السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
منذ حوالي خمس سنوات تعرفت على صديقة كانت معي في الجامعة، وكانت تمر بظروف صعبة، "تم طلاقها وهي في العشرين من عمرها"، ومن هنا بدأنا في التقرب من بعض لدرجة أني أصبحت كل حاجة في حياتها، وهي أصلا من طبيعتها أنها مش بيكون لها أصحاب كثير على عكسي تماما.
المهم في الفترة الأخيرة تقدم لي شاب ملتزم وعلى خلق ووافقت عليه ومن هنا ظهرت المشكلة، بدأت هي في حالة انهيار تام ودائمة البكاء كلما تكلمت في موضوع خطيبي أو جبت سيرته، هذا وأسلوبها هذا يسبب لي المشاكل الكثيرة؛ لأني دائما أراعي مشاعرها وطبعا "باجي" على حق خطيبي، ودائما أختلق الحجج والأعذار له.. مثلا عندما يكلمني في التليفون وهي تعرف أني أكلمه تتعمد الاتصال بي في نفس الوقت، وطبعا أضطر أن أنهي معه المكالمة بأي حجة "عشان خاطرها"؛ لأن في مرة رفضت أن أقفل مع خطيبي وقلتلها هبقي أكلمك بعدين أصابتها حالة من الانهيار وبكاء شديد، فأدركت من هذا الموقف أنه "مينفعش" أعمل معاها كده تاني.. لا أريد أن أطيل عليكم.
أنا الآن أمر بحالة من الحزن الشديد مش عارفة أفرح بخطبتي، ولا عارفة أعيش فترة الخطوبة مع خطيبي، وحاسة إني منقسمة إلى نصفين وفي ضغط نفسي فظيع بسبب صديقتي؛ لأني فعلا أحبها وهي صعبانة علي جدا.. هي كان مبررها أني خلاص هبعد عنها وهتبقى لي حياتي الخاصة.. أنا عارفة إن إحساسها صعب، وخصوصا أنها ليس لديها أصدقاء غيري، وأنا الوحيدة اللي في حياتها، وخصوصا أن علاقتها بأسرتها غير طيبة، فأنا حاليا مش عارفة أعمل معاها إيه؟.. فكرت أترك العمل لأني أيضا أعمل معها بنفس الشركة فأصابتها أيضا نفس حالة الانهيار السابقة.
وهي الآن منقطعة عن الأكل وفي حالة من الهذيان كبيرة جدا فكل يوم بيعدي كده وهي تراني متحمسة للموضوع تزداد في حالة الحزن هذه.. أنا فعلا مش عارفة ازاي أتصرف معاها؟ وخصوصا أنها مسببة لي ضغط فظيع وحزن شديد.
أرجو الرد لأني أشعر أنني السبب في تحطيم حياة إنسانة وتحطيم حياتي أنا شخصيا وخايفة أن خطيبي يشعر بالملل من تصرفاتي الغريبة معاه وهو شاب ذو خلق ومن عائلة كريمة فماذا أفعل؟
أرجو الرد.
وجزاكم الله خيرا
5/4/2025
رد المستشار
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله لك في رقة قلبك وحرصك على من حولك، ولكن.. لكل شيء حدود وقواعد، وصديقتك قد تجاوزت حدود الصداقة وقواعدها إلى السيطرة والتملك، ولا يمكنك أن تتراجعي طوال الوقت أمام ضغطها العاطفي عليك.. ليس فقط خوفا على خطبيك، ولكن خوفا على حياتك وسعادتك والتي من أهم مقوماتها استقلالك وحرية اتخاذ قراراتك.
أجد أن سطورك تعكس مشكلتان؛ الأولى -وقد تكون الأصعب- وتتعلق بشخصية صديقتك التي تصفها كلماتك بأنها هستيرية وغير مستقرة، وهو أمر إن تحملته أنت منها لم يتحمله زوجها ولا أسرتها ولا باقي المحيطين بها ففشلت علاقاتها الاجتماعية، وهو ما يجعلها أكثر تمسكا بك ويدفعها لتجاوز الحدود والقواعد للصداقات الطبيعية، ورغم رغبتك في مساعدتها فإنك من حيث لا تدرين تزيدينها، سوءا فهي تحتاج لمساعدة متخصصة توجهها لإصلاح عيوب شخصيتها ليتسع مجال حياتها وإلا فسيأتي اليوم لا محالة الذي تتركينها فيه أو تنهارين أنت أيضا فلا تعودين قادرة على مساعدتها.
المشكلة الثانية -وهي الأهم- تتعلق بك؛ فرقة قلبك الزائدة قد تكون في الحقيقة ضعفا في تكوين شخصيتك يدفعك للحرص على رضا جميع الآخرين من حولك، صديقتك مثال لهم، ولو فوق طاقتك وعلى حساب رضاك وسعادتك الشخصية، ينبغي أن تكوني أكثر ثقة بنفسك، كوني قادرة على البذل أو المنع والموافقة والرفض بما يتناسب مع احتياجاتك وقدراتك الذاتية، مع الشعور بالسعادة؛ ففي حين أنك ترضخين لسيطرة صديقتك حرصا عليها فإنك لا تشعرين بالسعادة جاعلة سعادتها على حسابك رغم أنك مسؤولة أولا عن ذاتك وصديقتك كذلك مسؤولة عن ذاتها.
لابد من وضع حدود لهذه العلاقة وهذا التعلق والاعتمادية بما يحافظ على حقوقك وحياتك فإن تقبلتها صديقتك كان بها وإن لم تفعل فتلك مشكلتها الخاصة لا مشكلتك؛ فإن فضلت سعادتها على استقرارك في عملك وحياتك فهي لا تستحق صداقتك فأول صفات الصداقة هو الاهتمام المتبادل.
واقرئي أيضا:
صداقة أم استغلال علاقة؟! أنت وقرارك!
صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟
الصداقة.. الخوف من الفراق
التفكير والاهتمام الزائد بأصدقائي هل مرض؟
فرط التعلق بالآخرين: توزيع الحب علاجا!