السلام عليكم ورحمة الله
في البداية.. أسأل الله تعالى أن يجازي كل القائمين على موقع مجانين خيرًا، وأن يجعل هذا العمل الجليل في ميزان حسناتهم يوم لا ظل إلا ظله..
أنا طالب جامعي عربي مغترب في أوروبا في سن السابعة والعشرين وعازب، على قدر لا بأس به من الوسامة، مثقف وملتزم بتعاليم الدين الإسلامي، مرح وهادئ وأهتم بمظهري الخارجي، لكن بدون أية مبالغة.
تكمن مشكلتي في عدم القدرة على التواصل الاجتماعي بشكل جيد، حيث إنني أتهيب من الآخرين بشكل لاإرادي، ينضاف إلى هذا أنني قليل الكلام، وأحيانًا يكون كلامي غير واضح بالشكل المطلوب بسبب الارتباك، فإذا دخلت في حوار مع شخص لا أعرفه مسبقًا فإنه غالبًا لا يستمر بشكل جيد دائمًا، وقد ينتهي إلى الصمت بحيث إنني لا أجد ما أقوله.
في البلد الذي أقيم فيه يُحتّمان عليّ عملي ودراستي الدخول في تواصل كلامي دائم مع الناس، وبخاصة مع فتيات عربيات وغربيات (بعضهن يبدين اهتمامًا كبيرًا بي) فأجد نفسي دائمًا أميل إلى الابتعاد عنهن بدون مبرر، وغالبًا ما يأخذن هن المبادرة في تجاذب أطراف الحديث معي، وقد يُفسر هذا حتمًا بأنه عجرفة وتكبر على خلق الله، وأنا من أبعد الناس عن هذا التكبر.
ألاحظ أن زملائي يدخلون في حوار مع الناس (إناثًا وذكورًا) بتلقائية (غالبًا ما أفتقدها) بدون صعوبات، حيث إن كل واحد منهم يمتلك تقنيات كلامية معينة (فن الحديث) وجرأة محمودة للمبادرة بالكلام، وضمان استمراريته العلاقة الناجمة عنه سواء أكان هذا مقصودًا أم عفويًّا، أما أنا فيعتريني تارة الخجل (أو ربما الاستحياء) وأحيانًا لا أجد الشجاعة الكافية للمبادرة بالكلام، وقد لا أجد المدخل المناسب لبدء الكلام!.
أيضًا عند قضاء أعراض إدارية أو غيرها من الممارسات اليومية فلست بتلك الكفاءة الاجتماعية والتواصلية التي أجدها عند الكثيرين!.
أين تكمن المشكلة بالضبط؟ وما السبيل إلى الاندماج والتواصل بشكل عادي وبدون تكلف؟ لماذا أشعر بعدم الراحة أمام من أعتبرهم "غرباء" عني؟ هل توجد خطوات معينة للانفتاح على المحيط الاجتماعي؟ يبدو أنني لست إنسانًا اجتماعيًّا.. هل هي قلة التجربة أم قلة الاختلاط بالناس أم مشكل ذاتي لاإرادي أم ماذا بالضبط؟
الناس بصفة عامة تحب ذلك الشخص الذكي اجتماعيًّا الذي يستطيع التكيف مع جميع المواقف (أو أغلبها) أحيانًا بطريقة مضحكة، لكنها تفي بالغرض! أحب أن أشير أني في طفولتي ومراهقتي كنت أقضي معظم الوقت مع شقيقي داخل المنزل؛ بسبب اشتغال الأبوين معًا وتخوفهما من المحيط الخارجي، حيث كان محل السكن في حي شعبي جدًّا في مدينة عربية كبيرة.
من النتائج الإيجابية لهذا الانعزال البُعْد عن تعاطي المسكرات والمخدرات ومصاحبة البنات وممارسة الزنا في حي شعبي تعتبر فيه هذه الممارسات المشينة شيء طبيعي للأسف، ومن النتائج السلبية عدم الاحتكاك بالناس، وبالتالي قلة التجربة الاجتماعية التي أعاني من توابعها إلى اليوم!.
هذه الوضعية تؤرقني كثيرًا وأسعى إلى تجاوزها؛ ولهذا راسلتكم طمعًا من نصحكم، ونصح قراء وقارئات هذه الصفحة المباركة..
بارك الله فيكم يا إخواني وأخواتي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2/11/2024
في البداية.. أسأل الله تعالى أن يجازي كل القائمين على موقع مجانين خيرًا، وأن يجعل هذا العمل الجليل في ميزان حسناتهم يوم لا ظل إلا ظله..
أنا طالب جامعي عربي مغترب في أوروبا في سن السابعة والعشرين وعازب، على قدر لا بأس به من الوسامة، مثقف وملتزم بتعاليم الدين الإسلامي، مرح وهادئ وأهتم بمظهري الخارجي، لكن بدون أية مبالغة.
تكمن مشكلتي في عدم القدرة على التواصل الاجتماعي بشكل جيد، حيث إنني أتهيب من الآخرين بشكل لاإرادي، ينضاف إلى هذا أنني قليل الكلام، وأحيانًا يكون كلامي غير واضح بالشكل المطلوب بسبب الارتباك، فإذا دخلت في حوار مع شخص لا أعرفه مسبقًا فإنه غالبًا لا يستمر بشكل جيد دائمًا، وقد ينتهي إلى الصمت بحيث إنني لا أجد ما أقوله.
في البلد الذي أقيم فيه يُحتّمان عليّ عملي ودراستي الدخول في تواصل كلامي دائم مع الناس، وبخاصة مع فتيات عربيات وغربيات (بعضهن يبدين اهتمامًا كبيرًا بي) فأجد نفسي دائمًا أميل إلى الابتعاد عنهن بدون مبرر، وغالبًا ما يأخذن هن المبادرة في تجاذب أطراف الحديث معي، وقد يُفسر هذا حتمًا بأنه عجرفة وتكبر على خلق الله، وأنا من أبعد الناس عن هذا التكبر.
ألاحظ أن زملائي يدخلون في حوار مع الناس (إناثًا وذكورًا) بتلقائية (غالبًا ما أفتقدها) بدون صعوبات، حيث إن كل واحد منهم يمتلك تقنيات كلامية معينة (فن الحديث) وجرأة محمودة للمبادرة بالكلام، وضمان استمراريته العلاقة الناجمة عنه سواء أكان هذا مقصودًا أم عفويًّا، أما أنا فيعتريني تارة الخجل (أو ربما الاستحياء) وأحيانًا لا أجد الشجاعة الكافية للمبادرة بالكلام، وقد لا أجد المدخل المناسب لبدء الكلام!.
أيضًا عند قضاء أعراض إدارية أو غيرها من الممارسات اليومية فلست بتلك الكفاءة الاجتماعية والتواصلية التي أجدها عند الكثيرين!.
أين تكمن المشكلة بالضبط؟ وما السبيل إلى الاندماج والتواصل بشكل عادي وبدون تكلف؟ لماذا أشعر بعدم الراحة أمام من أعتبرهم "غرباء" عني؟ هل توجد خطوات معينة للانفتاح على المحيط الاجتماعي؟ يبدو أنني لست إنسانًا اجتماعيًّا.. هل هي قلة التجربة أم قلة الاختلاط بالناس أم مشكل ذاتي لاإرادي أم ماذا بالضبط؟
الناس بصفة عامة تحب ذلك الشخص الذكي اجتماعيًّا الذي يستطيع التكيف مع جميع المواقف (أو أغلبها) أحيانًا بطريقة مضحكة، لكنها تفي بالغرض! أحب أن أشير أني في طفولتي ومراهقتي كنت أقضي معظم الوقت مع شقيقي داخل المنزل؛ بسبب اشتغال الأبوين معًا وتخوفهما من المحيط الخارجي، حيث كان محل السكن في حي شعبي جدًّا في مدينة عربية كبيرة.
من النتائج الإيجابية لهذا الانعزال البُعْد عن تعاطي المسكرات والمخدرات ومصاحبة البنات وممارسة الزنا في حي شعبي تعتبر فيه هذه الممارسات المشينة شيء طبيعي للأسف، ومن النتائج السلبية عدم الاحتكاك بالناس، وبالتالي قلة التجربة الاجتماعية التي أعاني من توابعها إلى اليوم!.
هذه الوضعية تؤرقني كثيرًا وأسعى إلى تجاوزها؛ ولهذا راسلتكم طمعًا من نصحكم، ونصح قراء وقارئات هذه الصفحة المباركة..
بارك الله فيكم يا إخواني وأخواتي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2/11/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
حياك الله يا "عبد الله"، وجزاك خيرًا على حسن الدعاء ولك مثله إن شاء الله... يجب في البداية أن نحدد سبب اهتمامك بسلوكك الاجتماعي، فهل ينبع عما يسببه لك من معاناة أم أنك منزعج فقط لمعارضة سلوكك مع ما تظن أنه صورة مثالية للتفاعل الاجتماعي.
فمثلاً هل تجد صعوبة في التعبير عن نفسك عندما تغضب أو تخجل من رفض طلب لا يناسبك، ففي مثل هذه الحالات وشبيهاتها تكون لديك مشكلة تحتاج لمساعدة متخصصة كي تتخلص من شعورك بالخجل وتحصل على تدريب لمهارات التواصل لتعمل من خلالها على زيادة ثقتك بذاتك، ولكنك تقول إنك تقضي الحاجات الإدارية بكفاءة لا ترضى عنها، ولكنك تنجح في القيام بها وهذا هو المهم دون تقييم لدرجة نجاحك.
إن كان لديك أصدقاء وتستطيع التعبير عن نفسك عليك أن تتقبل اختلافك عن الآخرين، فلست أقل منهم كفاءة، ولكن فقط أسلوبك مختلف في التعارف والحديث.
أما إن كنت تشير فقط لانزعاجك من تعارض أسلوبك عما تعتقده سلوكًا اجتماعيًّا مثاليًّا يكون عليك أن تغير هذه الصورة المثالية لصورة أكثر واقعية، فمن جهة هو أسهل ومن جهة أخرى أكثر منطقية، فبينما تشير بأن الناس تحب الشخصيات الاجتماعية المثيرة للضحك أذكرك بأن رب الناس خلقهم مختلفين فهناك من يقدر الشخصيات الهادئة وينجذب إليها كما ينجذب غيرهم للشخصيات الصاخبة، فاختلافك لا يعني بالضرورة أنك تعاني من مشكلة.
لم تعكس كلماتك صورة لإنسان مُنطوٍ ومنسحب اجتماعيًّا، بل لإنسان رقيق الجانب واثق من نفسه، ويرى أنه مرح وهادئ فأين العيب في هذا، ولتكتسب مزيدًا من الرضا عن نفسك وعن مهاراتك الاجتماعية بادر بالمشاركة في مجتمعك الجديد بأنشطة لا تطلب الكثير من الحديث، ولكنها ستكسبك مزيدًا من الثقة في المجتمع المحيط وتزيد من ألفتك به وأساليبه، فما تعانيه قد يكون ناتجًا عن صعوبات في اللغة كونك تعيش في بلد لا يتحدث لغتك الأم، ولم تذكر المدة التي قضيتها فيه، فالمثيرات الجديدة أحيانًا تثير في النفس شيء من الرهبة والميل للتروّي وهو ما يعتبر خطوات نحو التوافق، ومع مُضي الوقت ستتعود هذه الاختلافات وتتعلم الأساليب الجديدة فقط لا تشخصها مشكلة في حياتك؛ كي لا يحولها القلق الزائد بها إلى مشكلة فعلية.
اقرأ أيضًا:
ضعف الذكاء الاجتماعي والوجداني!
صعوبة التعامل مع الآخرين النموذج والعلاج!
صعوبة التعامل مع الناس: تعلم مهارات التواصل!
التعامل مع الناس: فخاخ القلق الاجتماعي!
الذكاء الاجتماعي واللغة العربية ومجانين!
الذكاء الوجداني: نظرية قديمة حديثة!