السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد كنت أنوي منذ زمن ليس ببعيد الكتابة لكم قد يكون الكسل أو استثقال السطور لما تحويه بالنسبة لي...............أني شابٌ في الواحدة والعشرين من العمر بإحدى كليات القمة وأكبر إخوتي وقد رباني والداي على الالتزام وتحمل المسؤولية حتى أني كنت أرفض الدروس الخصوصية بسبب التعود على اعتمادي على نفسي حتى وفقني الله دونها وحققت مرادي وأثبتُ تفوقي حتى صرتُ في بعض الأوقات مثلا ً يحتذى به لمن هم أصغر منى من الأقارب والمعارف........ أما والدي فهو يشغل وظيفة مرموقة ونحن نعتبر أسرة متوسطة الحال والحمد لله ولي ثلاثة ٌ من الأخوة متفوقين في دراستهم.......
بداية ً ما أعتبره مشكلتي أو مصدر ألمي يبدأ من أنى قد تربيت مع إحدى قريباتي وقد كنا كتوأم في الصغر نكاد لا نفترق حتى بدأنا نكبر وقد كنا نتقابل في الأجازات والأعياد بسبب عدم وجودنا في نفس المدينة.... المهم نشأ بيننا تفاهم غريب مع مرور الزمن وأصبح موضوع الإحساس بالآخر والتفاهم شيء ً غريبا ً ومع وصولنا مرحلة الشباب بدأ الإحساس بيننا ينمو كأنه يعرف طريقه وحين كنت أصل لمكان هي فيه أشعر بإحساس غريب وحين أعرف أنها موجودة في مكان قريب تغمرني السعادة بطريقة عفوية حتى أنه عندما عند أحد الأقارب وعرفت بوجودها فكانت ترتسم في وجهي فرحة حاولت مرارا ً أن أخفيها قدر المستطاع......
هنا أريد أن أذكر ملحوظة صغيرة وهى أن قريبتي تلك تكبرني بتسع شهور عمريا ً وسنتين دراسيتان.... وبسبب هذا الموضوع قررت أمرا ً وهو أن ألتحق بإحدى الكليات العسكرية ذلك في أثناء المرحلة الثانوية وبذلك أتخطى مشكلتين السن وأن أكون جاهزا ً للزواج..... وهكذا مرت على فترة الثانوية العامة وكل ما أصبو إليه هو الالتحاق بالكلية العسكرية التي أبغيها حبا ً لحبي وللحياة العسكرية منذ الصغر... وطبعا ً تأتى الريح بما لا تشتهي السفن كعادة الحياة وقد كنت قبل التقديم قد ألمحت لقريبتي وقد كانت مفاجأة كما رأيت ولكن لم يكن رد الفعل الرفض أو القبول....لم تعلق وظلت علاقتنا كأقارب وأصدقاء...
وبعد عدم التوفيق في القبول بالكلية العسكرية والتي حمدت الله أن قد حدث ما حدث لأني اكتشفت بعد ذلك أنى من النوعية العنيدة للغاية وأرفض القيود مع الإصرار على ما أريده وأعنى هنا العمل من أجل الوصول لما أصبو إليه..... ومع دخولي إحدى كليات القمة قد اتخذت قرارا ًبإعلان الهزيمة وعدم إمكانية حدوث المعجزة.....ولكن بقى الود والحب غير المقصود داخلنا ووجود ارتياح غريب فيما بيننا حين يحكى كلاً منا ما بداخله وهو شعور لا نشعر به مع احد آخر.....
المهم تظاهر كلاً منا أننا كبرنا وأننا أخوات مع أن كلا ً منا كان ينتظر المناسبات حتى نلتقي وكنا عندما نتقابل نظل نتحدث بالساعات حتى يحين الرحيل.... كل هذا حتى تقدم أحد الأقارب وقد تمت الخطوبة في فترة كنت قد انشغلت بالكلية وقل اللقاء..... المهم كانت مفاجأة قاسية وطبعاً لم أظهر أي شيء وكرد فعل نفسي قررت أن أصبح كشباب اليومين دول أن أعيش قصص الحب كي تمر الحياة لأنها مش فارقة.....
وقادتني الظروف للتعرف بفتاة رقيقة جدا ً وقد لحظت من اللحظة الأولى أنها معجبة بي وقد مع الموقف باستغلال غريب لم أشعر بنفسي وأنا أتصرف كعابث لا يأبه لما يفعله بنفسه وغيره.... وقد تماديت بثقة غريبة معها في قصة الحب وقد حكيت لقريبتي عن الفتاة التي ارتبطت بها ولا أعرف لماذا وأصبحا صديقتين بعد عرفتهما ببعضهما البعض... وأعترف هنا أنى لم أراعى هذه المسكينة التي أتت في طريقي واستغليت ذكائي في ملاحظة شعور الآخرين ووسامتي فيما كنت أبغضه وهو أن أجرح شعور أحد.....
وهكذا دخلت في دوامة لم أفق منها إلا وأنا قد كسرت قلب فتاة رقيقة جدا ً... ولكن لم يأتي ابتعادي بالفتاة إلا بعد أن حدثت مشاكل بين قريبتي وخطيبها وتم فسخ الخطبة...... وأقسم بالله أن ما أحكيه هذا حدث بدون تخطيط منى وأعنى ارتباطي وانفصالي جاءا دون أن أشعر كيف أو متى ولكنى بعد هذه المدة أحلل ما حدث ولا أبرأ نفسي.............. طبعا ً قد كانت تشعر قريبتي بأن شيئا ً هو ما دفعني لارتباطي بالفتاة كما كانت تلمح لي بالارتياب من سبب الانفصال والذي قد أقنعت نفسي حينها أنى سأظلمها معي حيث أنها في سني وسوف تنتظر حتى أكون نفسي...... وهكذا يقنع الإنسان نفسه ويبرر لنفسه الأفعال..........
وهكذا مرت الأيام واقتربت قريبتي من إنهاء دراستها حيث يفصلها عنى سنتين دراستين كما ذكرت سابقا ً.... وقد جاءت مناسبات عدة بعد فترة انشغال لكل ٍ منا وتبادلنا أرقام هواتفنا وكانت في إحدى اللقاءات العائلية قد ألمحت لي أن الفتاة التي كنت على علاقة بها وهي قد صارت صديقتها فيما بعد قد ظنت إني قد تركتها لأني قد ارتبطت بقريبتي..... لأنها لاحظت كلامي الكثير عن قريبتي لأني قد كنت أحكى عنها كثيرا ً...
وأقسم ثانية أني لم ألحظ هذا الكلام حينها بعد تلميح القريبة الحبيبة بذكرى إياها حين كنت مع الأخرى ظننت أنها كانت تريد التأكيد على موضوع الأخوة وهذا الكلام الذي نقوله دون أن نصدقه فكنت أنفى وأهرب محرجا ولكن يبدو أنها كانت لا تريد أًن تضايقني ولكنها ويا لسخرية القدر بعد أن اقتربت من نهاية دراستها بكليتها العملية وقد ظننت أن كلما أقترب موعد التخرج اقتربت النهاية..... ولكن بعد تبادلنا أرقام الهواتف كانت هناك رسالة كل شهر منها بدون قصد في المعدل كانت تتكلم عن الصداقة وكنت أرد بنفس المستوى للرسالة معنا ً ومضمونا ً حيث أنى كنت قد فقدت الأمل في اقتراب الحلم ولكن كانت المفاجأة بعد تسعة أشهر أي الرسالة التاسعة منها وكان فيها أنها حزينة ولا تعرف لماذا وكلام قد أقلقني عليها كثيرا ً وشعرت أنى أريد أن أعرف ما بها وأطمئن بأي طريقة عليها.....
وهنا شعرت بأن حبها مازال متغلغلا ً بداخلي وبعد أن اطمأننت عليها فهمت أنها مازالت تحبني وأن الموضوع يفوق سكوتنا وتجاهلنا حيث أن كلا ً منا حين يلقى الأخر ينفجر في الحكي كأنما لقى نصفه الأخر وكلامنا يستطرد كأنما كان صائما ً عن الكلام والفضفضة............. المهم أن القصة قد وضحت وهى أن كلا ً منا مازال كالبارحة أو زاد.......................... ولا أدرى كنت أحاول خلال السنين السابقة أن أتكيف مع الحياة مع أنى لم أتمنى فتاة لي غيرها ولم أدعو الله بغيرها منذ كنت في الرابعة عشرة.....ولكنى الآن أدعو الله أن يكتب الخير لنا وأن يجمعنا ببعضنا إن كان خيرا ً...........
هناك شقان لمشكلتي أو صراعي النفسي وهو أنى في بعض الأحيان أتساءل هل لأنا أناني أو مدلل حتى يكون تعلقي بها لهذه الدرجة.. وأن حزني من ضياعها بطر ُ بنعم اله على من مستوى اجتماعي واقتصادي معقول... وأن الحياة لا تعطى كل شيء وأنى لازلت في بداية الحياة واني على تكوين نفسي فكيف هي تفكر ولازلت لي سنتان في الكلية..................... وأحيانا ً أ قول أني كنت اكتم حبها فلما بدأنا نقترب لا يجوز أن أبتعد... هل ابتعد بعد أن أقترب الحلم ....... هذا غير استغرابي أحيانا ً استسلامها وأنها بدأت تقترب وهى التي تنتظر العريس وكما يقولون ألف من يتمناها فهي جميلة الروح والخلقة والأخلاق وكريمة النسب....
وكلما تخيلت أنها تتزوج من أخر وأنى سأرى هذا أمام عيني أصاب بحزن وأسى وأتمنى لو أستطيع أن أجد حلا ً لنفسي وقلبي........ فما أدرى هل أنسى من لم أستطيع أن أنساها طيلة عمري........ إني لست الشاب الذي ينتظر الدنيا لتمطر ذهبا ً... لكنى عملي جدا ً وموقن أن الدنيا لا تؤتى إلا غلابا..... لكنى في موقف ضعف..... ولطالما هناك عراك نفسي بأني أمشى وراء السراب وأن ما أريده مستحيل و مع أن مشاعر كلا ً منا واضحة الآن إلا أنى لا ولن أتكلم في أي تفاصيل عن الارتباط معها حيث أن موقفي واضح وهي حين تقترب الآن لا أدرى إن كانت تنوى شيئاً أم لا أعنى هل تنوى انتظاري وهو درب من الخيال...
لا أدرى ولا أستطيع الكلام في هذا الموضوع معها لان كلا ً منا يفهم ويعرف الآخر جيدا ً...... أيا ً كان قد أكون كالذي يستغل ضعف الآخر للمرة الثانية حيث يبدو أن إظهار مشاعر قريبتي بهذه الطريقة لم يتم على هذا النحو من التعبير وضوحا ً فقد تكون قد فدقت قوتها في التحكم في مشاعرها بعد فترة طويلة من التماسك والتأكيد على أننا أخوات .وأحيانا ً في صراعي النفسي أفكر في أنى قد أحضر فرحها وأنها قد تزوجت حين أكون قد تخرجت وأنى لا زلت أعمل حين تكون هي حامل في طفلها الأول... هواجس كثيرة لا أعرف من أين تأتى.......
لقد كان السطر الأخير هو السطر السابق منذ مدة لكن بسبب أن موعد استقبالكم الرسائل كان بعد كتابتي بثلاثة أسابيع........ وقد حدثت بعض التغيرات...فقد تم قصف لبنان ولا أعرف صار هناك غم شديد يعم الحياة ويعم الرؤية حتى أنى لم يكن لدى أي رغبة في التواصل مع القريبة الحبيبة بعد ما شاهدناه من مآسـي وصار هناك فتور غير مقصود وإن كنت أشعر أنه تراجع أو تقهقر أو ..... لا أعرف لكن مع معركة لبنان وارتفاع أسعار البنزين مما زاد من قسوة و مادية الحياة ومما زاد من الثورة الداخلية وتراجع همة الإنسان بالنسبة لمصر لكن على الجانب الآخر لبنان فهناك نصر وهناك نور... نعم طاقة نور لطالما انتظرناها... ولكنى الآن اشعر بحنق شديد على أوضاع مصر التي تحطم أحلامنا وتغتالها، نعم فحتى حقنا في الحلم أصبح صعب........ ولقد قصدت الإطالة حتى يتسنى لي إن أمكن جواب وافى وفيه علاج لما فيه وأوصى بتعدد الآراء حتى لو أستغرق وقتا ً كثيرا ً..........
وجزاكم الله خيرا ً كثيرا ً......
11/08/2006
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
تعبت وأنا أقرأ تفاصيل معاناتك فهل أنت عموما مغرق في التفاصيل وهذا سبب الحقيقي لمعاناتك وأرجو أن تجد غيري من يقرأ بأناة أكثر مني سطورك كما أوصيت.
أعارضك في عدم الوضوح والتعامل المباشر بحجة أنكم تعرفون بعض جيدا فمعرفتكم الجيدة والعميقة لم تمنع ارتباطها بآخر ولا ارتباطك بأخرى فالزواج يا أخي عقد يتطلب الوضوح. أعتقد أن ما يربطكم هو الشعور بالألفة بحكم القرابة وطول التعارف ولا بأس إن أضفنا شيء من الانسجام بين الشخصيات ومع ذلك يبقى بعيدا عن مجال الارتباط وفي كل الأمور الهامة والحساسة تكون الدقة يا دكتور مطلوبة فلا يجوز أن تعالج بناء على اعتقادك فلا بد من فحوص مباشرة للتأكد.
أخشى أن تكون أنت من تتظاهر بالأخوة ولكنها تعنيها وللخروج من الظلام لابد من الخوض المباشر في الموضوع ففارق العامين الذي تراه عائقا قد لا يكون كذلك من وجهة نظرها وسؤالها بطريقة مباشرة الطريقة الوحيدة للمعرفة.
لا تبرر عسر مزاجك بحالة البلد العامة فشعوبنا العربية كلها كذلك منذ زمن ولكن صعوبة الظروف تستدعي استثارة الهمة لمزيد من العمل لا الاستسلام, ورغم كل ما لدينا من ضغوط ما زال هناك ناجحون سعداء بتحقيق الصمود في وجه جميع أنواع الصعاب بل وتجاوزها.
إن كانت رسالتك هذه نموذجا لأسلوب تفكيرك وسلوكك دائما أنصحك بطلب مساعدة متخصصة مباشرة.
ويتبع>>>>>>>>>>>: حدوتة معقدة م