الدوامة
أنا أعاني من مشكلتي منذ سنة حتى الآن أو تحديدا منذ تخرجي، وفي كل يوم يكن عندي أمل أن تنتهي ولكنها كثيرا ما تختفي ثم تعود إلي الظهور من جديد. فأني لي هدف في حياتي، رضا ربي وعمارة بل وإصلاح المجتمع والأرض. واعمل من أجل ذلك. واعلم غاية وجودي وهي عبادة الله عز وجل وعمارة الأرض. بل واجتهد في تحديد وسائل الوصول إلي هدفي ولكن مشكلتي غريبة ولا أعلم لها حل.
فأنا كنت اعمل أثناء دراستي من اجل أن أقوم بالعمل في الكلية من اجل الإصلاح فيها والدعوة حتى وفقني الله في هذا وقام تعيني في جامعتي وكذلك قمت بالعمل في أحدي الشركات الكبرى في مجال عملي أيضا ولكني مع كل هذا النجاح الذي لا يمكن أن أنكر فضل وكرم الله علي فيه اشعر أني لم احصل علي ما أريد، أشعر أنني وفقني الله بتعييني في الكلية لكني لا أشعر أني كفء لها بل هناك الكثير ممن هم أفضل وأحسن علميا وكثيرا ما حولت أن أطور نفسي علميا في مجلي ولكني افشل لا اعرف في أي فرع فيه أطور نفسي وإذا شرعت في تطوير نفسي في أي مجال اشعر بنفور وسؤال يحيرني كيف أطور نفسي.
لا أعلم مع أن كل من حولي وفي مثل سني تطوروا بشكل ملحوظ ثم "لماذا" لماذا أضيع وقتي في هذا وسيظهر غيره بعد قليل، لماذا وأنا لا احتاجه في شيء وكثيرا ما اشعر باني احتمال أن ارتبط ببيت وأطفال قائم وفي ذلك الوقت سأترك كليتي وسأترك عملي لماذا إذن أضيع وقتي في شيء لن أحتاج إليه في مستقبلي.
لماذا اعمل وأطور في نفسي و أنا تاركه هذا العمل؟
لماذا أضيع المزيد من الوقت في هذا المجال وقد عطلتني كثيرا في الماضي عن أعمالي الخيرية والعلم الشرعي الذي احتاجه بشدة لأني لا أثق كثيرا فيما اسمع من أراء وهل ظني بأني أصلح وأفيد ديني وبلدي بعملي مثلا في شركتي هل هي كذبة كبيرة أم مدخل شيطان؟
هل بعد كل ذلك ربي راض عني أم أني ابعد ما أكون عن رضاه، ولكني علي علم أن الله عز وجل يعلم ما أنا فيه وسيسامحني بإذنه؟
فأنا منذ أن تخرجت وأنا في تشتت دائم وهذا علي غير عادتي ولا أعلم لماذا. فانا لا اعرف ماذا افعل هذا ولا هذا ولماذا افعل ذلك مع أني سأتركه في يوم ما لا افعل شيء آخر. ولا اعرف أي شيء أريد مع أني اعلم جيدا ما أريد ولكني لست اعرف ماذا أريد غير ما أريد.
فإني لا اشعر بالاستقرار أخاف بشكل شديد من المستقبل الذي يمثل لي شبحا اسودا ولا اعلم لماذا مع أن والحمد لله ليس عندي مشاكل عائلية غير أني غير قادة علي بناء علاقة أخوية جيدة مع أخوتي وهذا نتيجة لاختلاف أسلوب الفكر وطريقة الحياة.
21/7/2006
رد المستشار
صديقتي
إن في رسالتك شيء واضح وقد يدلك على أصل المشكلة.. اقرأيها مرة أخرى وقولي لي بالله عليك: كيف يفهم أي شخص ما تريدين أن تقولي؟؟ ليس هناك شيء محدد... ما هو مجالك الحالي وما هو هدفك فيه وما الذي تريدينه؟ تقولين: "لا أعرف أي شيء أريد مع أني أعلم جيدا ما أريد ولكني لست أعرف ماذا أريد غير ما أريد" ما الذي يمكن أن نفهمه من هذا؟؟؟؟؟
من ناحية أخرى، تسألين (ولا أدري ما هو الموضوع بالضبط) :"لماذا أضيع وقتي في هذا وسيظهر غيره بعد قليل، لماذا وأنا لا احتاجه في شيء وكثيرا ما اشعر باني احتمال أن ارتبط ببيت وأطفال قائم وفي ذلك الوقت سأترك كليتي وسأترك عملي"، وأسألك أنا: لماذا لا تكونين أنت المبدعة في مجالك والتي تخلق التطورات التي يجب أن يلحق بها الآخرين بدلا من أن يظهر غيره بعد قليل؟؟ وإن كنت لا تحتاجينه في شيء، فلماذا تفكرين فيه أصلا؟ وإن ارتباطي ببيت وأطفال فلماذا ترك الكلية والعمل؟؟؟ هناك الكثيرات من النساء المؤمنات المثابرات الناجحات اللائي يقمن بأدوارهن كزوجات وأمهات، فما الذي يمنعك من أن تكوني مثلهن؟؟؟؟؟؟
حددي ما تريدين أنت... هذه هي حياتك أنتي وليست حياة أشخاص آخرين أو حياة من تعتقدين أنهم سوف يرضون عنك إن اخترتي ما يوافقون عليه...وفي النهاية: أليست العبادة الحقة تتطلب الإخلاص والإتقان في العمل خارج العبادات مع معرفة أننا سوف نموت وسوف تتغير الأشياء؟؟
ألم يقل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أنه إن كان في يدك شجيرة صغيرة عند قيام الساعة فعليك زرعها؟؟ لماذا نزرع يوم القيامة؟ أليس هذا معناه أنه من واجبنا فعل الصواب والإتقان لقيمتهما الذاتية عند الله؟؟؟ أليس هناك أشياء يمكنك فعلها لبناء علاقة أخوية جيدة مع إخوتك بالرغم من الاختلاف؟؟؟ أليس هذا هو الإيمان الحق؟ تقولين أنه ليست لديك مشكلة عائلية... أليست هذه بمشكلة؟؟ أمن الإيمان أن نخاف من المستقبل؟؟
وأخيرا... ما هو التطور الملحوظ الذي ترينه في الآخرين من سنك؟؟ ما قيمة أو أهمية هذا بالنسبة لك؟؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.