أشباه الأسرة العربية..
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
وبعد..
أنا الشاب الجامعي الذي أرسلت إليكم بمشكلتي التي عنونتموها بـ "أشباه الأسرة العربية" وقد أخذت بمشورتكم، وكان فيها البركة، وهي أنني قطعت علاقتي بالمرأة التي كنت قد أخبرتكم عن حبها لي، برغم صدق مشاعرها تجاهي، وندمها على ما فعلته معي، وبرغم أنها أخبرتني أنها أفاقت من غفلتها التي كانت تجعلها لا تبالي بمعرفة ابنتيها بعلاقتنا، واعترفت لي أنها ستعيش لآخرتها ولأولادها وستنشئهم على الأخلاق الإسلامية وستعيش لتزوج ابنتيها، فجزى الله تبارك وتعالى كلا من الدكتورة الفاضلة الكريمة سحر طلعت والدكتور الفاضل الكريم أحمد عبد الله خير الجزاء على نصحهما الصادق الذي تغلغل إلى عقلي وقلبي وأعانني ربي على الأخذ به، فلله الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
المشكلة لا تزال في زوجتي التي سأذكركم سريعا بطباعها التي لم تفارقها حتى اليوم، وهي أنها ما زالت حادة الطباع جدا على عكس ما يبدو من ملامح وجهها، ولا تجيد فن التودد إليَّ، وتوجيهاتها وأوامرها ما زالت كما هي، إذا نامت نهارا أو ليلا لا تسمح لي بأن أستيقظ؛ بل يجب أن أنام؛ لأن حركتي في البيت وإنارتي لمفاتيح الكهرباء.. وفتحي لصنبور المياه.. تقليبي لصفحات كتاب أقرؤه يجعلها تصحو من نومها بصداع في رأسها، وتكيل لي المعاتبات والكلام الذي لا أحبه، برغم أنني لست حادا في كل هذه الأشياء، بل أفعلها بلطف، وأيضا إذا أرادت النوم وبجانبها ساعة حائط أو منبه فإنها تفصل البطارية عنه؛ لأن صوت دقات عقرب الساعة يزعجها، وعندما ناقشتها بهدوء في أول زواجنا في أن هذا الأمر فيها غير طبيعي كانت وإلى اليوم تقول لي: هذا طبع الذين لهم مشاعر رقيقة، أما أمثالك فمشاعرهم غير رقيقة؛ مما يجعلني أغضب.
إذا طلبت نوعا معينا من الطعام أشتهيه لا تقوم بصنعه؛ بحجة أن هذا الطعام يجب ألا يؤكل بالليل أو أنه مُتعِب في صنعه، ولا تحبني أن أمزح معها بل تصد مزاحي بقول جاف، أحضرت إليها يوما تليفونا محمولا بكاميرا ودخلت عليها به عائدا من العمل وحاولت أن أصورها به وهي تصنع الطعام فسبتني وقالت لي: "خلي عندك دم وشوف هتعمل إيه" برغم أنها إذا مزحت؛ فأنا أحب منها ذلك وأجاريها. وعند غضبها ما زالت تتطاول عليَّ بلسانها.
ما زالت معظم الشهر تشكو من الصداع والقولون وحرارة الجو، وهذه الآلام تكون نتيجتها أن تقابلني بوجه متجهم عند عودتي من العمل، وأن تؤخر عمل الطعام في بعض الأيام؛ لأنها لم تنم جيدا بالليل فتعوض ذلك بالنوم نهارا، وإذا عدت ليلا وطلبت إعداد العشاء فلا تفعل، فأعده بنفسي أحيانا.
وإحقاقا للحق فإنني عند نومي يصدر مني شخير عال يزعجها، وأحيانا تكون رائحة فمي ونَفَسي غير طيبة برغم أنني لا أدخن لذلك أرجو أن تدلوني على علاج هاتين المشكلتين. وللعلم فأنا أضع خلف ظهري عند النوم شيئا كالكرة أو ما شابهها ليجعلني لا أنام على ظهري تفاديا لحدوث الشخير الذي يكثر عند نومي على ظهري.
ما زلنا لا نتفق في أمور الجماع في أثناء الإيلاج تتألم ألما واضحا؛ حيث لا متعة أبدا، وهي بطيئة الإثارة جدا، ولا أعرف لها مكانا لإثارتها برغم أسئلتي المتكررة لكي أعرف منها ذلك. إذا اقتربت من وجهها أعرضت بحجة أن نَفَسَي سريع وصوته عال أو ساخن، وليس طيبا برغم أني أهتم بنظافته، وأضع العطر، وأستعد كما تفعل هي ذلك، وأحيانا كنت أستحم قبل الجماع إذا وجدت الأمر يحتاج لذلك، هي لا تزال لا تنام بجانبي في الفراش بحجة أنني أتحرك كثيرا وأحيانا أحدث شخيرا، كما أنني بدأت أزهد الجماع تماما لما ألاقيه أثناءه، لا شك أنه كانت هناك أيام كنا فيها على علاقة طيبة، لكن اختلاف الطباع هو المنغص الأساسي فيها، وهي لم ترد أن تغير من نفسها إلى ما يرضي ربها وزوجها.
بالله عليكم دلوني كيف أعيش معها أرجوكم. أنا أريد أن أعيش مع امرأة تحب تصرفاتي، وتسعى لإرضائي، وتمزح معي، وتشعرني بسعادتها عند الجماع، وتلقاني وأنا قادم من العمل فرحة مسرورة، وعند حدوث مشكلة في العمل تؤازرني وتذكرني بأن الله لا يضيع أحدا، ولا تعاتبني وتقول لي لا بد أنك فعلت شيئا جعل أصحاب العمل يتصرفون معك هذا التصرف، كما أحب أن أنجب ولدا أو بنتا أغرس فيه تعاليم ديننا العظيم، أليس هذا حقي؟.
أرجوكم أسهبوا قدر استطاعتكم في حل مشكلتي ولا تبخلوا علي بعلمكم وخبرتكم مهما كانت مشاغلكم، هذا رجائي منكم، كما أرجوكم ألا تتأخروا في الرد علي كالمرة السابقة بالله عليكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
24/8/2024
رد المستشار
أخانا الكريم، أهلا ومرحبا بك مرة أخرى، والحمد لله أن من الله عليك وصرف عنك هذه السيدة وصرفك عنها، ونفعك بكلماتنا التي كتبناها من قبل، وأذكر القراء بداية أن اعتراضنا لم يكن على زواج أخينا من امرأة أخرى، وأن كل اعتراضنا كان على أن يتزوج سيدة متزوجة أقام معها علاقة وهي ما زالت زوجة لغيره.
أخي الكريم رسالتك تجسد وبكل وضوح كيف يمكن أن ينعدم التواصل بين الزوجين وأثر غياب هذا التواصل على الزوجين، التواصل الذي نفترض أن يبدأ قبل الزواج، ومن خلاله ومن خلال الحوار المستمر والاستماع التعاطفي يمكن أن يدرك كلا الزوجين ما يميز الآخر وما يعيبه وما يحتاجه من علاقة الزواج، ولكننا ما زلنا على حالنا نكتفي بالشكليات والمظاهر، ولا نحاول أن نغوص بعمق ليتعرف كل منا على الآخر قبل الزواج، ونتاج هذا أن تتزوج أنت فتاة تبدو عليها الرقة والوداعة لتكتشف بعد ذلك أنها تتميز بحدة في الطباع ولا يمكنك التعايش معها بسلام.
لا أدري إن كنت قد تابعت أو حاولت أن تتابع معنا دورة التواصل بين الزوجين؟ وهل فكرت أن تشجع زوجتك لحضور مثل هذه الدورات فلعلها تتدرب على أن تغير بعض الشيء من طباعها التي تضايقك. المهم أنه وقبل أن أخوض معك في تفاصيل مشكلتك أحب أن أنوه إلى أن صوت الشخير أثناء النوم ورائحة الفم الكريهة يحتاجان لمراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة وطبيب الأسنان للتعرف على السبب وعلاجه.
أما بالنسبة لطبيعة العلاقة بينك وبين زوجتك فقد طلبت منا أن نفيض ونسهب في وصف الحل لك ولكنني لن أفعل ذلك –ليس لأنني مشغولة– ولكن لأنني أريد أن تصل لك الرسالة واضحة ومختصرة ومحددة.. فمشكلتك ليس لها إلا أحد ثلاثة حلول.. اختر منها ما تشاء وما يناسبك:
1. البحث عن علاج متخصص عند استشاري زواجي تتوجه له أنت وزوجتك سويا ليدربكما على إقامة علاقة سوية.. بحيث يراعي كل واحد منكما الآخر ويلبي له احتياجاته، وكذلك البحث عن علاج لمشكلة الإنجاب عند متخصص أمراض النساء.
2. الزواج من أخرى تحسن اختيارها وتتأكد من أنها متوافقة معك وتلائمك، ولزوجتك في هذه الحال أن تختار بين أن تستمر معك أو أن تفارقك بالمعروف.
3. أن تساعد نفسك على الرضا بما هو متاح الآن وذلك بأن تذكر نفسك دوما بميزات زوجتك وتغض الطرف عن عيوبها وتتقبل هذه العيوب كما هي على الأقل في الفترة الحالية.
وأسوأ الأوضاع أن تستمر في الشكوى فقط بدون أن تبذل أي جهد لتغيير الوضع القائم، وأن تظل تسطر الأوراق بدون أي خطوة إيجابية لتحسين الأوضاع التي تشكو منها.
اقرأ أيضًا:
فنون الحياة الزوجية: شكرا عمرو!
بالحكمة تكون الحياة الزوجية هانئة
خلطة سحرية للسعادة الزوجية
تساؤلات عن الحياة الزوجية