شاب حائر يرجو حلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في الحقيقة أنا أواجه الآن عدة مشاكل تتطلب حكمة كبيرة في حلها، لهذا رأيت أن أستشير بكم لأنني أثق بكم، وأرجو أن تردوا علي بأسرع وقت ممكن.
نبدأ بأول مشكلة وهي: عدم الثقة بالنفس، أنا طالب أملك قدرات كبيرة وعالية والحمد لله متفوق في دراستي والآن أنا في صدد التحضير لامتحان الذي يشكل ثلاثة أرباع من نسبة القبول للجامعة بعد أسبوعين وأبلي بلاء حسنا لكن لا توجد عندي ثقة بقدرتي فطالما قارنت نفسي بالآخرين الذين أخاف من حكمهم علي، في حال لم أحصل على علامة عالية.
هذه هي المشكلة الرئيسية إشغال نفسي بالتفكير بحكم الآخرين بدل إشغالها بالدراسة هذا أشد ما يقلقني. أخاف أن لا أحقق توقعاتي العالية من نفسي هذا سبب ثاني: الخوف فأنا دائما في مرحلة خوف وتأهب، أعاني من تشوه في التصور الذاتي فكثيرا ما أحقر نفسي وأحط من مكانتها. كذلك أعاني من قلة علاقاتي الاجتماعية والاكتئاب الذي يأتيني فجأة. بقي أن أقول لكم أن التربية في بيتنا ساعدت على تعزيز هذه الشخصية الانطوائية وعززت من انعزالها بطريقة غير مباشرة طبعا!
تشاورت مع صديقي المختص في علم النفس ولم يفدني كثيرا في مجال الخوف من الامتحان. الآن والامتحان على الأبواب بماذا تنصحوني بعد التوكل على الله؟
أما المشكلة الثانية فتعود إلى بداية المرحلة الجديدة والأخيرة وهي المرحلة الثانوية حيث كانت تأتيني فتاة وتطرح علي السلام وتمد يدها بحكم أننا أولاد صف ولكني كنت أرفض الرد عليها والسبب حينها كان دينيا فكنت متدينا لدرجة كبيرة جدا وكنت أعتقد أنه من الحرام مجرد نظرة إلى أي بنت (فكيف بالكلام)، حسنا على أي حال عزفت هي عن هذه العادة وكل منا سار في طريقة ولكن الغريب حقا كيف شاءت الأقدار أن تكون نفس هذه البنت حبيبتي فيما بعد؟
الجواب واضح أني تركت لنفسي العنان ولم أقيدها فبدأت أميل إليها تدريجيا ليس بسبب مظهرها الخارجي أنما بحكم صفاتها الداخلية التي أرجوها في شريكة حياتي (مع أنها ليست محجبة) تعلقت بها بشكل شديد ومبالغ فيه دون أن أظهر لها شيئا أو أصارحها بحبي لها فهي تعتبرني أخيها وتحترمني كثيرا المشكلة أني سمعت بعض الإشاعات أن هذه البنت مصاحبة شاب وتخرج معه.
بصراحة جن جنوني وتعذبت في دخيلتي وحاولت أن أنكر وإلى هذه اللحظة لم أحاول التأكد لأن كل شيء سري . لكي تساعدوني وترشدوني يجب أن تعرفوا أني عندما أحب لا أسعى إلى طريقة غير شرعية للتعبير عن هذا الحب بل أفكر بالزواج منها لذلك يوجد الكثير من الوقت من التفكير بمدى استعدادي للإقدام على الزواج منها.
وأنا أطرح على نفسي دائما السؤال أنه على فرض أنها تابت عن هذه العمل (إن ثبت حقا) الذي يعتبر من تبعات جيل المراهقة وتابت توبة نصوحا فإن الله سيغفر لها ما تأخر من ذنبها وما تقدم فلماذا لا أسامحها فكلنا خطاءون وكل واحد منا معرض للوقوع في هذا المستنقع فلماذا التشدد إذا كنا نكمل بعضنا مع العلم أنه يوجد نقاط كثيرة نتفق عليها (من الناحية الفكرية) ولكن من جهة أخرى كيف سأقبل فتاة كزوجة لها ولها ماض مشكوك فيه وقد حذرنا القرآن الكريم من هذه القضية واشترط اختيار الزوجة بعدم مصاحبتها لأي شاب "غير متخذات أخدان"(سورة النساء) ثم ما يدريني ما حصل (وما يحصل أن كان مستمرا) في هذه العلاقة (لا سمح الله) من "أحداث" ثم ألن يكون هناك حاجزا بيني وبينها في المستقبل: سأظل أشك فيها فلماذا أدخل نفسي في هذه الدوامة وأنا لم أصل لمحلة الإقدام على الزواج (عمري 17 سنة).
قبل أن أنهي أريد أن أذكر أن تعلقي بها بالإضافة إلى كونه عاطفة فهو أكثر مبني على العقل لأني عرفت الإنسانة بإيجابياتها وسلبياتها وأعتقد أن روحها قريبة على روحي. ثم على فرض أن جوابكم كان بتعلقي بها فأنا أنوي أن أصارح أباها بالأمر لتركها لي في المستقبل إن شاء الله فهل تنصحوني بهذه الخطوة.
أرجو الإسراع في الرد وتفهم ما يدور في ذهني دون الاستخفاف بحب جيل المراهقة.
23/06/2006
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
سامحك الله كيف ترى أنا نستخف بمشاعر المراهقين حين نقول أنه حب مراهقة!! تعرف مثلنا أن كثيرا مما كان يعجبك العام الماضي تغيرت نظرتك له ليس فقط في العلاقات العاطفية ولكن في عموم التفضيلات الفردية ذلك أن مشاعر المراهقة لا تستشير العقل إلا نادرا والذي تثبت صحة موقفه مع الأيام, فالحديث لا يكون عن صدق المشاعر بقدر الحديث عن منطقيتها أو موافقتها للواقع العاقل.
ومع ذلك لن أرجع معاناتك للمراهقة فالكثير من كلماتك يشير إلى نمط وسواسي في التفكير, وقد يكون السبب في معاناتك درجات عالية من القلق أكثر مما هو مقبول في الأحوال العادية سواء في الاستعداد للامتحان أو في حكمة خيارك لمحبوبتك أنصحك بني أن تتوجه للطبيب النفسي الذي يستطيع من خلال المقابلة المباشرة الحكم على مدى تأثرك وتحديد نوعه لاختيار التعامل المناسب معه لوقف سيطرة الأفكار المتقافزة في ذهنك التي تنهك نفسك في مقاومتها والرد عليها بينما أساسها قد يكون الوسواس القهري أو نوع من أنواع القلق الذي يشمل ما تصفه أنت بالانطواء والاكتئاب, دون أن يفوتني التعليق على درجة ذكائك الواضحة في مناقشة أفكارك وكما تعرف أن الاضطرابات النفسية مثل الوسواس والقلق لا تقلل من درجة الذكاء ولكنها ترهق العقل والفرد فيما لا ينفع لذا لا تتأخر في زيارة الطبيب.