مساء الخير عليكم
أنا بنت جامعية، أشعر بفراغ داخلي شديد. ربما بدأ هذا الشعور منذ دخولي الجامعة، فقبل ذلك كنتُ منشغلة بالدراسة، وهذا ما جعلني أشعر أن لديّ هدفًا أو على الأقل شيئًا أفعله. لكن عندما دخلتُ الجامعة، اكتشفتُ أنها لم تكن بتلك الأهمية التي كنتُ أتخيلها، فتوقفتُ عن الدراسة ولم أكن أعرف ماذا أفعل، ولم يكن لديّ أي دافع لأي شيء.
أعرف جميع أصدقائي منذ المرحلة الإعدادية، واستمرينا حتى المرحلة الثانوية. الآن، كلٌّ منا في جامعة مختلفة. مع مرور الوقت، توقفنا عن الحديث كما كنا نفعل سابقًا، والآن ليس لديّ أي أصدقاء مقرّبين. أشعر وكأن حياتي قد توقفت، ولا جديد فيها.
ولا شيء أستطيع قوله عن نفسي. حتى حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي فارغة. إنستغرام مضيعة للوقت لأني لا ألتقط صورًا ولا أنشر أي شيء، وفيسبوك أصبح كارثة بعد حرب غزة لديّ بعض الأصدقاء الجيدين على كان لديّ حساب على تويتر، لكن لديّ بعض التجارب مع بعض الأشخاص جعلتني أشعر بالحرج من فتحه مرة أخرى.
لذلك قررتُ التركيز على تويتر، لأكون على الأقل حاضرةً على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن حضوري الحقيقي ضعيف جدًا حاليًا. أردتُ الاحتفاظ بكل شيء، وأن يكون هناك شخص يعرفني هناك، حتى لو كان شخصين فقط.
لكن عندما حاولتُ البدء، اكتشفتُ أنه ليس لديّ ما أقوله، لا آراء، ولا أي شيء أشاركه. أشعرُ بالغباء عندما أرى الناس يتحدثون عن أشياء كثيرة غير ذات صلة، ولا أعرف كيف أُكوّن رأيًا أو حتى أقول أي شيء.
أحيانًا أُغلق حسابي لتجنب هذا الإحراج، لكنني أقول حينها: "لا، لا يمكنني حذف وجودي من كل مكان".
لقد كنتُ مهتمةً جدًا بالموضوع لأكثر من عام، وأحاول بذل جهد للتعبير عن نفسي، لكن لا يوجد مجالٌ لذلك حرفيًا.
9/11/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ما تتحدثين عنه شائع جدا بعد الانتقال للجامعة مع تغيّر الإيقاع اليومي، تفكك الدوائر الاجتماعية، والشعور بالفراغ وفقدان المعنى. هذا لا يحدث في هذه المرحلة فحسب وإنما في مراحل أخرى في الحياة.
الإنسان بحاجة إلى إعادة بناء يومه لذلك التزمي بنشاطين يوميًا لمدة نصف ساعة من قراءة/تعلم، أو نشاط بدني.
احرصي على موعد اجتماعي أسبوعي واحد من نادي جامعي أو عمل تطوعي يساعدك على الاحتكاك بالآخرين.
اختاري مهارة واحدة فقط من كتابة، تصميم بسيط، أو لغة، وسجلي نشاطك اليومي بانتظام.
لا بـأس حضور تويتر بلا إحراج، ولكن ابدئي بهوية منخفضة التعرّف: اسم أول + رمز، أو قائمة متابعة خاصة أولًا.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
متاعب البدايات.. سنة أولى جامعة