مساء الخير
أنا آنسة أبلغ من العمر ٢٦ عامًا، وأنا في علاقة منذ عامين. أحب حبيبي، لكن بعض المشاكل تجعلني أشعر بتضارب شديد. حاولتُ استيعاب مشاعري عدة مرات، وخلال فترة علاقتنا، توصلتُ إلى استنتاج أن هناك بعض المشاكل التي لا أتقبلها، وأنني غير قادرة على المضي قدمًا في هذه العلاقة دون حلها. لا أشعر بالأمان في هذه العلاقة. أفعاله (وأحيانًا كلماته في الشجارات والجدالات) تجعلني أشعر أنني سهلة الاستغناء بالنسبة له. لديه قلب يتجاهلني لأيام/أسابيع دون أن نتحدث على الإطلاق بعد الشجار لأنه يحتاج إلى مساحة للتفكير.
أشعر أنني أزعجه. لأنني أطرح بعض الأسئلة حول مشاعري عدة مرات طوال الأسبوع، ولكن في أحاديث قصيرة. لا أشعر أننا قادران على إجراء محادثة/جدال عادي، حيث أخبره بما يجعلني أشعر به/أو نختلف بشكل عام دون أن يتحول الأمر إلى إخباره لي بأنه قد سئم من محاضراتي وأنه يشعر..." أعتقد أنه ليس كافيًا بالنسبة لي. وهذا بدوره يجعلني أبدأ في شرح موقفه (الدفاع عنه) وأتوقف عن الحديث عن المشكلة التي تؤلمني.
لا أشعر أنني أحظى بالاهتمام الكافي الذي تستحقه الفتاة. لا توجد لفتات رومانسية كافية، ولا رسائل حب/نصوص، ولا مفاجآت عشوائية. الأشياء التي أتوق إليها. الأشياء التي اعتدت تجربتها مع عشاق سابقين. إنه من النوع الذي يُظهر الحب من خلال الأفعال في المواقف الصعبة. لقد شرحت مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة لي مرات لا تُحصى، ودائمًا ما أحصل على نفس الرد: "أنت تستمرين في مطالبتي بفعل أشياء ليست من طبيعتي. المحاضرات الكثيرة التي تُلقينها عليّ تجعلني غير راغب في فعل ذلك. لا أريد بذل جهد في هذا، أنا أقبلك كما أنت (وهو كذلك)، لذا تقبليني كما أنا".
باختصار، أحبه بشدة، وهو يحبني بشدة، لا أريد أن أخسره، لكنني لست سعيدة هكذا. أنا أشك في نفسي. ربما أفكر كثيرًا في الأمور؟
يقول لي هل أنتِ درامية؟ حساسة جدًا؟ ربما لن تُهمّكِ هذه الأمور في المستقبل؟! فهل هو محق؟
28/10/2025
رد المستشار
صديقتي
اللفتات الرومانسية من الطرفين مهمة في علاقة الرجل والمرأة ولكنها ليست المؤشر الأوحد والإثبات النهائي للحب.
تقولين إنكما تحبان بعضكما البعض بشدة..... ما هي مظاهر وأفعال هذا الحب؟
هو محق في أن المحاضرات تزيد المشكلة ولا تحلها..... ربما عليك تقبل أنه لا يفعل ما فعله عشاقك في الماضي ولكن أين هم الآن ولماذا لم تكملي مع أحدهم؟
المهم هنا هو سؤال ما إذا كان يفعل الآن ما يشعرك بالمودة والرحمة والمحبة في طريقة التعامل الخاصة به..... طريقته هو..... رغبتك وإلحاحك في محاولة تغيير أسلوبه تعني أنك لا تحبينه هو حقيقة وإنما تحبين صورة معينة للعلاقة تريدينه أن يتشكل بها.
عليك دراسة الموقف بطريقة عقلانية..... هل هناك في طريقته الحالية ما يشعرك بالحب؟
ماذا تريدين؟ لماذا هذا مهم؟
هل الاستغناء عنك سهل حقيقة أم أنه يسأم من إشعارك له بالتقصير دائما؟
ما الذي تقدرينه فيه؟ وما الذي تحبينه فيه؟
على مدى السنتين، كم بالمائة من الوقت أنت راضية أو سعيدة عموما ومعه خصوصا؟ لماذا؟
إجابتك على هذه الأسئلة لنفسك والأسئلة الأخرى التي ربما تظهر في حوارك مع نفسك سوف ترشدك إلى جدوى الاستمرار في هذه العلاقة.
إذا كنت تريدين الاستمرار حقا فتقبليه كما هو ثم علميه كيف يعبر..... بادري أنت بفعل ما يحبه هو ثم افعلي أشياء وقولي كلمات مما تحبين أنت..... ثم شجعيه بكلمات وأفعال عند أي نسبة تحسن في أسلوبه..... كفي عن الجدال والحوار والشكوى والمحاضرات التي توحي بأنك غير سعيدة لأنه مقصر...
تعليمه الرومانسية يحتاج إلى صبر جميل ومدة طويلة... إن كانت هي شغلك الشاغل فالعلاقة منتهية من طرفك أصلا..... إن كان مقصرا ومصرا على هذا فالعلاقة منتهية من طرفه.
لو كان يفعل ويقول ما تريدين من رومانسية، ما الذي يجعله شريك حياتك إلى جانب هذا؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب