فدائي و..،إعماري أم انفجاري:واجبُ الوقت
السلام عليكم، أشكركم على موقعكم هذا وعلى صفحة مشاكل وحلول للشباب وأشهدكم أني أحبكم في الله لغيرتكم على دينكم أحسبكم عند الله من الصادقين والمخلصين وأسأل الله أن يجمعني وإياكم في جنات النعيم وأما بعد.
أتفق معك دكتور أحمد أننا يجب أن نبحث عن الحياة والعمار لا الموت والدمار ولكن ما الأسلوب للعودة لماذا لا يتم بحث هذه الأمور بشكل مستفيض؟؟
لا نريد عصا سحرية فليأخذ المشروع عشرات السنين ولكن لنتخلص من الدمى التي تحكمنا ولو بعد 40 سنة أنتم تقومون بعمل رائع وخصوصا في محاولة حل مشاكل الشباب النفسية والجنسية ولكني أعتقد أنه يجب أن يكون لكم دور كبير ورئيسي في خلق شباب مؤمن طليعي يقود الأمة لبر الأمان لأنه حين تحل المشكلة الكبرى وهي القيادة المخلصة تصبح المشاكل الأخرى بحكم المحلولة.
حيث أني متأكد أن أغلبنا سيصبح عنده المقدرة أن يتزوج مبكرا وأن يلتفت لتربية أبنائه بشكل إسلامي صحيح وهذا كمثال للكثير من المشاكل التي تواجهونها في النهاية يوفقكم الله لما فيه الخير لنا ولكل أمة العرب والمسلمين.
9/3/2006
ومن مي (25 سنة، مسلمة ، المملكة العربية السعودية)
فدائي و..، إعماري أم انفجاري: واجبُ الوقت
الدكتور الفاضل أحمد، تحية طيبة وبعد...........
سعدت جدا بردك ولكن لدي تعليق بسيط بالرغم من أنني أتفق مع هذا الرد إلا أنني لا أستطيع أن أتبناه مثلك لأنه رد حالم بعيد عن الواقع.
عزيزي أحمد فقه الموت الشريف ليس أجمل من التخطيط من العيش الشريف، ولكن في هذا العصر حتى تستطيع مجرد أن تفكر بالتخطيط للعيش الشريف، تحتاج وبشدة أولا للموت الشريف، فقط من أجل أن تقنع الآخر أن يعطيك فرصة للتخطيط للعيش الشريف، والأمثلة على ذلك كثيرة، وأقربها حزب الله اللبناني لم يكن قادرا أبدا على أن يكون دوره الآن في الساحة اللبنانية لو لم يقدم الموت الشريف لينقذ جنوب لبناننا من الاحتلال الإسرائيلي.
أيضا حماس نفسها لو لم تقدم الموت الشريف أو حتى لو لم تضع في مشروعها السياسي تمسكها بالموت الشريف لما صوت لها الشعب الفلسطيني، ولما منحها فرصة التخطيط للعيش الشريف
8/3/2006
رد المستشار
أزعم أنني وزملائي نكتب ونمارس الطب النفسي من منطق ما نعتقده، وهو أن للطبيب النفساني دوره في معالجة العلل الاجتماعية والثقافية، وإن كان بعض الزملاء لا يعترفون بهذا، ولا يمارسونه، ويقتصرون في عملهم على علاج أعراض الفصام والاكتئاب والوسواس القهري فحسب!!
لكنني أكذب أو أبالغ إذا قلت أن لدي شخصيا خطة عمل لكل مشكلاتنا الكبرى في إيجاد قيادة مخلصة، أو إتباع سياسات بعينها لنخرج مما نحن فيه، ما أقدمه هنا وفي كل مكان أكتب فيه، هو مداخل وبدايات رصد وتشخيص وتحليل، أما الحلول فهي مسؤولية الجميع، وفتح الحوار حولها من واجبات الوقت، وأنا أساهم في هذا عبر إجاباتي ومقالاتي، ومدوناتي، وعبر موقعي الشخصي: www.Askdrahmed.com راجيا أن تنتقل الأسئلة والأفكار والملاحظات على أوسع نطاق ممكن.
أما فيما يخص الموت الشريف، والعيش النبيل فأقول باختصار أن الفارق بين المؤمن الصحيح وغيره يكره الموت جملة لأنه يراه نهاية للحياة, وفيه هلاك النفس، وفناء البدن، ومفارقة الديار والأحباب، أما المؤمن فلا يرى الموت إلا بوصفه انتقالا من حياة إلى حياة, ومن دار إلى دار، وكأنها نقلة من غرفة إلى غرفة في بيت واحد.
ومن البديهي عند المؤمن أن يحرص على أن يكون الانتقال لائقا بوظيفته في الحياة الدنيا شاهدا على الخلق، بانيا لها، ومعمرا ومشيدا وناشرا للحق والخير، والجمال والسلام. لا أتكلم أنا على الزهد في موتة شريفة فكلنا يطمح إليها، إلا من أخلد إلى الأرض، واتبع هواه، ولكنني أضع الضوء على الفقه الغائب، والفرائض الغائبة في عمارة الأرض بما يصلحها، وبما يضعنا حيث ينبغي أن نكون بين الأمم، أي أمة حضارة وقوة في المعرفة والثقافة، والعلم والبحث، وعمارة الأرض، قبل أن نصرف كل جهودنا لفقه الموت على أهميته القصوى.
الزهد في التحضر والبناء، وجهاد الأعمار، وممانعة ومزاحمة الآخرين في مسارات الكيمياء والفيزياء والفلك والفضاء والجغرافيا والكشف الطبي، والاختراع في كل مجال.. هذا الزهد صار سمتا عاما في أمة يبدو أنها صارت يائسة من الحياة، وفاقدة للأمل في النجاح والنهضة، فصار عقلاء القوم ينطلقون من همة البحث عن وسيلة الانتقال أولا وأخيرا!!