لا يفوتني في البدء أن أحيي القائمين على هذا الموقع الموسوعة الذي يجد فيه كل مسلم الحل لما استصعب عليه من مسائل دينية ودنيوية.. أسأل الله العلي القدير أن يجزيكم بكل حرف حسنة وأن يرفعكم بكل صفحة درجة وأن يحط عنكم بكل استشارة خطيئة وأن يجعلكم ذخرا للبلاد والعباد.
بدأت مشكلتي عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، حيث التحقت بدورة تدريبية في مبادئ الحاسوب، جلست معي على نفس الحاسب فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها. لم تمض سوى ثلاث أو أربع محاضرات حتى تعرف كل منا بالآخر وبدأت بيننا علاقة صداقة ظلت تزداد يوما بعد يوم حتى نهاية الدورة. ونشأت بيننا صداقة قوية وعميقة امتدت إلى ما بعد دورة الحاسوب حيث كنت أزورها في جامعتها، وكانت تعاملني بكل لطف وإحسان وتقول لي بأنني كأخيها الأصغر بينما كنت أنا سعيد بأول علاقة صداقة أكونها في حياتي مع (عالم البنات الغامض)، وبالرغم من عدم تكافؤ المراحل العمرية إلا أن هذه العلاقة كانت مرضية لي كمراهق.
ازداد ارتباط صديقتي بي، وصارت تمتدح إمكانياتي الفكرية والحوارية يوما بعد يوم وتصرح دائما بأنها تحس وكأنني أكبرها سنا، وأن مشاعرها تجاهي لم تعد كما كانت. وفي المقابل كانت الفرصة سانحة لي لاكتشاف كل ما كان يدور بمخيلتي عن (عالم البنات الغامض)، وقمت معها بتجربة كل ما سمعته عن وسائل استمالة قلوب البنات، وكيفية إرضائهن، وكيفية إثارتهن، وإطراءهن، وإقناعهن، وغيرها من أنواع التعامل مع الفتيات.
بعد فترة، وعقب تخرج صديقتي من جامعتها، تم تزويجها لابن عمها المقيم بأمريكا، وقبل أن تغادر طلبت مني أن نتقابل لنودع بعضنا البعض. ولما جلسنا سويا لم تستطع صديقتي إخفاء دموعها، وصارحتني أنه، وبالرغم من الفارق العمري، إلا أنها قد أحبتني، وقالت لي أنها كانت قلقة تجاه هذا الشعور(الغير راشد) وأن سفرها لأمريكا سيكون هو الحل الوحيد لنسيان هذا الحب الغريب.
هنا بدأت مشكلتي، ومنذ ذلك اليوم تعلق قلبي وتوجهت أفكاري نحو استمالة قلوب الفتيات (اللائي يكبرنني سننا). أحببت وعشقت العديد من الفتيات يتفاوت الفارق العمري بيني وبينهن ما بين خمس وعشر سنوات. منهن من صرحت لي بحبها ومنهن من أخفت ذلك، و منهن من تزوجت، وما زالت تحبني حتى الآن، ومنهن من قطعت علاقتها بي لإحساسها تجاهي بمشاعر لا يمكنها السيطرة عليها.. وسبب نجاحي في الحصول على حب هؤلاء البنات هو:
أولا: سهولة تكوين علاقة صداقة مع الفتيات اللائي يكبرنني عمرا لأنهن لا يضعن العديد من القيود في مصادقة من يصغرهن سنا كما يضعنها مع الشباب الذين يكبرونهم سنا.
ثانيا: سهولة الاتصال والمقابلة مع أي بنت تكبرني بعدد من السنين وذلك لأن المجتمع لا يستنكر وجود فتاة مع شاب صغير في أي مكان، ودائما ما يعتبرون أنه أخاها أو تلميذها أو كذا.
ثالثا: لا تأبه الفتاه بأي مشاعر غريبة تحسها تجاهي، وذلك لأنها تستبعد تماما أن تقع في حبي، وذلك لعدم التكافؤ العمري، ودائما ما تفسر تحرك مشاعرها تجاهي بأنه إحساس أخوي، وبذلك فإنني أحصل على كامل تلقائيتها وصراحتها، إلى أن أحصل تماما على حبها.
رابعا: قدراتي في الحوار والإقناع والتخاطب وتبادل الأفكار دائما ما تشجع البنات على مصادقتي.
أنا الآن أريد أن أوقف هذه العلاقات غير المسؤولة.. أريد أن أتخلص من رغبتي في حب (العواجيز).. أريد التخلص من حب اللائي ما زلن بقلبي. فما زال قلبي يحن لبعضهن وما زالت إحداهن تبادلني المشاعر بالرغم من أنها اتخذت قرارا بمقاطعتي منذ سنتين لأنها لا ترى مستقبلا لعلاقتنا، إلا أنها تشتاق لي في لحظات الضعف..
أريد أن أعود إلى رشدي، وأبحث عن فتاة تكافئني وتصلح لمشاركتي كل لحظات حياتي، أحبها بصدق وأتقي الله فيها.
أنا الآن في الخامسة والعشرين من عمري، وعلى علاقة بفتاة في السابعة والثلاثين من عمرها، لديها دكتوراه في إدارة الأعمال، تخيلوا كيف وصلت إلى ذلك؟
كل هذه العلاقات لم تشبها أي شائبة لا أخلاقية.. لا كلمة ولا قبلة ولا حركة.. فقط مشاعر وكلمات... واعلموا أن هذه المشكلة ليست عقدة نقص وليست ناتجة عن وضع مادي معين، فأنا أعيش وضع مادي اجتماعي متميز، و قد درست دراسة ممتازة وأعمل في شركة لها وضعها الاقتصادي والسياسي في السودان .
18/6/2025
رد المستشار
ولدي..
بما أنك سوداني فنحن أولاد عمومة.. وأكيد عندكم مثل يشبه هذا: "اللي يحضر العفريت يصرفه"..
أولا أنا أحيي تحليلك لكيفية إيقاعك بهؤلاء البنات في حبال حبك ومشاعرك، فهو تحليل جيد جدا ناتج عن عقلية بالفعل ناضجة وتسبق سنها، فحسب أقوالك أنت في الخامسة والعشرين وهذه العقلية كفيلة بشد الإعجاب مبدئيا ثم يستتبعه أي مشاعر أخرى.
فالإعجاب هو أبو كل المشاعر حتى الاحترام البارد يحمل بداخله يا ولدي شيئا من الإعجاب..
إذن لقد حباك الله بنعمة كبرى.. وأربأ بك أن تسيء استعمالها حتى لا تنقلب عليك النعمة، فإن أول وسائل الحفاظ على النعمة هو شكرها، وشكرها عادة يكون بتحري الحلال والطيب فيها.
ولقد كان من الطبيعي أن تلجأ بعد سفر هذه الفتاة واعترافها الجريء لك والذي لا أرى له سببا؛ فهي قد أصبحت على ذمة رجل آخر وغير مقبول شرعا ولا خلقا اعترافها بحبها لكائن من كان بعد أن عاهدت إنسانا آخر على الإخلاص والزوجية.
ولكن هذا الاعتراف عند سنك الصغيرة أعطاك الإشارة الخضراء الكبرى في حياتك.. وليس كما تتصور أنه فتح شهيتك للعواجيز، بالعكس، لقد كان نجاحك معها هو مفتاح تجاربك التالية.. فكل إنسان يستمتع بخوض التجارب التي يتأكد من نجاحه فيها.. فنفس أسلوب المذاكرة الذي تسبب في نجاحك ستستعمله دائما.. ونفس الألوان التي ناسبتك واجتذبت كلمات الثناء ستلجأ إليها.. وهكذا.
وقد كان نجاحك الباهر في هذه العلاقة هو ما جعلك تستسهلها، فنجاحك فيها مضمون، وطريقك إلى الحصول عليها حفظته عن ظهر قلب لدرجة أن تضع نقاطه وبنوده فيما يشبه المفكرة أو المذكرة.
ما تفعله يا ولدي خطر ويحمل سوء نية؛ فأنت تدخل على العلاقة وأنت ترسم ما تحتاج إليه على شكل شبكة وتترك الفتيات يقعن فيها ثم يتألمن بعد ذلك، فأنت مطمئن أن ارتباطك بهن يدخل في باب المستحيلات لعوامل كثيرة اجتماعية ومجتمعية، وبالتالي أنت تدفع من تختاره منهن إلى طريق مسدود من الألم، والبعض كما يبدو يصل إلى إحدى درجات الخيانة مثل التواصل معك رغم زواجهن مثلا، وهذا ليس تواصلا بريئا لأنه تواصل امرأة تحب رجلا..
أعتقد أنه ليس لديك رغبة في حب العواجيز.. أنت لديك خوف ورهبة من الدخول على الكفء، تلك التي لن تسمح لك بكل شيء دفعة واحدة.. بل قد يتطلب الأمر أن تقنعها بداية بأن تستمع إليك، وقد تحتاج أولا لأن تتأكد أنها شخصية مناسبة لتبادلها الحب الذي قد يصل بكما إلى عش الزوجية.
إن خوض تجربة الارتباط الحقيقية بفتاة مكافئة لك سنا ومستوى هي تجربة ما زالت بالنسبة إليك تحمل عالم أسرار البنات الذي كشفت أنت جزءا منه، ولكن هذا الجزء ما زال غامضا بالنسبة إليك.. فهي حتما ستلزمك بمسؤوليتك أمامها، وستحاسبك على كلماتك، وعلى أفعالك، ولن تقاوم مشاعرها تجاهك على أساس أنها لا تجوز، ولن تعتبرك ضحية بريئة لمشاعر ما كان لها أن تنشأ، بل ستكون ملتزما وملزما أمامها.
أتمنى أن تفكر جديا في خوض التجربة بلا خوف ولا رهبة.. فلو أصبح معروفا أو مشهورا عنك أنك تهوى النساء الكبيرات فقد يتسبب لك هذا في مشاكل حال رغبتك في الارتباط بمن هي في مثل عمرك، وما دمنا بدأناها بمثل فلننهها بمثل آخر، فلا داعي للاستسهال على نظام "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش".
ولكني أجدني أقول لك في النهاية من باب النصيحة لله: من الممكن أن تتزوج من هي أكبر منك سنا؛ فهذا لا يسيء إليك ولا إليها، على شرط أن تراعي معها كل شروط اختيار الزوجة من كفاءة اجتماعية، وثقافية وتفاهم وانسجام.