أنا وأختي والنظام
السلام عليكم
بداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع الذي يعد بمثابة متنفس للشباب والشابات..واسمحوا لي أن أخص بالشكر د.علاء مرسي على مجهوداته الرائعة في سبيل إصلاح الشباب وهناك أناس أعرفهم شخصيا أصبحوا أناسا آخرين صالحين بسبب كلامه ونصائحه الرائعة...جعل الله معروفه هذا في ميزان حسناته...وأطلب من فضلكم أن يتفضل د.علاء بالرد على مشكلتي...
مشكلتي أنني منظمة للغاية ومرتبة لأبعد الحدود، وأختي التي تصغرني بعام واحد فوضوية لأبعد الحدود، وأنا وهي غرفتنا مشتركة، وبما أنني عضو في هذه الغرفة يحق لي أن أراها دائما مرتبة كما أريد، وأن أرتاح فيها، فالغرفة الخاصة تعد بمثابة بيت للفرد داخل بيت الأسرة، لكن الوضع مختلف مع أختي، فغرفتنا والحمد لله كبيرة، فإذا فتحت الباب ودخلت الغرفة ترى جهتين متضادتين...جهة فيها سرير ومكتب وبضعة أرفف من المكتبة مرتبة، وجهة فيها السرير والمكتب وبضعة أرفف من المكتبة غاية في الفوضى وبالتالي منظر الغرفة غني عن أي وصف...
المشكلة الآن: أن أختي دائما تتعمد أن تغيظني برمي أغراضها هنا وهناك، وأنا بدأت أيضا أعند أمامها وأزيد من توجيهاتي لها بضرورة رفع أغراضها، لأن هذا المنظر(بيعصبني).
ولكن حدث أمر غريب، وهو أننا ذهبنا إلى المكتبة واشترينا كالعادة كميات هائلة من الكتب، فذهبت إليها كالعادة أيضا، وقلت لها: هيا بنا نعيد ترتيب المكتبة( الموجودة في غرفتنا) ونضع بها الكتب الجديدة، فردت علي بمنتهى البرود: أنا لا آخذ أوامر من أحد، فذهبت للغرفة وقررت أن أطنشها ولا أوجه لها أوامر وأن أرص كتبي وأترك لها كتبها ملقاة لكي ترتبها فيما بعد (طبعا بعد يوم أو يومين كالعادة) لكن ما حدث كان غير ذلك، فبمجرد أن خرجت من الغرفة بعد ترتيب كتبي دخلت هي إلى الغرفة ورتبت كتبها ترتيبا رائعا منظما..
هذا الموقف جعلني أفكر أن أختي ربما تكون من داخلها منظمة، لكن بسبب تحكماتي وأوامري بتعند معايا، فقررت أن لا أوجه لها الأوامر، ولكني لم أستطع أن أطبق ذلك تطبيقا كاملا فأحيانا أمسك أعصابي ولا آمرها، فترفع أغراضها وأحيانا وهذا هو الأغلب أعود فآمرها فتترك أغراضها يومين أو ثلاثة لإغاظتي..
أعرف أن جزءا كبيرا من المشكلة يقع على عاتقي لكني لا أحتمل رؤية أي شيء ليس في مكانه، وفي نفس الوقت لا أجد حلا للسيطرة على انفعالي، فإذا لم آمرها فإن منظر الأغراض الملقاة بيعصبني، وكذلك لا أريد أن أكون دائما في صدام مع أختي..
قد تكون المشكلة تافهة لكن بالنسبة لي كبيرة فأنا أمضي معظم وقتي في الغرفة حيث بها كل ما أحتاجه(الكمبيوتر والتليفزيون والمذاكرة والكتب)، وأحب كأي شخص أن يكون المكان الذي أمضي فيه وقتي مريحا.
أرجو الرد على رسالتي وإفادتي بحل يرضي الطرفين.
وشكرا.
26/08/2005
رد المستشار
صديقتي شكرا على إطرائك الرقيق وأرجو من الله أن أكون مفيدا فعلا كما ذكرت.
لقد وصلت إلى الحل فعلا وهذا يدل على ذكائك وحكمتك ولا ينقصك الآن إلا التدريب على معالجة الأمور بطريقة هادئة وفعالة...
لقد خلقنا الله أحرارا وترك لنا حرية الاختيار بين الصواب والخطأ وحتى في الإيمان به وطاعته...
كلنا نكره الأوامر والتحكم من الآخرين ولقد صرحت أختك بهذا ... عليك أن تطلبي من أختك بدلا من أن تأمريها وأن تدعي لها حرية اختيار الوقت الذي سوف تنفذ فيه مطلبك بدلا من أن تحدديه أنت... من المفيد جدا في التأثير على الآخرين والطلب منهم هو أن نصوغ مطالبنا في صيغة سؤال بدلا من لهجة الأمر مثل : هل يمكنك أن... لو سمحت؟
من المفيد أيضا أن تعرفي أن المنافسة والعناد بين الأخوات والإخوان هي شيء طبيعي وصحي ونتيجة حتمية لعدة ظروف منها: إحساس الأكبر بالمسئولية وعبء أن يكون المثل الأعلى والقدوة، إحساس الأصغر بالنقص بالمقارنة بالأكبر وبشيء من الغيرة من الامتيازات والمسئوليات التي يمليها اختلاف السن والخبرة، إحساس الأكبر بشيء من الظلم إذا ما كان مطلوبا منه الالتزام بقدر أكبر مما هو مطلوب من الأصغر، وإحساس الأكبر بالغيرة وشيء من الغضب من سلب اهتمام الوالدين بواسطة الأصغر (بطبيعة الحال يكون الأصغر أضعف وأقل حيلة من الأكبر وخصوصا في بدء الحياة ويحس الأكبر أنه يترك ويهمل في بعض الأحيان لأن الصغير يصرخ أو يبكي أو يحتاج إلى شئ).
إن أختك لا تفعل ما تفعل لإغاظتك وإنما لتقرير استقلالها وفعاليتها.
سوف يحتاج الأمر إلى تدريب منك على الصبر والحنكة والحكمة وملاحظة ما يجدي وما لا يجدي... ابحثي عن روح الصداقة والتعاون مع أختك بدلا من أن تصري على أن تفعل هي ما ترينه أنت صحيحا أو صوابا... إن أسلوب أختك قد يدل على أنها في الحقيقة مبدعة ..كثيرا ما يكون المبدعون غير منظمين.. استخدمي ذكائك في توجيه إبداع أختك عن طريق التعاون بدلا من الأوامر ولعب دور ولى الأمر معها.. لديها ولي أمر آخر أو اثنين ولا تحتاج إلى، بل وتحتج على، أن تكوني أنت ولى أمرها الثالث.
تذكري قول الله تعالى: "كذلك كنتم من قبل فأنعم الله عليكم"
تذكري أنك في سنها كان لك أخطاء أخرى وتغلبت عليها بعد معرفة وخبرة... اسمحي لأختك أن تعيش سنها وتطورها ونضجها الحقيقي بدلا من أن تستعجلي منها الانضباط.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا بك على مجانين، وليست لدي إضافة بعد سطور مجيبك الأستاذ علاء مرسي الذهبية إلا أن أحيلك إلى ما أحسبه سيفيد وهو مقالنا عن: تأثير الأم الموسوسة على الأطفال، وأيضًا اقرئي عن الوسواس القهري في الأطفال، وأهلا بك.