يتامى في الطريق للضياع
السلام عليكم ورحمة الله؛ بداية جزاكم الله كل خير على اللي بتقدمونه للناس وأعتذر عن طول المشكلة لكن بتهيـألي لازم أوضح كل حاجة ومن البداية،
أنا شاب مصري عمري 25 سنة، شاء القدر إني أتعرف على بنت من أصل مصري عايشة في الأمارات وهي يتيمة الأب والأم وليها أخ وأخت توأم عمرهم 12 سنة (وهما موضوع الرسالة دي)، البنت دي كانت عايشة مع أخواتها لوحدهم في دبي من سنتين بعد وفاة والدتها السورية، وكان معاها أخوها وأختها طبعا، وهما ربنا رزقهم ميراث كبير من والديهم وهيا كانت الوصية عليهم.
حصل لها حادثة عربية وبقت قعيدة وسافرت لبنان عند خالتها وخالها وعملت أول عملية ليها وكان توقيتها مش مناسب ومع ذلك متأجلتش والأكتر من كده نقلوا لها دم ملوث وهيا بسبب الحادثة ما عندهاش مناعة تقريبا.
رجعوا بعدها لدبي ومعاها خالها وبقى عايش معاهم، وبعدين هيا جوزته واحدة من مصر معرفتها كويس خالها عمرة 32 سنة تقريبا.
ومراته المصرية 20 سنة ومطلقة لأن جوزها الأول ما كانش قد المسئولية وعمل معاها مشاكل كتير.. ومعاها بنت ما كملتش سنة.
وخالها طبعا رجل كريم ومراته طيبة جدا وكويسه، بعد فترة من إقامتهم في دبي البنت أصيبت بفيرس في الدم وما قالتلهمش أنها كانت تعبانة، والفيرس أتمكن منها وماعرفوش إلا لما حصلها نزيف، وتوفت بعد يومين في المستشفى الكلام ده نهاية شهر أغسطس اللي فات أنا كنت تعرفت على أخوها وأختها الصغيرين وكمان خالها .
المشكلة دلوقتي في إخواتها الصغيرين دول بعد ما هيا اتوفت
أخوها كان قريب منى جدا جدا وكان بيجيب لي كل حاجة وكنت بتكلم معاه في المشاكل اللي بتقابله وما كنتش بقول لأخته الكبيرة غير بعد ما المشكلة تتحل، وكانت سايباه ليا أكون جنبه، وهيا كانت جنب أختها الصغيرة.
لكن ما كلمنيش من ساعة وفاتها غير مرتين، أخوها ده كان متفوق في كل حاجة، كان يحصل على مراكز متقدمة في السباحة ومن الأوائل فى الدراسة، والأكتر أنه كان ملتزم جدا جدا دينيا وكان بيكسب في مسابقات حفظ القرآن، لدرجة أنه كان عاوز يسيب المدرسة علشان أمريكان ومختلطة وكان بيغير على أخواته البنات بشدة.
وكان يحكي لي على فساد أصحابه في النادي وأنه إزاي يبقى متضايق منهم ومعاكسات البنات وعروضهم ليه وقرفه منهم، بعد وفاة أخته الكبيرة قعد فترة كبيرة منهار تماما وملوش نفس لأي حاجة وطبعا دلوقتي عايش مع أخته وخاله ومرات خاله وبنتها وأخته مكتئبة وما بتتكلمش مع أي حد لدلوقتي، وعلاقتهم مع مرات خالهم مش كويسه بالرغم من أنها كويسه جدا معاهم.
دلوقتي الابن ده حاله اتغير 180 درجة، ما بقاش يكلمني زي الأول مش عارف ليه، بقى طول يومه في النادي بعد ما كان مش بيطيقه ولا يطيق أصحابه اللي فيه علشان مش ملتزمين وخالة في مشاكل معاه بسبب الموضوع ده.
انفصل أسبوع من المدرسة بسبب الشغب بعد ما كان هادي جدا جدا ومن الأوائل، مابقاش قريب من ربنا والتزامه قل كتير جدا عن الأول، واللي قالقني اكتر هو صحبة النادي مع فساد العيال دي وإلحاح البنات قليلاات الدين أنه يعمل علاقة معاهم، خصوصا بعد مع عرفت إن خالة لاقي في شنطته علبة سجاير وقالهم مش بيشرب وشايلها منظرة قدام أصحابه، ويمكن ما بيشربش فعلا لأنه عنده حساسية على صدره.
دي المشكلة اللي عايز رأيكم فيها، إزاي خالة ومرات خالة يتعاملوا مع الولد والبنت دول،وإزاي أنا أتعامل كمان معاه، أنا منتظر منه رد منه على إيميلي علشان يدخل يكلمني، ولو ربنا ستر وقرب منى زي الأول أكون معاه إزاي، وعلى فكرة هما جايين مصر في عيد الأضحى اللي جاي إن شاء الله .
والمشكلة كمان في أخته.... مين يكون ليها وهما ما بيتفقوش مع مرات خالهم وهما في سن حرج جدا دلوقتي، وأخاف مع نفسيتها دي إن حد يضحك عليها وحضراتكم عارفين المجتمع المفتوح في دبي، يعنى المشكلة في التوأمين اليتامى دول... إيه الحل أنا مش عارف والقلق هياكلني ومش قادر أعمل حاجة غير أنى أدعو ربنا يلطف بيهم وإنه يرجع يكلمني زي الأول ويكون لسه يحبني زي الأول علشان أقدر أقرب منه ويحكي لي كل حاجة زي ما كان بيعمل وهو دلوقتى بيختلق المشاكل مع خاله، ولو هو رجع زى الأول، أخته إيه وضعها ومين اللي ها يكون ليها وهما في السن ده .
أنا حاسس بالمسؤولية ومش قادر أعمل حاجة ومش هاقدر أستنى لما ييجم مصر ونشوف هانتقابل ولا لأ، أنا شبه منهار من القلق وما بأقدرش أمسك نفسي.
أنا آسف للإطالة، وبشكر سعة صدركم لقراءة ده كله
انهاردة 14-11-2005 وهستنى لحد يوم 25 -11 علشان أحط الرسالة وأنا ظني فيكو كل خير إن شاء الله جزاكم الله كل خير،
السلام عليكم
إضافة : هو دخل كلمني الحمد لله من حوالي أسبوع والحمد لله ابتدآ يرجع زي ما كان الأول وكلهم في البيت عنده مرتاحين كتير
في انتظار نصائحكم وشكرا
25/11/2005
رد المستشار
أخي الكريم...
قد نتصور أحيانا بدافع من المعاني التي تملأ نفوسنا أو ما يعتمل بداخلنا من إنسانيه تجاه البشر أننا أبطال لكل قصة ولكن تأتي الحقائق لتوقظنا على غير ما نتمنى أو نريد، فنظل نرفض قبول تلك الحقائق ولا نستسلم إلا إذا أتعبتنا الحيل في تغيرها!! ولا تتصور يا أخي أنني أقول لك أن تتخلى عن الوقوف بجانبهم
ولكنني أتمنى أن نرى سويا بوضوح مساحة وجودك في حياتهم الحقيقية فنرى قدراتك الفعلية في حل مشكلاتهم ولنعترف أيضا بأنك لن تستطيع القيام بأمور أخرى
فقد يرجع السبب لأنك لست معهم طوال الوقت أو لأن طريق النت طريق مبتور غير مكتمل أو لأنك ببساطه لست متخصصا في علم النفس مثلا...
تعالى إذن معا نحدد تلك النقاط دون أن تصاب بحزن أو توتر أو قلق فإذا كانت تلك العائلة قد قدر الله لها أن تختبر فنحن في غنى أن نزيد المتألمين واحدا!!
فالولد في مرحلة مراهقته ولا يمكن أن نقارن بين مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة لأي إنسان فهو لم يعد ذاك الطفل الذي يطيع ولا يسأل نفسه لماذا يطيع؟ ولم يعد ذاك الدارس الذي يقوم بأداء واجباته دون أن يسأل نفسه هل أحب تلك الدراسة أم لا وهكذا، أضف لذلك التأثر النفسي لفقدانه أخته الكبرى، فأنت لن تستطيع أن تكون ظله أو رقيبا عليه ولن تستطيع أن تكون بجانبه في مواقف حياته المختلفة ولن تستطيع أن تكون طبيبا نفسانيا!!
ولكنك تستطيع أن تكون له رمزا يرجع إليه يشعره بالأمان ويستشعر الدفء في أحضانه فتكون قريبا وموجودا "تحت الطلب" وفي ذلك الدور أنصحك بألا ترتدي أبدا عباءة الواعظ الذي يقرع ويلوم ولكن كن الصديق، كن الأمان، وليحتفظ دوما منك في ذاكرته بتعليق هادئ حكيم فسيسترجعه في الاحتياج إليه حتما وأطمئنك بأن من تربى على شيء سيعود إليه حتما ولو بعد حين!!
أما الفتاة فأمرها يختلف فأنت لن تستطيع التواصل معها بشكل طبيعي فهي مصابة بمرض يحتاج إلي صبر وتعامل خاص ومتابعه دقيقه من متخصصين، ولكن تستطيع أن تتواصل مع خالها وزوجته أو عن طريق أخوها أو هي شخصيا لإقناعها بالعلاج في مصر وأبشرك أن مرض التوحد في مصر من أهم الأمراض التي حققت فيها مصر انجازا غير مسبوق بين الدول العربية ونستطيع معا أن ندعو لهم بتمام المنة والنعمة والشفاء، ولكن قبل أن أختم حديثي أعتذر لك عن تأخري في الرد فأرجو أن تقبله..وأترك لك مني سؤالا لتفكر فيه ما هو أدوارنا القريبة والبعيدة سواء مع نفسي أو مع الآخر؟؟؟
وتابعني بأخبارك لأطمئن عليك.
واقرأ أيضا:
ما يجب أن تعرفه أسرة الطفل التوحدي:
هل ابنك عنده أوتيزم Autism(توحد)
حيرة أم : في ظل التوحد
ولد يعاني من التوحد : ماذا عن الآخر ؟