السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.. أكتب لكم مشكلتي التي ليس لها حل إلا الموت العاجل.. الموت الذي يسترني ويخفي فضيحتي.. أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عامًا، محترمة وملتزمة وخجولة جدًّا لدرجة لا تتوقعها، وخجلي هذا هو الذي أدى لوقوعي في مشكلة كبرى.. مشكلتي بدأت منذ 7 سنوات تقريباً.. صعب علي أنا أبوح بهذا السر.. ولكن لا يوجد من يسمعني ويساعدني.. فأنا أعيش في عذاب مستمر وجحيم وهلاك.
ربما تتعجبون من مشكلتي، وأيضًا لن تصدقوني.. مشكلتي هي: أني منذ 7 سنوات قام عمي باغتصابي والتعدي علي.. وقد كرر فعلته معي مراراً. لم يفكر يوماً أني ابنة أخيه.. وأنا من خجلي الزائد وخوفي أيضاً من أهلي لم أقل لهم.. فأهلي ناس لا يرحمون، ولا يتركون رحمة الله تعالى تنزل.
فأنا لا أخرج من البيت أبداً، وهذه أوامر من الأهل جميعهم، فكلهم يخرجون، وأنا أبقى وحيدة في البيت.. وعمي يأتي للسؤال عن أبي، وهو ليس هنا، وأشعر أنه متعمد أن يأتي في هذا الوقت.. وعندما يرى أني وحيدة في المنزل يمسكني من يدي، ويهددني بالضرب وبكل شيء حتى لا أتكلم لأحد.. ثم يأخذني إلى غرفتي، وأنا أبكي بشدة من الخوف منه.. وسوف أكتب لكم الطريقة الذي جامعني فيها ربما تفيدكم في شيء. وهي أنه يقوم بطرحي على الأرض ومرات على السرير ويقوم بـ (…)، ولكن لا أذكر أنه خرج مني دم على الإطلاق، ولم أشعر بألم ربما ألم خفيف فقط..
عشت 7 سنوات مليئة بالعذاب، وحالتي النفسية تسوء يومًا عن يوم.. وما زاد عذابي أكثر أنه تقدم لي شخص محترم، وأبي مصمم على أن أتزوجه؛ فمركزه عالٍ جدًّا.. فزادت حالتي النفسية سوءًا.. وتمنيت الموت القريب.. فأنا فتاة ملتزمة بالصلاة وقراءة القرآن الكريم والدعاء.. وقبل فترة فكرت أن أذهب إلى إخصائية نساء وولادة للكشف علي.. وأخذت معي صديقتي وهي أكبر مني. أخذتها معي على أساس أنها أختي الكبرى.. وقالت لي الطبيبة: إنني بخير وأستطيع الزواج.. وأنا لم أصدقها.. فقالت لها صديقتي: هل هناك خطر على مستقبلها. قالت لها الطبيبة: لا تخافي إنها تستطيع الزواج، وفرحت جدًّا جدًّا.
ولكني أرجع وأفكر كيف أنا عذراء وعمي مارس معي مرات كثيرة؟.. كيف؟ فما رأيك يا دكتور؟ أتمنى أن تعطيني رأيك بكل صراحة ودقة. خصوصاً أنني أصبحت في سن زواج.. ربما تقول عني جريئة، وغير محترمة؛ لأني كتبت لك كل ما دار بيني وبين عمي.. ولكني أكتبها لك حتى توصف حالتي بدقة..
هل أنا فعلاً عذراء؟
آسفة على الإطالة.
19/6/2025
رد المستشار
لو أنك تتابعين صفحتنا منذ بداياتها لعرفت أن حالتك متكررة في أكثر من بلد، وقد كتبنا فيها كثيرا، وما زالت الأسئلة تتوارد إلينا حول هذه الممارسة الدنيئة المتكررة في بيوتنا. وكنت أتمنى أن أرد عليك، فأقول لك: لا تصمتي والمجرم ينبغي أن يُؤاخَذ على فعلته، ولا بد أن يناله عقاب الأسرة والمجتمع، ولا بد أن تطوله يد عدالة القانون، ولكن بقي كل شيء كما هو، ولم نكسب غير المعرفة بحجم الظاهرة المؤلمة، ونعزي أنفسنا أننا قد نتحرك يومًا للتعامل مع هذا الملف الساخن المؤجل مثل كل مشكلات حياتنا!!
أعرف أنك لا تستطيعين مصارحة أهلك أو إبلاغ الشرطة أو حتى البوح بما حدث لك إلا في أضيق الحدود، وفي هذا الإطار الضيق أكتب لك إجابتي، وأقدم لك مقترحاتي:
أولا: ينبغي أن تتجاوزي مرحلة الهلع الشديد من التحدث عن هذا الجرم الذي أنت ضحيته، ومن المهم أن يتحول الأمر في وعيك وممارستك إلى مجرد حادث مؤلم وقع لك، وأن تتدربي على روايته دون آلام أو بأدنى قدر منها على الأقل، وقد أحسنت بروايتك لنا.
ثانيا: من الواضح أن معلوماتك عن الجسد والجنس متواضعة شأن أغلب الفتيات، وهذا ينبني عليه قدر كبير من التشويش الحاصل لديك بشأن عذريتك أو بالأحرى وجود غشاء البكارة من عدمه!! وطالما أن الطبيبة المتخصصة قد شهدت بسلامة الأمر، فلدينا احتمالان: أحدهما: أن عمك المجرم لم يلجك، وإنما اكتفى بالممارسة من الخارج بالاحتكاك بموضع عفتك دون إيلاج في المهبل. والاحتمال الثاني: أن غشاءك هو من النوع المطاطي الذي لا يتأثر بالإيلاج، وفي كلتا الحالتين فلا داعي من استمرار التشكك في أمر الغشاء طالما أفادت الطبيبة بسلامته.
ثالثا: لا يوجد لديك بالتالي أية موانع جسدية من الزواج دون خوف، وتبقى الحالة النفسية وهي تختلف من فتاة لأخرى كما نرى من الحالات التي تراجعنا؛ فهناك من لديها القدرة على تجاوز الأمر ببعض الجهد والتماسك الذاتي، وهناك من تحتاج إلى عون نفسي متخصص، وهناك نقاط في حالتك تبدو في صالح إمكانية تحسنك دون الحاجة إلى معالجة نفسية؛ فالاعتداء عليك بدأ في سن كبيرة نسبيًّا، والمعتدي في كل المرات هو شخص واحد، وتكرار الممارسة خلق نوعًا من توقع حدوثها؛ مما يخفف آثارها بعض الشيء، ونصيحتي مع دعم إرادتك للخروج من الانعكاسات النفسية السلبية للاعتداء ألا تتردي في طلب عون المتخصص إذا تطلب الأمر ذلك.
رابعا: ينبغي ألا يدفعك هذا الذي حدث لك إلى القبول بإنسان غير مناسب أو فيه مواصفات أو طبائع لا تحبينها؛ فتمررين هذه العيوب وكأننا بصدد منفعة غير معلنة، رضيت بك على عيوبك فسامحني على عيبي!! فما حدث لك هو أمر خارج عن إرادتك، وهو بينك وبين الله وحده، وليس صوابًا أن يعرفه أحد تترتب على معرفته متاعب جديدة، وأنا هنا أقصد أهلك وزوج المستقبل تحديدًا.
لا تتعاملي مع الزواج بنفسية المعيبة التي تبدو كأنها تبيع بضاعتها أو نفسها بثمن بخس؛ فأنت يا أختي طاهرة وعفيفة، والدنس والعار إنما يلحقان بالفاعل الآثم، وليس بالمفعول به.
خامسا: سواء تزوجت من هذا الذي تقدم لك أو غيره أم تأخر زواجك لأي سبب طبيعي.. فلا بد من وقف الاعتداء الذي تكرر، ولا أدري لماذا تفتحين الباب لأحد في غياب أهلك؟!
ببساطة.. يمكنك الامتناع عن فتح الباب طالما أهلك بالخارج، وتذكري أن استمرار سكوتك على هذه الممارسة يعني لدى عمك أنك راغبة فيها مستمتعة بها، وهذا لأن السكوت -كما هو شائع- علامة الرضا، وتجاهل الجاني أنه قد يكون علامة خوف من المصارحة أو ضعفًا عن المواجهة، وإذا طلب منك عمك أن يفعل فعلته أو ضغط عليك خارج حالة غياب الأهل فهدديه بفضحه. وأضيف هنا ما قد يجيء البعض، وهو أن بعض البيئات والثقافات والأوساط الاجتماعية لا ترى في هذه الممارسة عيبًا كبيرًا أو أذى ثقيلا، بل تراه نوعًا من التجاوز في حدود المسموح به، وبخاصة إذا لم يصل إلى فض الغشاء. وقد أصبح الأمر معتادًا؛
نظرًا لشيوعه ورغم فداحة الأمر من الناحية الشرعية فإن التساهل من طرف الأسرة، بل ومن طرف الفتاة المعتدى عليها لا يجعل أحيانًا من الممارسة شيئًا لا يتصف بالبشاعة التي يتصورها بعضنا. وفي هذه الحالة نكون قد تجاوزنا مرحلة الظاهرة المنتشرة من طرف أفراد إلى مرحلة المرض الاجتماعي بالتواطؤ على الخطأ. وأهمية هذا في حالتك يا أختي السائلة أن الصمت يعني أحيانًا القبول الضمني، ولو على مضض بما يحدث. كوني على صلة بنا.. والله معك ومعنا.
واقرئي أيضًا:
أنقذوني..عمي يتحرش بأختي
أبي وعمي يداعبان عضوي الجنسي!
ويتبع>>>>: عمي جامعني... فهل أنا عذراء؟ الرجال أيضا يبكون مشاركة