السلام عليكم
أرجو أن أجد عندكم نصيحة أو حلا، سأشرح لكم الأمر... أنا متزوج منذ عامين تقريبًا. ومنذ اليوم الأول لم نكمل زواجنا بعد بسبب عدة عوامل. قلة خبرة متبادلة، بعض الألاعيب النفسية التي كان عقلي يلعبها عليّ، بعض الخوف أو الالتزام الحتمي بعد إتمام العلاقة. أيضًا، من العوامل المساهمة أنني أتناول مضادات الاكتئاب، وحسب ما قرأت، قد يكون لها هذا التأثير.
المشكلة هي أنها كانت معي طوال هذه الفترة، وكانت صبورة، وهي ربة منزل وشريكة سكن رائعة. تهتم بشؤوني، وتعتني بالمنزل، وتحبني حبًا جمًا. زواجنا نابع من الحب. مع ذلك، مؤخرًا، شعرت أنني أصبحت أبعد عنها. فقدت الرغبة في محاولة إصلاح الأمور.
أزور طبيبًا نفسيًا آخر متخصصًا في حالتي. خضعنا لجلسة علاج زوجية، وكانت النتيجة غير جيدة. لأنني في النهاية كنت أعبر عن مشاعري. لم أعد أرغب في الاستمرار في المحاولة. أنا في خضم عاصفة عاطفية، أشعر وكأنني أقف عند مفترق طرق لا أعرف أي طريق أسلك. والطلاق سيكون مدمرًا لها ولعائلتها (فهي ليست من القاهرة، لذا يُنظر إلى المطلقات على أنهن سهلات)، وكلانا تعيس حقًا.
نحب بعضنا البعض، لكن الحب لم يعد كافيًا.
أتمنى حقًا لو أعرف ما هو التصرف الصحيح هنا.
10/11/2025
رد المستشار
أهلا وسهلا بحضرتك يا بشمهندس على الموقع وأعانك الله على معاناتك
رسالتك قصيرة جدا ومختصرة وتفتقد كثيرا من التنظيم مثلا مضادات الاكتئاب كانت قبل الزواج أم بعده ومدتها وهكذا لكن تعالى نحاول تلخيص حالتك كالتالي لم تكتمل العلاقة الزوجية جنسيًا في اليوم الأول بسبب القلق، أو الخوف من الأداء، أو؟؟ مضادات الاكتئاب.
لديك زوجة محبة وراغبة ومساندة أنت تبتعد عنهاعاطفيًا مؤخرا، وتفتقد الدافع للمحاولة وتشعر بالتيه العاطفي، والخوف من الطلاق بسبب أضرار اجتماعية عليها (تتحدث عنها بدافع الحب أو التعاطف؟؟) ترى العلاقة قائمة على الحب، لكنه "لم يعد كافيًا".
غالبًا دخلتَ في دائرة كلاسيكية دائرة القلق فالإحباط فالتجنب بسبب:
1. تجربة فشل أو خوف في بداية الزواج.
2. ارتفاع القلق والأفكار السلبية ("سأفشل"، "لن يحدث"، "هي تتوقع مني الكثير").
3. يتدخل العقل بمحاولات حماية تؤدي إلى التجنب.
4. يزيد الفشل فيزيد القلق فتزيد المسافة بينكما.
وهذه الدائرة وحدها كافية لتدمير الرغبة الجنسية والعاطفية، حتى لو وُجد الحب.
تأثير مضادات الاكتئاب بعضها (SSRIs م.ا.س.ا خصوصًا) يسبب: تثبيط الرغبة الجنسية وتأخير القذف وفقدان الشغف وتبلد المشاعر. وهذا قد يفسر لماذا تحبها "عقليًا" لكنك لا تشعر بدافع جسدي أو عاطفي.
هناك حالات يكون فيها الرجل ممتازًا في العلاقات العاطفية لكن عند التحول إلى علاقة واجب ومسؤولية يظهر قلق الأداء والخوف من فقدان السيطرة.
سنتان من القلق والضغط المستمر دون نتائج يؤثر على جهاز المكافأة في الدماغ فتفقد الدافع للمحاولة فيبدأ الانسحاب التدريجي وهو ما يسمي بالإرهاق النفسي Chronic Emotional Burnout
كما نجد الشعور بالذنب تجاه زوجتك حيث تشعر أنك تُخفق معها، وهذا يدفعك بعيدًا عنها لأن: قربها يذكرك بـالعجز فتشعر أنك لا تستحقها فتخلق مسافة نفسية لحمايتك من الألم وهذا يسمى Self-protective distancing.
الخوف من أن تُوصم زوجتك أو تُظلم اجتماعيًا إذا حدث الطلاق يخلق ضغطًا إضافيًا حيث يجعلك تشعر بأنك محاصر وهذا بدوره يطفئ الرغبة أكثر.
فشل جلسة العلاج الزوجي قد يكون بسبب أنه تم التركيز على المشكلة الجنسية مباشرة فزاد القلق أو شعرت بأن مطالبها/مشاعرها تزيد الضغط عليك فبدل أن يساعدك العلاج، رسّخ الإحساس بالفشل.
التشخيص التفريقي المحتمل
1) اضطراب الأداء الجنسي المرتبط بالقلق Performance Anxiety Sexual Dysfunction
2) اضطراب الرغبة الجنسية المكتسب نتيجة: الضغط النفسي وتأثير مضادات الاكتئاب.
3) اكتئاب خفيف حتى لو لا تشعر بالكآبة، فالأدوية قد تبلد المشاعر.
4) اضطراب تكيف (أو اضطراب تأقلم) Adjustment Disorder بسبب الانتقال من علاقة حب إلى علاقة مسؤوليات.
5) احتراق عاطفي زواجي Marital burnout نتيجة سنتين من المحاولات غير المثمرة.
سأحاول الإجابة على سؤالك لماذا الحب لم يعد كافيًا؟
لأن الحب يتغذى على: الشعور بالنجاح والشعور بالقرب والتجارب المشتركة واللمس والإشباع العاطفي وكل هذا غائب منذ سنتين. فانطفاء المشاعر ليس دليلًا على انتهاء الحب بل دليل على تراكم الألم والخيبة والخوف.
الخطة العلاجية المقترحة
مراجعة مضاد الاكتئاب الحالي مع طبيبك النفساني: لاستخدام جرعة أقل أو التبديل إلى دواء أقل تأثيرًا على الرغبة أو إضافة دواء يعالج الآثار الجانبية (مثل بيوبروبيون مثلا) هذا وحده قد يغيّر 40–50% من الوضع.
قياس الهرمونات كالتستوستيرون والبرولاكتين والغدة الدرقية للتأكد من عدم وجود عامل جسدي للمشكلة.
علاج معرفي–سلوكي للقلق الجنسي يتضمن: كسر دائرة الأفكار السلبية وتقليل الضغط المعرفي وإعادة بناء صورة الجسد والأداء مع تقنيات التنفس والتحكم في القلق.
علاج الخوف من الفشل من خلال العلاج النفسي المعرفي أو الجدلي أو العقلاني الانفعالي.
جلسات خاصة بك حتى تعود الرغبة تدريجيًا دون وجود ضغوط.
جلسات علاج زواجي متخصص من خلال خلق علاقة عاطفية واجتماعية آمنة بعيدا عن الجنس يعقبها التدريب على إقامة علاقة جنسية مشبعة للطرفين.
وفقك الله وتابعنا
واقرأ أيضًا:
العطل الجنسي من ليلة الدخلة!
العطل الجنسي في بداية الزواج
العطل الجنسي منذ بداية الزواج: فاهم غلط!
الربط الجنسي: بين عالمي الغيب والشهادة
العنة : فشل استجابة العظو الذكري!
فشل ليلة الزفاف بين الربط والسحر