السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء تعجز الكلامات عن وصف إعجابي وحبي لكم ولموقعكم الرائع؛ فجزاكم الله خيرًا عني وعن كل من مددتم له يد المعونة.
أنا صاحب مشكلة قديمة، وقد قمت بعرضها على سيادتكم، وقمتم بنشر الرد يوم 21 August 2024 بعنوان "باردة كأخواتها : زرعنا الثلج فحصدنا الجليد ".
وأنا في الحقيقة أود أن أوضح لكم بعض ما لم يكن واضحًا في الرسالة السابقة، وأيضًا أعرض عليكم نتائج ما تم خلال الفترة الماضية، وهو أني أزاول عملاً حرًا، ومن أشد صفاتي السيئة هي أني دائم التفكير بلا حدود، فأنا أفكر ليل نهار، وحتى لو لم يكن هناك شيء جديد أفكر فيه في العمل يبتكر عقلي شيئًا لكي يفكر فيه، والمشكلة أنه يكون بصورة عميقة جدًّا.
أود أن أوضح أن زوجتي تحبني جدًّا، وتقول بأنها لا تستطيع الحياة بدوني، وأنا أقدر هذا فأنا أول حب في حياتها، فقد نشأت في بيت ممزق؛ أب وأم منفصلان، وزوجة أب تتفنن في الكيد لها، وأم شاردة بعيدًا عنها لا تتحمل أدنى مسؤولية عن ابنتها ولا تعلم شيئاعنها، ووجدت في بيتي الاستقرار والأمان والمستوى المادي والاجتماعي والثقافي الذي تحلم به.
وأنا أعترف أنني أحبها أيضًا، وأعلم أنه لن يوجد من يحبني مثلها ولا من أحبه مثلما أحبها، ولكني أكرهها كيف؟ لا أدري، أحبها وأكرهها، نعم، حتى إني أبيت بعض الليالي أحتسب الله عليها من فرط ما أنا فيه من غيظ؛ فأنا أعيش كالأعزب أبيت الليالي أحترق من فرط الشهوة ولا أجد من أقضي معها شهوتي، وذلك يذكرني بأيام ما قبل الزواج، ولكن هناك فرق فقد كان قبل الزواج هدف أو أمل أعيش على أمل تحققه وهو الزواج بمن أتحصن بها، ولكن خاب أملي.
أنا أعلم أنها مجرمة في حقي، ولكني أعلم أيضا أنها مريضة، وليس من العدل أن أحاسبها على ما لا دخل لها به، وليس من الوفاء أن أتركها هكذا دون علمها وأهرب، وأيضًا أود أن تتمتع بنعمة اللذة الجنسية فأنا أعلم أنها من النعم الكبيرة التي من الله بها على البشر.
وأقارن هذا المرض بأي مرض آخر، فلو أنها أصيبت مثلا في حادث فهل يكون من الأخلاق أن أتركها بالطبع لا فأخلاقي لا تسمح بهذا، ولكني رجل لي حاجاته، رأسي سوف ينفجر من التفكير بالمشكلة الآن.
أنا لا أستطيع أن أفتح معها صفحة جديدة، فكل صفحات الكتاب انتهت، فقد حاولت معها لدرجة أني نفسيا أرفض المحاولة ولا أستطيع أن أجرب ثانية، في الوقت نفسه أنا أشفق عليها وأحبها وأعلم أني أتحمل بعض المسؤولية لما هي فيه الآن.
ولكن أين الحل فقد صارحتها مرارًا بمشاعري وحاجتي إلى الجنس، وبدأت محاولة إسعادها وأسأل عما تريده ويرضيها من أوضاع أو لمسات، وقد صرحت لي أنها تحب الأحضان والقبلات فوافقت واقترحت عليها أن نقضي ليالينا في هذا فقط، وذلك لكسر الحاجز النفسي بيننا في مسألة الجماع.
وأحاول إشعارها باللذة وكان ذلك هدفي الوحيد فإن هي شعرت باللذة سوف تقبلها وبهذا تحل المشكلة، ولكنها أيضا تهربت من الأحضان والقبلات؛ فأنا أشعر بغضب عارم وكراهية لها عندما تأتي تقبلني أو تحتضنني بعد شهر من الفراق مثلا، فهي تذكرني بحقي الضائع وأنا أيضًا لا أستطيع أن أبادرها الحب بعد أن اغتصبت حقي وأهملتني عن عمد.
وقد اقترحت هي علي أن أتزوج، وقد قالت لي في إحدى الليالي التي كانت من عشرات الليالي التي فتحنا فيها صفحة جديدة أنها تعلم أنها تغضب الله، ولكن لا تدري ماذا تعمل، ولكني أشفق عليها من ضرة تعير بها بين أصدقائها وأهلها، وأيضًا لأني أحس أنها أحبتني، وأنا أقل حالاً الآن من الناحية المادية.
وأيضًا أحس أني قمت بالتجربة فيها وتعلمت فيها كيف أعامل النساء، فقد كانت حقل تجارب بالنسبة لي؛ فلم تكن لي علاقة بأي بنت أو امرأة قبل الزواج؛ ولهذا فقد كنت عنيفًا قاسيًا في بعض الأوقات وكذلك كنت في منتهى العصبية، والآن تعلمت معها، وعلمني الزمن الصبر، وتعلمت كيف أعامل النساء؛ فهل أترك أخرى تأخذ نتيجة هذا العلم وتتحمل هي مشقة التعلم فيها، أنا لا أدري هل يمكن إصلاحها أم لا؟
وهناك أيضًا سلوك صدر مني ليلة الدخلة حكت لي أنه أثر فيها، وهذا ما تسمونه ببعض ردودكم أهوال ليلة الدخلة، ولكن في هذه الحالة كانت خاصة بي، فقد سمعت أنه لو تباطأت يمكن أن يحدث ارتخاء، وإذا حدث لي ارتخاء من أول ليلة سوف يؤثر ذلك في نفسي وربما لا أستطيع التغلب على هذه المشكلة مرة أخرى.
ولهذا كان همي أن أؤدي المهمة بأسرع وقت حتى لا يحدث ارتخاء ولا تحدث مشاكل لي بالنسبة لهذا الأمر، وهذا جعلني أتخطى كل ما قبل الجماع، وأنا معذور في هذا؛ فلم يبصرني أحد، وكنت في حالة من الرعب على نفسي أنا حتى لا أستطيع الدعاء لها.
فقد حاولت كثيرا ودعوت كثيرا حتى أني أرفض مجرد المحاولة؛ لأني أعرف أنها سوف تبوء بالفشل، بعد كل ليلة نفتح فيها صفحة جديدة لا تستمر فترة الانسجام أكثر من يوم أو يومين ثم تعود لما كانت عليه. وقد اعترفت لي أنها تضع أمام نفسها الحجج لكي تتنصل من واجباتها تجاهي.
أرجو عدم وصفي بالأناني أو بالذي لا يفكر إلا في نفسه؛ فأنا والله أحبها وأكرهها، ولا أستطيع فراقها، ولا أستطيع أن أنظر في وجهها؛ فأنا لست إنسانا شهوانيا، أعتقد أنه يكفيني مرتين أو ثلاثة أسبوعيا.
لقد فكرنا معًا في حل لمشكلتنا هذه فقد قمنا بشراء بعض الأجهزة المنزلية المريحة، وأيضا اتفقنا على تركها بعض المسؤوليات الأخرى وتركها لي، وأيضًا قمنا بشراء بعض الملابس الجديدة لها في محاولة لتجديد الحياة، ولكن لا فائدة فهي لا تستطيع أن تتغير.
وأنا لا أعرف هل عندي مشكلة أنا الآخر أم لا، وهي أني لا أستطيع أن أطلبها للجماع، وأعتبر أن هذا الأمر لا يمكن أن يطلب، ففي تصوري أنه يعطى من قبل المرأة، ولا يؤخذ من قبل الرجل، فنحن لسنا دواب، ولا نفعل شيئا قد فرضه أحد علينا لكي أقول لها هيا ننام الآن؛ فهذا الأمر في تصوري يجب أن يأتي بصورة تلقائية وعفوية بيني وبينها، فهي تعلم أني أريدها كل ليلة فلو أبدت بعض الاستعداد لقمت أنا ببعض التمهيد وتمت الليلة، ولكن هي تعلم أني أريدها "وتعمل ودن من طين وودن من عجين".
وما يزيد الطين بله الأولاد فهم متعبون للغاية، حتى إننا لا نجد فرصة لكي نجلس معا، فأستيقظ من نومي إلى العمل ثم أعود لأجدها وأجد الأولاد ونتناول الغداء ثم نجلس أو نخرج لزيارة أحد الأقارب، ثم نعود فآخذ أنا الطفل الأكبر وأدخل غرفة النوم لأنام أنا وهو، وتنام هي والطفل الأصغر في سرير في غرفة المعيشة، ونستيقظ صباحا ونعيد الكرة.
وللعلم زوجتي حامل الآن في شهرها الثالث؟ كيف؟ لا أدري رغم أن المرات التي اجتمعنا فيها بعد الطفل الثاني يمكن أن تعد على الأصابع، ولكن هذا قضاء الله، وهنا يتبادر سؤال لماذا لم تستخدم الزوجة وسيلة منع حمل؟ الرد أنها مصابة بقرحة في الرحم وسمعت أنه لا يمكن أن تحمل مع هذه القرحة.
أخشى أن أكون قد ظلمتها، ولكن المؤكد أنها تظلمني الآن، وأخاف إن سمعت نصيحتها وتزوجت أن يرزقني الله بأكثر منها برودًا فتكون الطامة الكبرى أو أن تكون شهوانية بصورة أكبر مما أريد، وهذا طبعًا بخلاف المشاكل المادية والاجتماعية الأخرى، خاصة أني في سن صغيرة وبمقاييس البعض ما زلت أبدأ حياتي، وأحتاج لكل مليم لأوسع أعمالي وأستقر بالسوق.
وهناك أمر آخر كل ما أفكر في موضوع الزواج بأخرى من أجل الحاجة الجنسية أحتقر نفسي، وأقول بأن هذا فعل حيواني، ولكن عندما أكون ثائرًا أفكر أن الزواج من أخرى رغم المشاكل فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، فأنا الآن غير متزوج من الناحية العملية.
وللعلم فقد ثبت لي ولها بالتجربة العملية أني أكون أكثر هدوءا وراحة وأغض الطرف عن كثير من الأخطاء طالما أدت حقها لي من الناحية الزوجية، واعترفت هي بذلك، وهذا طبعا لا أقوم به متعمدًا بل يكون التساهل والتشدد أيضا مني دون إرادة عندما تتوقف بيننا المسألة الزوجية.
أرجو منكم سرعة الرد، وأرجو أيضا إرسال العنوان الخاص بعيادة د. سحر طلعت أو أي طبيبة من العاملين بالموقع لعمل زيارة لها لنبدأ العلاج؛ فأنا أريد الحفاظ على بيتي من أن يهدم.
وأخيرًا أعتذر عن طول رسالتي "ولخبطة بعض محتوياتها"، ولكني لا أستطيع مع كل ذلك التعبير عما يجول بخاطري.
14/4/2025
رد المستشار
الأخ الكريم، أهلاً ومرحبًا بك مرة ثانية، ونشكرك على حسن ظنك بنا، وندعو الله أن نكون عند حسن ظنكم جميعا، وأن يجعل احتفاءكم بنا وشكركم لنا من عاجل بشرى المؤمنين في الدنيا، وألا يجعله من قبيل تعجيل الحسنات في الدنيا.
من الواضح أن رسالتك تشير بصورة جلية لما ذكرته في استشارة "سؤال لكل الرجال: الجنس عند المرأة"، وهو سرعة وسهولة كسر رغبة المرأة الجنسية، وفي الغالب أن رغبة زوجتك قد كسرت عندما وجدت منك تسرعًا لإتمام الأمر بدون أي إثارة مسبقة، وبالطبع كانت الممارسة خبرة سيئة وشديدة الإيلام جسديًّا ونفسيًّا؛ وهو ما سبب لها نوعًا من النفور من الجنس.
ولا أدري مصدر هذه الأسطورة الجديدة التي تحكي لنا عنها، ويبدو أن أساطير الجنس ستظل تنهمر علينا لأمد بعيد، فما هو الضير في أن تنمو العلاقة الجنسية ليلة الزفاف تدريجيًّا وبدون تسرع، وما الضير في أن يتأجل الزفاف يوما أو عدة أيام يحاول فيها الزوجان الوصول لأفضل صيغة لإتمام عملية الدخول.
المهم أن ما حدث قد حدث، وتسبب فيما تعانيه زوجتك والذي أثر عليك أنت أيضًا بالسلب، بحيث أصبحت عازفًا عن المحاولة بعد محاولات كثيرة فاشلة، والحقيقة أنا لا أستطيع أن أعبر لك عن تقديري واحترامي لموقفك من زوجتك، فلقد اعتبرتها مريضة وقررت أن تصبر عليها ورفضت أن تأتي بأخرى لتجني ما زرعته هي.
الأخ الكريم، أدعو الله أن يقر عينيك بزوجتك، وأن يقر عينها بك وأن تسعدا معًا، مع رجاء خاص وهو ألا تتكاسل عن طلب العلاج، فمن غير العدل أن تظل تعاني وتتضور جوعًا، وأسأل الله سبحانه الفرج والتيسير، وفي انتظار رسالتك.