الإعدام فوراً..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أستاذتي د.فيروز
أنا فتاة في الرابعة عشر من عمري منذ ثلاث سنوات جاء مدرس إلى مدرستي وكان مسيحي، اتعرفت عليه وأخذت عنده درس خصوصي وبدأت الأيام تمر فأحببت هذا المدرس حبا شديدا، وأصبح هو قدوتي في الحياة وأحسست أنه أبي وأخي وكل شيء في حياتي وهذا المدرس كان يدرس لي في الفصل أول سنة والسنة التالية منذ هذا العام عندما كنت في الصف الثاني الإعدادي بدأ مدرس آخر في الفصل وكان هو مستمرا في نفس المدرسة فحزنت حزنا شديدا على أنه لم يدرس لي في الفصل مرة أخرى، وأيضا كان يعطيني درسا خصوصيا.
وجاء في السنة التالية منذ هذا العام عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي انتقل من المدرسة في هذا الوقت أحسست أني لست إنسانة وكنت دائما أبكي في اليوم أكثر من ثلاث مرات على فراقه وأيضا كان يعطيني درسا خصوصيا لكن كنت غير سعيدة لأني كنت أراه في الأسبوع يومين لكن من قبل كنت أراه الأسبوع كاملا فأحسست بالحرقة والانهيار العصبي.
في التيرم الأول من الصف الثالث الإعدادي حصلت على درجة سيئة فرفض أبي أن آخذ معه درس خصوصي مرة أخرى فأصبحت منهارة وكنت أتمنى الموت فساعدتني أمي حتى آخذ معه من غير ما يعرف أبي وكنت أول مرة أفعل شيء من وراء أبي ولكن في هذا الوقت لم أفكر في حزن أبي وكنت أفكر أني أراه فقط ففرحت فرحا شديدا
وفي يوم حلمت حلما بأن هذا المدرس يمكن في يوم أنه يغدر بي ويتركني في مأزق دون أن يساعدني فعزفت وقلت لا مش ممكن أن هذا المدرس يغدر بي أو يتركني في مأزق وبدأت أن أركب معه سيارته في يوم ومسك يدي لكن كان لم يقصد بصراحة أنا لا أعرف إذا كان يقصد أم لا فأخبرت أمي فقالت لي لا تفعلي ذلك مرة أخرى
وفعلت ذلك مرات عديدة فأحسست أني بنت لا يؤتمن عليها وكانت أمي تثق بي كل الثقة وما زلت أحبه وأحس أنه قدوتي والمصيبة أنه لن يعرف أن يعطيني درس في ثانوي، إذن أنا سوف أتركه هذه السنة 2005 م وعلاقتي سوف تنقطع به تماما.
أنا حزينة جدا وأتمنى إنك تساعديني إني أنساه وأعتبره مدرس عادي مر في حياتي وانتهى،
ولك جزيل الشكر.
1/5/2005
رد المستشار
سأبدأ كلامي معك بكلمات قليلة لأني أريد أن تظل هذه الكلمات في أذنيك وعقلك وقلبك:
(علاقتك بهذا المدرس محكوم عليها بالإعدام المؤكد عاجلا أو آجلا، ولكن لحظة تنفيذ الحكم بيدك أنت، وكلما أسرعت في تنفيذ حكم الإعدام كان هذا في مصلحتك وكان أسهل، وكلما تأخرت كان أصعب وكانت الخسائر فادحة من عمرك ومستقبلك ودينك)
والآن كل ما سأفعله في باقي الإجابة أني سأشرح هذه الكلمات بالتفصيل...
لماذا العلاقة محكوم عليها بالإعدام المؤكد ؟!!!
لأنه لا توجد مظلة شرعية لها، فلا هو أخوك ولا أبوك ولا خالك ولا عمك...
وهو ليس فتاة مثلك يمكن أن تكون صديقتك....
ولا يمكن أن يكون زوجا لك لأنك في الرابعة عشر من عمرك ولأنه مسيحي لا يسمح لك الشرع بالزواج منه إلا إذا غير دينه، وهو ليس مجنونا لكي يفعل هذا ويهدم حياته ويعرض نفسه للاضطهاد والحرب من أهله وعشيرته....
ولماذا أنصحك بالإسراع في تنفيذ حكم الإعدام؟!!
لان العلاقة بينكما بدأت تأخذ منعطفا جديدا وخطيرا ولأن تعلقك به يزداد يوما بعد الآخر، فإذا كان فراقه الآن (سيعذبك)، فإن فراقه غدا (سيدمرك) والعذاب أهون من الدمار...
والله أعلم بالتطورات التي يمكن أن تحدث إذا استمرت العلاقة أكثر من هذا...
فأنتما الآن –وأنت ابنة الرابعة عشر– تتلامسان بالأيدي، فماذا سيحدث عندما تكبرين قليلا وتزداد مشاعرك تأججا، وتزدادين جمالا في عينيه وفتنة؟!!
أرجوك يا ابنتي... حافظي على مستقبلك ودينك...
أنا أعلم انك ستتعذبين كثيرا ولن تنسيه بسهولة، ولكني أكرر: العذاب أهون من الدمار...
احمدي الله أنك ستنتقلين للمرحلة الثانوية وهذا سيساعدك على قطع علاقتك به نهائيا، فاغتنمي الفرصة ولا تضيعيها فيضيع عمرك معها....
استعيني بالله تعالى فهو سبحانه نعم المولى ونعم الوكيل.. أكثري من الدعاء والصلاة...
وستخرجين –بإذن الله من هذه المحنة أكثر قوة– وصلابة وإيمانا....