السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وبعد... أحببت أن أشارك برأيي في مشكلة كانت بعنوان: الحلو لا يكتمل: شكرا لحضرتك..
سأبدي رأيي في ما قال الأخ الكريم اعتمادا على تجربة شخصية مع موقعكم الكريم... هذا وأتمنى ألا تثير كلماتي حفيظة البعض..
في رأيي.. فقد صدق في ما قال، في أننا نحن القراء نلتمس أحيانا نوعا من التعالي في الردود على رسائلنا من بعض المستشارين ولن أقول الكل، لا أدري إن كان المدح الزائد هو السبب.. أم هو الاعتزاز الزائد بالنفس.. فعلا لا أدري.. ولو أنني أرجح الاحتمال الأول لأنه يؤدي إلى الاحتمال الثاني...
في الحقيقة كانت لي تجربة حينما أرسلت رأيي إلى موقعكم الكريم.. عذرا.. لا تقولي لي ما هي التجربة.. فأنا لا أريد أن أحدد لأنني لا أريد أن أوجه نقدا لشخص ما بحد ذاته، قرأت الرد بعد أن كنت كلما أسمع شيئا سيئا أو محبطا عن المجتمعات في بلادنا العربية -التي هاجرت خارجها- أقول في نفسي.. ربما كان الأمر أو الناس كذلك لكن إلا طاقم مستشاري مشاكل وحلول والذين هم نفسهم مستشارو موقع مجانين. فهم ليسوا كذلك ولا يمكن أن يكونوا كذلك!!
لا أدري كيف كانت هذه الجملة التي تستثني طاقمكم دائما تتبادر إلى ذهني... رغم أنني تركت بلادنا العربية من زمن قد يكون بعيدا.. لكن للأسف اختلت هذه النظرة في نفسي عندما وجدت ردا على إحدى آرائي التي أرسلت بها إلى موقعكم الكريم.. وعلى الرغم من أنني لم أكن أعلم بردكم عليها إلا بعد أكثر من نصف سنة على نشركم للرد.. إلا أن أسلوب الرد الذي لمست فيه شيئا من التعالي أثار حفيظتي.. فكرت بالرد.. لكنني تراجعت.. تراجعت لأنني على يقين أنني سأكون الطرف الخاسر.. فمن الصعب على من أبدى شيئا من التعالي أن يعتذر إن كان في أسلوبه شيء ما أشابه..
كما أنني تذكرت رسالة قرأتها منذ سنوات في صفحة مشاكل وحلول للشباب.. والتي رأيت فيها أن المرسلة محقة في كل نقدها التي تقوله.. لكن المستشار المقصود(عذرا على الأسلوب) أخذ يلف ويدور ويطيل في الحديث دونما كلمة اعتذار واضحة بل كلمة الاعتذار جاءت منوهة.. لا أدري إن كان يريد أن يموه اعتذاره بهذا الأسلوب أم ماذا؟؟ مع أن الشجاعة والنبل تظهر بشكل جلي في أسلوب الاعتذار نفسه فهو ليس مجرد كلمة نقولها.. خصوصا عبر رسائل الانترنت حيث طرق التواصل الأخرى تكاد تكون معدومة فيها فلا نحن نسمع نبرة الصوت ولا نرى تعابير وجه المتحدث. فنقول لأنفسنا إحسان الظن أفضل شيء في مثل هذه الحالة.
إلا أنني أرى أنه من الضروري إظهار بعض الكلمات التي تظهر شيئا من الرفق بما أننا نتواصل عبر هذه الشبكة التي قد تلغي أو تقلل من فعالية حواس أخرى للتواصل كما ذكرت آنفا... أي أنني أرى في كثير من الأحايين أنكم تحاولون إيجاد مخرج من الانتقاد الذي قد يواجهكم والذي قد يكون بناء.. ولكم أن تعرفوا السبب الأخير في تراجعي عن إرسال الرد.. وهو أنني تركت الرسالة حتى تهدأ نفسي قليلا ثم أعدت قراءتها مرارا وتكرارا حتى تيقنت في نفسي أن التعالي الذي لمسته قد لا يكون مقصودا أو لا يكون موجودا.. لكنه قد يظهر في الأسلوب الذي لم يبدأ بتحية أو سلام ولم ينته بتحية أو سلام.. على الرغم من أننا كمرسلين وكما ترون بأنفسكم قد نتفنن في تحيتكم وشكر مجهودكم الرائع قبل البدء بأي كلمة أخرى..
فمعذرة.. فأنا لا أؤيدك سيدتي في أن الرد قد يكون فيه بعض التعالي لأنه يعالج شيئا ما في نفسية المرسل يحتاج لهذا الأسلوب في الرد.. فالسبب في وجهة نظري قد يرجع للسببين الذين ذكرتهما سابقا...
خلاصة الأمر أن صورة طاقم مستشاريكم قد اهتزت في نظري إلى أنها عادت إلى ما كانت عليه بعد تراجعي عن كتابة الرد للسبب المذكور.
إلا أن نظرتي للمستشار المقصود قد عادت لكن ليس كالسابق.. لن أنكر في أنني بعد أن اغتظت من الرد أصبحت لا أرى أي بصيص أمل في أي من مجتمعاتنا العربية غير أمل الإيمان بوجود الله قبل كل شيء وبعد كل شيء.. وقررت في قرارة نفسي أنني لن أعود للعيش في بلدي العربي بنسبة مائة بالمائة بعد أن كانت النسبة 88 بالمائة قبل قراءة الرد..
قد أكون في نظركم شخصا قد هوَّل الموضوع وأعطاه أكبر من حجمه..لكن.. قد تعرفون شعوري حقا إذا هاجرتم للخارج وخصوصا إلى دول العالم الأول حيث يبقى البال منشغلا بكم من الوقت سنحتاج لنصل إلى ربع ما وصلوا إليه!!!
وأخيرا.. أشكرك سيدتي وأشكر الأخ الفاضل لإتاحة الفرصة لي للكتابة بخصوص هذا الصدد... كما أشكر الدكتور وائل أبو هندي.. على أسلوبه الحليم في ردوده والذي يسعدنا أن نقرأ سطوره في نهاية كل استشارة.
تحياتي...
13/1/2006
رد المستشار
ابنتي الكريمة
تألمت جدا أن أكون تسببت أنا أو أي زميل من المستشارين في قرارك بعدم العودة التامة إلى أرضك الأم.. حين ظهر في رد أحدنا شيء من التعالي.. وأنا أؤكد يا ابنتي أنه غير مقصود.. وحين علقت أن بعض الردود تحتاج لشيء من التعالي لتحدث الأثر المنشود قصدت بعض السائلين الذين يتفذلكون ويتفننون في لعبة دور العليم ببواطن الأمور....
هذا النوع من الشخصيات يحتاج إلى نبرة تعالى وثقة ليقف عند حد أنه يسأل وأن من يجيبه أكثر خبرة وعلما... وهذا من منطلق: الكبر على أهل الكبر صدقة ولا شيء أكثر من ذلك يا ابنتي.
وهذا ليس معناه أن مستشاري إسلام أونلاين أو مجانين من طينة أخرى غير سائر البشر... أبدا.... إنهم أناس بسطاء.. يحاولون المساعدة قدر علمهم وخبراتهم. أرجو أن تفكري مرة أخرى في قرارك يا ابنتي.. وأنا لا أعرف من أي البلاد أنت.. ولكن رائحة هوانا هنا حيث يرتفع الأذان مختلفة... فلا تحرمي نفسك من ملائكة التكبير والتهليل .
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، وألف شكر على أنك فضفضت أخيرا بما أساء مشاعرك على مجانين وكم كنت أتمنى أن تذكري لنا تفاصيل الموضوع، فلا أحسب إلا أن لبسا قد حدث بشكل أو بآخر لأن أسلوبك من الواضح أنه لا يمكنُ أن يستفزَّ أيا من المستشارين، ولكنني أعتذر لك رغم ذلك لأنك بالتأكيد صاحبة حق ما دمت ضيفة على مجانين، وضيفة أصيلة في الواقع لأنك لم تهجرينا بارك الله فيك، وبهذا أكون قد وضعت السطور التي أشرت إلى أنها تسعدك، وإن كانت سطور الدكتورة نعمت عوض الله جزاها الله كل خير لا تحتاج إضافة، أهلا بك وبمشاركاتك وآرائك دائما على مجانين.