مشكلة سابقة..!؟
هرت هذه المشكلة على استشارات مجانين من قبل تحت عنوان: علمي وأدبي خرافة لابد من تحطيمها....
وأجابت عليها أ.نفين عبد الله ، وأرسلت لنا نفس المشكلة مرة أخرى تحت اسم صناع الحياة، فأرسلناها للأستاذة لمى عبد الله وهذا هو ردها:
السلام عليكم..
أنا طالبة بالثانوية العامة أنا لا أعرف كيف أبدأ العام القادم سيحدد حقا مصيري وبعدها عليّ الاختيار الصعب وتحديد المجال الذي أرغب فيه أنا أحب علم النفس كثيرا وأحب الغوص في أعماق النفوس ومعرفه مفاتيح الشخصية..
بالرغم من ذلك فإني آثرت القسم العلمي لحبي لمواد العلوم بحكم أن أبي أستاذ جيولوجيا بكلية العلوم جامعة عين شمس وأمي أستاذة رياضيات بكلية علوم جامعة الأزهر ومع ذلك أجد نفسي حائرة هل كنت مخطئة إذ اخترت العلمي وتجاهلت ميلي لعلم النفس المشكلة هي هل يعد هذا العلم أدبيا أم علميا؟
وما الفرق بين دراسته في كليه الطب وكليه الآداب قسم علم نفس وما دفعني لهذا التفكير أن هدفي تربوي إلى حد كبير فأنا أسعى إلى تطبيق النظريات التربوية الحديثة وأهم ما توصل إليه خبراء التنمية البشرية مثل د.إبراهيم الفقي بجانب إلمامي بعلم النفس والدمج بين كل ذلك لخلق جيل يتميز بصفات عقليه وأسلوب حياة يختلف على ما تربينا عليه.
أني أفكر في كلية الطب كثيرا هل هي حقا تضيع نصف عمري وأنا ادرس والنصف الآخر بحثا عن عمل هذا ما يقال أما رأيي فأنا لن أعمل طبيبة بل سآخذه كعلم للتطبيق على فئة عمرية محددة.
آسفة للإطالة ولكن هذا همي في هذه الأجازة وأحب أن أجد له حلا قاطعا أتمكن من صياغة هدف وأتخيله حلماً واقعياً..
جزاك الله عنا خيراً....
والسلام عليكم....
1/4/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله أن يلهمك الصواب في اختيارك لنوع الدراسة التي ستحدد - فعلا كما قلت – مصيرك, فالحقيقة نحن جميعاً لا نملك أن نختار لأنفسنا بشكل صحيح 100%, الوحيد الذي يستطيع أن يفعل ذلك هو الله عز وجل, لأنه الوحيد الذي يعرف المستقبل..
لكن هذا لا يعني أنه ليس لنا دور نقوم به أثناء هذا الاختيار, بل علينا أن نبذل كل جهدنا في دراسة الأمر والتحري واكتشاف الذات والميول والطموحات لنحدد على ضوء ذلك مسارنا المستقبلي, وبعد كل هذا نتوكل على الله عز وجل الذي قد يجعلنا نسير في اتجاه معاكس تماما لما خططنا له, ولكن هنا, أي بعد توكلنا عليه حق التوكل نكون راضين تماما عمّا قسمه لنا لأنه سبحانه وتعالى عمل بموجب توكيلنا له, أي اختار لنا الأصلح في حياتنا..
وأنا أعرف فتاة تدرس الآن علم اجتماع, ولكن كان لها مع الثانوية العامة وقبول الجامعة قصة جديرة بالذكر, فقد كانت تميل كثيرا للفروع العلمية: الرياضيات أو الفيزياء ووو, وكانت قبل الامتحانات تدرس كل مجال من هذه المجالات وترى مستقبلها الوظيفي, ولكنها في النهاية كانت تقول: يا رب ضعني في المكان الأنسب لي والذي أستطيع أن اخدم دينك من خلاله, فتم قبولها في النهاية في فرع علم الاجتماع, مع العلم أنها تكره المواد النظرية وطريقة حفظها المملة, ولكن هذا هو فعلا الفرع الذي ستبدع فيه, وقد بدأت فعلا بالإبداع ولا زالت طالبة على مدرجات الكلية..
إذا:
1- نتوكل على الله عز وجل ونطلب منه أن يلهمنا الصواب في اختيار الفرع المناسب, أو يهيئه لنا.
2- ندرس إمكانياتنا وأهدافنا في الحياة.. وبالتالي نستطيع أن نحدد المجال الذي نريد أن نعمل فيه..
هنا لنا وقفة، والأمور بالنسبة لك واضحة تقريبا, لديك بعض التشويش الاجتماعي فقط..
أنت تقولين:" أنا أحب علم النفس كثيرا وأحب الغوص في أعماق النفوس ومعرفه مفاتيح الشخصية " وتتساءلين هل هذا علمي أم أدبي, وأنا سأسألك بدوري:ما الفرق بين علمي وأدبي؟؟ ألا ترين معي أن الفرق هو فرق في عقولنا فقط وتقييمنا لهذه الفروع من العلوم؟
العلوم الإنسانية والأدبية هي العلوم التي عن طريقها يحصل التغيير في المجتمع وفي عقلية المجتمع وفي اعتقادات الناس.. وما تطمحين لدراسته من علم النفس ومعرفة أنواع الشخصيات ينطوي تحت تصنيف العلوم الإنسانية والأدبية, ولكنه في رأيي علم عملي جدا وتطبيقي جدا, لأنك من خلاله ستتعاملين مع البشر كمعالجة نفسية أو مرشدة نفسية أو....
على كلٍّ لا بد في آخر الأمر أن نختار الفرع الذي نجد أنفسنا فيه لنستطيع أن نبدع فيه, ويا فرحتنا حين يكون هذا الفرع من الفروع المهمة جدا لنهضة أمتنا من كبوتها الشاملة, وكم من طبيب لم يحب الفرع الذي دخله – لاحظي أنه طبيب, أي علمي, بل أعلى الفروع العلمية في تقييمنا الاجتماعي – فترك الطب وعمل في المهنة التي يحبها, ومنهم من عمل ممثلاً.. وغيرهم كثير..
ولا بد أن نعين أنفسنا على فكرة التخلي عن لقب "دكتورة" أو "باشمهندسة" لنحظى بالعلم الذي نحبه ونستطيع أن ننتج فيه.. وسأخبرك بسر من أسرار الحياة: إياك أن تختاري مستقبلك على حسب ما يرضي الناس, الناس إن أرضيتهم أو أسخطتهم باختيارك سينسون بعد قليل, ولن يبقى مع ما اخترته إلا أنت فقط.
فإذا كنت تحبين علم النفس كثيراً وتحبين الغوص في النفوس, فالفرع الملائم لك هو علم النفس, وقد يكون الطب النفسي, وإذا أردت معلومات أكثر عما تعنيه كل من تلك العلوم فاستعيني بهذه الصفحة:مصطلحات نفسية
وإذا كان هدفك تربوي في النهاية وكما تقولين:"لخلق جيل يتميز بصفات عقليه وأسلوب حياة يختلف على ما تربينا عليه"فهذا يعني أن مكانك هو في المدارس, وأما الطب النفسي فسيكون مكانك هو العيادة والمشافي.
أما رغبتك في دراسة الطب النفسي ليس لتعملي طبيبة وإنما لتطبقيه على فئة عمرية محددة, فتستطيعين الاستعاضة عنه بعلم النفس والتخصص فيما بعد في العلاج النفسي أو الإرشاد النفسي, وإن أردت رأيي فأنا أرجح جانب الإرشاد النفسي, خصوصاً لو استطعت أن تكوني ممن يدمجون علم النفس بالإسلام, عندها ستبدعين إن شاء الله..
أرجو أن أكون قد ساعدتك قليلاً ووضحت لك الرؤية, وأسأل الله تعالى أن يوفقك لاختيار الفرع الذي يرضيك ويرضيه وتستطيعين فعلاً صناعة الحياة من خلاله, إنه سميع مجيب..
ملاحظة: إذا أردت ما يعينك على التخطيط لحياتك, فهناك برنامج يعرض على قناة smartsway في العاشرة مساء من يوم الخميس, ويعاد في العاشرة مساء من يوم الأحد, وهو بعنوان: كيف تخطط لحياتك.. وهو عبارة عن دورة تدريبية على الهواء..