السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب ملتزم بشرع الله، وأتمتع بغض البصر، عمري 26 سنة، حاصل على الإجازة (المتريز) في الفقه وأصوله.
عملت أستاذا في إحدى المدارس الحرة، وبعد انتهاء السنة الدراسية فوجئت بإحدى تلميذاتي تتصل بي على استحياء بعد بحث مضن عن رقمي؛ لتعبر لي عن إعجابها بي ورغبتها في الاقتران بي كزوج، وتحسب ذلك أكبر حلم لها في الحياة، رغم أن كلا منا لا يعرف شيئا عن الآخر.
لكني أنا من أسرة فقيرة، ولا أعرف هل هي تدرك ذلك رغم أن مظهري يشي بفقري، أما هي فمن أسرة بالغة الغنى والثراء، وأخبرتني أنها لا تزال تجد صعوبة في إبلاغ أهلها بالموضوع.
كيف أتصرف مع هذه المفاجأة؟
11/12/2023
رد المستشار
إذا أردت مني الحقيقة فأنا لا أعجب من تصرفها ولا أراه مفاجأة، فالمفاجأة الحقيقية هي تفكيرك في الموضوع!!!
فأنت في السادسة والعشرين من عمرك؛ مررت بتجربة الدراسة التامة والعمل والعطاء والتواصل مع بشر مختلفين، وسطرت في رحلة حياتك حتى الآن جزءا لا بأس به من الخبرة، ولكنني أرى أنك أنت من يحتاج أن يعرف نفسه ويخطط لمستقبله ويضع تصورا لشريكة حياته التي تناسب تفكيره وتدينه ومستواه الاجتماعي -لا أقصد المادي- حتى لا تكون عرضة للتشويش والتخبط.
فنحن لا نحب أو نتزوج هكذا بلا تفكير أو تخطيط أو لأن بعض البشر يعجبون بنا أو حتى يحبوننا، فنحن أيضا نحتاج أن نختار ونحب ونقرر من نتزوجه، وانظر معي إلى آية الزواج حين قال الله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
فلم يختم الله عز وجل آية الزواج بلفظة تعبر عن المودة أو الرحمة أو السكن المطلوبين للزواج؛ ولكنه سبحانه ختمها بالتفكير.
فالزواج قرار "مهم" يحتاج منا لتفكير حتى نتمكن "قدر الإمكان" من الاختيار المناسب فنضمن بإذنه تعالى النجاح فيه، فهل يتحقق ذلك بمكالمة تليفونية من مراهقة أعجبت بك لصغر سنها أو لأي سبب آخر؟
وإن كنت ما زلت تسأل عن ماذا تفعل فأقول لك تفعل كما فعلت أنا، فتضع النقاط فوق الحروف وتنصت لحديث العقل، فالفتاة صغيرة ويتضح من تصرفها أنها ما زالت مراهقة وتصرفاتها يشوبها بعض التهور فلقد ظلت تبحث عن هاتفك حتى وصلت إليه فقط لتقول لك أنها معجبة بك والغريب أنها لا تقوى على إخبار أهلها عن ماذا لا أعلم؟!! ألا ترى قصور تفكيرها؟!
ألا ينذرك هذا بأنها ما زالت لا تعي الحياة أو ماهية الحب الحقيقي أو الزواج؟! ألا تقف أمام ضخامة ثروتها أمام فقرك كما ذكرت؟ ألا تقف أمام حقيقة أنك تجهل كل وأي شيء عنها؟! من هي؟ ما هي صفاتها؟ كيف تفكر؟ ماذا تريد من حياتها؟ ما هي قدراتها التي تؤهلها للزواج بشخصية مثلك؟
تلك الأسئلة وغيرها الكثير لا بد أن تدور برأسك سريعا حتى لا تنشغل بهذا الموضوع أكثر من مما يستحق وتحمّل نفسك طاقة نفسية أنت في غنى عنها، وأقترح عليك أن تقطع كل خطوط الرجعة معها وأن تتقدم في خطوات ثابتة نحو مستقبلك الذي يضم بداخله الزواج والزوجة المناسبة والاستعداد لهما حتى لا يجعلك إحساسك بالاحتياج لمن يشاركك حياتك متخبطاَ.