكن أنت نسيت أمراً هاماً وهو أن خطيبك يعيش بالغربة، يقضي جميع أموره بنفسه، أصبح ذهابه إلى عمله بميعاده المحدد والذهاب للمطاعم لتناول وجباته ثم النوم مرة أخرى هي أساسيات تتوقف عليها حياته وغير ذلك كماليات، حاله مختلف تماماً عن شاب يعيش وسط أمه وإخوته البنات ينام ويستقيظ يجد ملابسه معدة، هذه للبيت وأخرى للعمل والثالثة للخروج مع أصحابه، وبالضبط هذا حل مشكلتك....
عزيزتي طلما أنك أعجبت بجوهر ذلك الإنسان فما دون ذلك يمكن تغيره، وذلك التغيير سيكون دورك أنت.... فالرجل لا ولن يتغير لأن المرأة تحبه، ولكنه سيتغير بمفرده عندما يحبها هو.. وكلما زاد التقارب والتآلف بينكما بفترة الخطبة كلما سلم لك نفسه ليأتي دورك أنت بعد الزواج بالاهتمام والاعتناء بجميع تفاصيله من ملبس ومظهر وخلافه ليكون بأفضل صورة كرجل أنيق مهندم.... ولن يرفض..
واقرئي أيضًا:
شكل خطيبي وأناقته ومظهره !
خطيبي هل هو بخيل؟ كيف التأكد؟
أنا وخطيبي والخوف والمقارنة
خطيبي ومرض العصر
كيف أميل لخطيبي؟
بعد الزواج اضربي سوء خلق خطيبك×10
خطيبي أقصر مني: ينفع؟؟
التعليق: السلام عليكم الأخت السائلة، والمستشارة الكريمة الأستاذة شيرين فؤاد
أعجبتني عبارة : (فالرجل لا ولن يتغير لأن المرأة تحبه، ولكنه سيتغير بمفرده عندما يحبها هو)
ورد المستشارة كان رائعا وقد وضّحت السياق الذي قد يكون سبب التصرف، لا أنّه سمة شخصية دائمة.
وأتساءل مع الأخت السائل عن معاييرها في اللباس والتأنّق؟ هل اعتبار رجل يتعامل بأرحية مع لباسه وعاداته لدرجة يخرج بالشبشب للمقهى مرتخيا في لباس غير رسمي، رجلا غير أنيق أو غير مكترث؟ أم له فلسفة معينة في التفاعل واللباس ؟
هل تحاولين تعويض شكله الذي لم يُعجبك تماما، بجعله دائما أنيقا جميلا مرتّبا؟ ماذا عن الساعات التي سيقضيها في البيت لا يراه أحد إلا أنت، ويحب أن يكون مستريحا لا يضيّق عليه أحد في لباسه؟! هل ستُطالبينه بالتأنّق على طريقتك ؟ هل اهتمامك بشكلك وأناقتك يُهدّده عدم اكتراثه، لدرجة أنّك ترينها مسبّة لك وإن كان زوجك من لا يتأنّق ولست أنت؟ هل تريدين أن تخرجي على الناس به كما تحبين أن ترينَه أم يحبّ أن يرى نفسه ؟ هذه أسئلة مهمّة يجب أن تجدي لها إجابة وتتحمّلي تبعاتها، ولعلّك تنطلقين من منطق أن الأناقة شيء "واجب وصحّ" لذلك أنا محقّة في السعي لوضع معايير لخطيبي، متجاهلة بأن التغيير كمبدأ نفسي يتعرض لمقاومة صاحبه بغض النظر عن أحقية ذلك التغيير وغايته النبيلة، خصوصا أن وجهة نظر الآخر غيرُ وجهة نظرنا في الموضوع، وتلاحظين ذلك عندما يأمرك بتغيير شيء فيك أو ينتقد ذوقك، ستشعرين أنّه لا يتقبّلك كما أنت ولن تشعري بأنه "عبقرّي" يحاول التغيير للأفضل !
لذلك نصيحتي لك أن تطيلي مدة الخطبة، وتلاحظي تصرفاته وقابليّته لقبول النصيحة والحوار حول عاداته وأفكاره، فحتى إن كُنت مخطئة فيها، وكان مصيبا، مجرد وجود روح حوارية وتقبله لفكرة مناقشته كرجل من زوجته قد يعكس الكثير عن شخصيّته، وإن كان متعنّتا في أكثر من موضوع، فقد تعانين معه في القضايا المصيرية.
وفّقك الله وإيّاه لما فيه الخير لكما، واعلمي أنّ لا شيء يجبرك على قبوله على مضض، ولا يزال الوقت للتراجع، وسيُغني الله كلاّ من سَعَته