لقد تعبت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول ما أبدأ به رسالتي هو شكركم على هذا الموقع المتميز وجزاكم الله كل خير
أنا جزائري أبلغ من العمر 35 سنة غير متزوج أعمل مدرس لغات ملتزم بالقيام بواجباتي الدينية قدر المستطاع مشكلتي تتمثل في إحساسي بعدم الرغبة في الحياة أو الإقبال عليها فأنا أعيش مع والدي وأنا المسئول عليهما
بقية إخوتي تزوجوا وابتعدوا عن تحمل المسؤولية والحمد لله أحاول أن أقوم بها على أحسن وجه أبي دائم المرض - عمره77 سنة-فهو يزور الأطبة بمعدل 3-4 شهريا وإن كان لا يعاني أمراضا خطيرة إلا أنه دائم الخوف من الموت رغم التزامه دينيا يتوهم أنه مصاب بمرض خبيث تقريبا زار كل أنواع أطبة الاختصاص وقام بكل التحاليل والأشعة حثى أن بعضهم يكتفي بوصف بعض المقويات والمهدئات-atarax- وعليه فأنا شهريا أصرف نصف المرتب على الأدوية والنصف الآخر على لوازم الحياة
ولا أستطيع توفير أي مبلغ أقمت عدة علاقات عاطفية إلا أني في كل مرة أنهيها خوفا من السقوط في المحرم والإضرار بالطرف الآخر لأن وضعي لن يسمح لي بالزواج حتى أصدقائي ابتعدت عنهم شيئا فشيئا لانشغالي بوالدي وبحل مشاكل إخوتي
لم أعد أستطيع التغيب عن البيت أكثر من 3 ساعات لخوفي من وقوع المشاكل، تصور دكتور أني منذ 6 سنوات لم أغادر مدينتي لرحلة أو مصيف أو أصبحت أغلبية الوقت أحس بالانقباض
أعمل وأعود للمنزل الشيئ الوحيد الذي يريحني هو الذهاب للمسجد وقراءة القرآن إلا أن لذة هذا العمل أذهبه إدماني على االعادة السرية لأنقص من شهوتي الشديدة، وهذا ما يجعلني أحس نفسي مقرفا وأخادع الله سبحانه وتعالى بتديني الكاذب
لقد تعبت فعلا وأحس نفسي على حافة الانهيار فأرجو مساعدتي
وجزاكم الله كل خير
12/03/2005
رد المستشار
ولدى العزيز
بوركت وبارك الله فيك وأعانك وأجزل لك العطاء...إن ما تعانيه يا ولدى طبيعى لمثل الحياة التى تحياها..فأنت شاب فى بداية الثلاثين يحيا بإهتمامات رجل الثمانين...
فأنت ترعى والدك.. وملحوظة صغيرة حالة والدك عادية جدا.. فمع التقدم فى السن يبدأ الإحساس بالخوف من الموت يزداد... وبالتالى تتم ترجمة كل ألم بسيط إلى مأساة... وتزيد وساوس الإصابة بالأمراض الخبيثة والمستعصية... فلا تسرف فى أخذ والدك للأطباء... ولا فى شراء الدواء.. وبما أن في أغلب الأحوال الأمر لا يتعدى المقويات فتستطيع أنت أن تشتريها إذا احتاج الأمر... ولكن عليك بمراعاة نفسية والدك... فلا تقل له لن نذهب لطبيب ولكن قل سأتصل بالطبيب وأسأله... ..واتركها مفتوحة هكذا واستمر على ما وصفه لك فى آخر مرة من مقويات ولا مانع من الاتصال الشهري بالطبيب المعالج حتى تطمئن ولا تكن كاذبا فى وعدك
وبالتالى أتصور أنك قد تستطيع أن تدخر شيئا... ومن حقك على نفسك أن تحصل على إجازة ولو لمدة أسبوع فى السنة أو 15 يوم..... وعلى إخوتك أن يتبادلوا رعاية الوالد فى هذه الفترة... وسافر يا ولدي وعش مع أناس مختلفة وجدد الدم فى عروق واسترجع جزء من نشاطك
إذا كان هذا متعذرا لارتباط والدك بك ورفضه أن يرعاه سواك... فاحصل من عملك على يوم أجازة واخرج من منزلك فى نفس موعد الخروج للعمل ولكن اقض اليوم على شاطئ زوار في متنزه... أو فى أى مكان مختلف.... اقض اليوم في الهواء الطلق ومارس بعض الرياضة.... وعد إلى منزلك حتى لو متأخر قليلا عن موعد عودتك اليومى... لا مشكلة
ولكن يجب يا ولدى أن تجدد هواء حياتك.. أن تستنشق عبيرا آخر غير رائحة الشيخوخة واقتراب الموت
أعانك الله ووفقك لما يحب ويرضى
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين ونشكرك على ثقتك، أعتذر أولا لتأخر الرد عليك، ولدي بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة نعمت عوض الله مجموعة من التكهنات والتصورات لكي يكتمل انطباعنا عن الحالة، فكما قالت لك د.ننعمت، تزيد وساوس الخوف على الصحة في مثل سن والدك عافاه الله، لكنني أخشى أنها في حالة والدك أخذت صورة الاكتئاب المراقي Depressive Hypochondriasis ، وهي أحد خلطات الاكتئاب مع الوسوسة واقرأ عن االاكتئاب لدى المسنين، وإذا وجدت أعراض الاكتئاب ظاهرة بالفعل على والدك، أو وجدت نفسك غير قادر على تخفيف وطأة وضعك الحالي بتنفيذ ما نصحتك به الدكتورة نعمت، إذن فكر جديا واستخر واستشر في أمر عرض الوالد على طبيب نفسي ليعالج اكتئابه، فذلك سيخفف كثيرا من وطأة ما تعانون كأسرة، وما يعاني هو كان الله في عونه، ولا أخفيك أنني أستشعر فيك اكتئابا أنت الآخر، ويمكنك حتى أن تطلب من الوالد أن يصطحبك للطبيب النفسي واشتكي له أنت مفتتحا شكواك بقولك: (مشكلتي تتمثل في إحساسي بعدم الرغبة في الحياة أو الإقبال عليها فأنا أعيش مع والدي وأنا المسئول عليهما) وبعد ذلك تكلم عن مشكلاتك في العمل وفي البيت وعن عجزك عن إعدادا نفسك ماديا للزواج، وأحسب أن الطبيب النفسي إذا أعطيته فكرة مسبقة عن حالة والدك سيستطيع إحسان التصرف إن شاء الله، واعلم أنك برعاية والدك في جهاد أسأل الله أن يعينك عليه.