الاختيار
بسم الله الرحمن الرحيم؛
في البداية أشكركم الشكر الجزيل حائرة في الاختيار، هناك أكثر من شخص متوفر أتقبله كزوج، اقصد كلهم بالحد الأدنى جيدون وبالحد لا أقول الأدنى بل المتوسط بل الجيد والجيد جدا والممتاز،، كلهم لديهم صفات أحبها، وهنا كيف اختار.. تعلمون سادتي أن الاختيار ليس فقط لشخص بعينه إنما أيضا لأهل جديدين وعائلة جديدة وأقارب ونمط جديد تأخذه كتأقلم مع الوضع الجديد وعادات جديدة ومكان جديد أيضا... هنا ما هي الأولوية بالنسبة للعوامل التي ذكرتها؟
أركز على بالأول العائلة، العادات، مميزات الشخص نفسه؟؟؟ هذا أول سؤال... ولأعد إلى العامل الرئيسي وهو الشخص الذي اختاره، صديق الحياة الأبدية...
1- أنا لا عرف ما هو المعيار الذي يجب أن أقايس هذا الذي جاء يخطبني عليه أساسا.. القضية الأولى كما قال الرسول الدين والخلق -صلى الله عليه وسلم- ... ما هو الدين الذي أرضاه.؟ أنا أتمنى في نفسي أن اخذ من هو تقي ورع في نفسه وان يأخذ بيدي هو ويعلمني هو، لكن هل من ارضي دينه هو ذاك المتدين بالفطرة السمح الخلق، الذي يشكل النموذج البسيط للمتدين أن جاز التعبير صاحب الالتزام العملي والصادق لكن دون الولوج في خضم تعقيدات الكتب ووما فيها من شروح ومجادلات وتفسيرات ونظريات، أم ذلك أيضا صاحب الخلق والعلم ولكنه أيضا من هؤلاء أصحاب الاطلاع الواسع إلى السياسة وأمور الفكر وووو...
أم أن كلاهما خير وعلي اختار من يوافق شخصيتي أكثر، وهل اختار من يفوقني بمسافات واجده شبه الكامل أو لنقل في مرتبه عاليه جدا، أم من هو أعلى مني بقليل، وننمو معا... أنا أميل في نفسي إلى محبه الأذكياء أو المميزين أو الألمعيينbrilliant، أجد نفسي تلقائيا انظر إليهم وأحب أن أتعامل معم وتتولد "هيبة محبه" تنقاد نفسي إليهم بصوره تلقائية مع أن ربما هناك من أخطاء أو خلل كبير وهناك من هو أفضل بشكل عام من كل ناحية لكنه ليس ذاك صاحب الحضور المختلف.
هل أجاري هذا الهوى في نفسي أم يجب أن احكم عقلي واختار الأخير بمعيار الله تعالى، أكرم الناس اتقاهم وليس المهم الصحن بل ما فيه، ولا اقصد طبعا أن اعدد مواهب أو هوايات بل أن يكون أنسانا فذا، نسيج وحده كما يقال.. هناك صحابه مثل عبد الله بن عباس تجد محبتك له لذكائه وجرأته، وآخرون لأنهم أتقياء اخفي بداخلهم أسرار ما، ومحبه عاليه وعدم اكتراث بكل شيء، صفاء في النفس، امثل بهذا على نوعي المحبة الذي احتار بينهما..
2- إلى أي مدى علي أن احدد الخلق عنده,, كل ابن ادم خطاء، كيف أميز بين الخلوق من غير الخلوق وما هي الأخلاق ذات الخطوط الحمر التي لابد من وجودها وإلا...
3- هل أغمض عيني أمام فقر أو غنى أي خاطب وانظر إليه نفسه من هو، وموضوع المال يكون بقدر رب العالمين، هناك من جاء مستواه المادي أعلى بكثير فرفضته ابتداء لأني لا استحمل أن أعيش حياه من نوع عال الرفاهية، السيارات الفخمة والخادمة وتوفر كل شيء دائما.. لكن هناك أيضا من يشابهنا ونحن الحمد لله وضعنا عال، أنا أبي طبيب، المال موجود، لكن كعادات استهلاك ونمط شراء وشغل فنحن لم نخرج عن بساطة العادات الريفية في كل ما نملك ومكان السكن، هناك من لديه نفس الوضع، أي ذاق أو شاهد على الأقل وضع النعمة ووضع الفقر، فيحمل بذلك معه أدب النعمة وتواضع الفقر كما يقال..
هناك آخر فقير جدا، وعانى الكثير في حياته، عمل في النجارة منذ صغره وأهله معتمدين عليه، كما يقولون بالعامية مدعوك، هو صاحب دين وخلق وعائلته كلهم كذلك، لكن ربما اطلاعه وفهمه ربما اقل من الأول،، هذا لديه مسكنة وتواضع أكثر من الأول ولا اتهم الأول بالتكبر لكن بالاعتداد الشديد بالنفس..
أنا لو أخذت الثاني فلن ينقص علي شيء وسأكون سعيدة، لست من النوع الذي يشتري إلا الضروري، لست ممن يهتم بالعفش وحتى الأمور التي يهتم بها البنات،، أخذت دورة تجميل وخياطة وأظن استطيع أن أتدبر أمري بكل شيء حتى لو أخذت الفقير، لكن خائفة أن تعزه نفسه بالنسبة لنظرة الناس، وقد يكون لكلامي معه،، أنا اقضي كل يوم 6 ساعات اقرأ وأتحدث بأكثر من لغة وجلس طويلا على الكمبيوتر. هذا ينعكس بلا شك على الكلام الذي احكيه.
الأول لن يكون هذا إلا مميزات بالنسبة له ربما أعجبه بسبب ذلك، لكن أخاف من الثاني أن يكون من عدم المراعاة والتكبر الغير مباشر، أخاف أن يؤذي بان يبقى يفكر في قرارة نفسه أنا نجار وهي صيدلانيه تسكن معي في غرفه واحده خاليه تخبز مع أمي صباحا الخ.. ربما أقنعه وأزيح هذا من رأسه عندما يعلم كم أنا سعيدة وراضيه،، لكن المشكلة في نوع الكلام الذي اقضي وقتي أتحدث معه، هل اصمت كل ما هو قابل من السنين كما هو حالي ألان، لا احد يطلع على ما أفكر به، أحادث الناس كل منهم بما يهمه، لدي صديقات مستودعات للأسرار وخصوصا واحده منهن، لكن ما زلت وحدي.
كنت أتمنى لو يكون من اختاره يشابهني في كثير مما عنده، واجد أني معه احدث نفسي، يفهمني بوضوح ، يفهم ما اقصده بوضوح، وأعيش معه بوضوح، لا تكلف لا مجامله، أريحيه تامة.. الأول أجده ربما اقرب من ناحية التفكير الميول وكما أسلفت نمط الحياة، الثاني نوع جديد جدا من الحياة لكن في نفسه ربما أفضل وانقى وابسط ,, عنده الحياة تتعرى من جميع أنواع المظاهر والشكليات ولفت الأنظار على الصعيد المادي أو الجاهي.....
الحياة لمجرد أن أعيشها أو نعيشها نحن لحظة بلحظة وخطوة بخطوة يتلخص كل ما كتبته في أمرين: انا لا اعرف من وماذا أريد؟؟ أنا لا اعرف من الذي يجب أن أريد؟؟ –كمعيار للمناسب والأفضل، معيار خارجي ثابت تضعونه انتم كون الذي ينضرب بالعصا ليس كمن يعد الضربات، معيار محايد- أخر قضيه: أنني ركزت على 2 لكن هناك الكثيرين غيرهم ممن يتقدم إلي، أنا للان رفضت أيا منهم لم أقابل ولم أحادث ولم اسأل أهلي حتى كثيرا لأني مازلت سنه أولى جامعه وارفض الزواج لحين قبل التخرج بقليل على الاقل، وأتوقع أن يبقى الوضع كذلك، ولا تظنوا أني صاحبه المميزات العظيمة، ليس كل ما يلمع ذهبا، لكن ما يسمعه الناس، وربما كونهم لا يرونني كثيرا فيظنون أن هناك شيء ما في الخفاء.
ولاعتبار أبي وأمي، احترام الناس لهم وعلاقاتهم الممتدة، وعندي جمال لا بأس به ربما يجعل الناس عندما يضعون ليسته أو قائمة في أسماء البنات التي من الممكن خطبه أبنائهم أكون من المدرجين.. لكن المهم أني لا عرف لماذا أغمضت عيني فلم اعد انظر إلا لهذين الشخصين،، هل أنا محقه أم خاطئة في هذا..
والأمر الآخر أن الاثنين كلاهما لم يتقدم احدهما بخطبه رسميه لكن سمعت ما يوحي بذلك.. ما يشترك فيه الاثنين أن كليهما من بلد آخر، وربما أنا بهذا أريد احدهم كنوع من الهروب أو الهجرة من الوضع الذي أنا فيه إلى حياه جديدة أبدؤها من الصفر واخلف ورائي متاهات ضعت فيها.. وضع جديد ومختلف100%، كلاهما يحمل شخصية وعادات وتدين من النوع الذي يصادف هوى في قلبي. مع وجود التفاوت.. عائلتيهما سيكونون أهلا حقيقيين صراحة لا مبالغه، فالعائلتين تربطنا بهم علاقات قويه وكلهم أحبهم.وكلاهما خلقه حسن وطباعه مع وجود التفاوت،، وتبقى الشخصية مميزاتها التي لا دخل لها بالجيد والسيئ وهذه لا استطيع تمييزها إلا عند المقابلة أي بعد وقت طويل.. واعرف أن أسئلتي سابقه لأوانها...لكن هي تتردد بكثرة على خاطري.. واعتذر عن الإطالة والإزعاج بكتله من اللخبطة... أم أوقف نفسي هنا وأقول: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالانباء من لم تزود.
لتقريب الصورة أكثر، الاثنين من تركيا التي هي أصلي منها مع أن خروجنا كان منذ 100 سنه تقريبا لكن مازلنا نحتفظ باللغة والعادات والمحبة كذلك لها، مع أننا معتادون على الحياة هنا ومتجذرون أيضا. هل لهذا سبب في أني أحب أن اسكن هناك وابعد عن كل ما حولي، لغة أخرى، والنمط الديني هناك يختلف كثيرا (وكلاهما ممن ينساق فيه والأول كفته ترجح) عن هنا ويوافق هواي أيضا، الالتزام المتحضر والأكثر بساطة والذي يركز على الجوهر، ويأخذ تقديس الشعائر كمسلمات فهل لأني أتوق لهذا أفكر في الذهاب هناك واسقط من حسابي معايير قد تكون أهم..
وكلاهما تربطني به قرابة بعيدة من جهة الأم، أي أباؤهم أتراك 100% أما أمهاتهم فمثلنا أتراك عرب، والناتج أنهما أتراك بنسبة عالية لكن هناك ارتباط بالثقافة واللغة هنا خاصة أن كلاهما عاش هنا فتره طفولة جيدة، ويأتون كزيارات. وهذا يجعلهما يختلفان عن أتراك آخرين ربما يحملون مواصفات أنا أحبها كثيرا لكن أرفضهم لعدم اتصال إطلاقا بأي من عاداتنا أو ببلد عربي مما يجعلهم غرباء كثيرا ولا أشعر بأني أتقبل هذه الفكرة أبدا أخالط الكثير من الغرباء من الجيران وفي الجامعة كتعارف وصداقة أما اقضي حياه كاملة فهذا ليس سهلا.. أعتذر مرة أخرى، وأسأل الله أن يساعدكم في وقت تحتاجونه كما تساعدون أنتم..
12/08/2006
رد المستشار
السلام عليكم؛
أشكرك على حسن الدعاء ولك مثله إن شاء الله.
كإجابة عامة حول تساؤلك عن كيفية ترتيب أولويات اختيار الزواج أجيبك بأنه لا توجد ترتيبه موحدة للجميع ما عدا ما هو ثابت في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بأن من لا يعاب دينه وخلقه يعتبر خيارا جيدا، ومع ذلك تبقى لكل فرد الحرية المطلقة حتى في وضع هذين الأمرين في الاعتبار عند الاختيار فما هو مهم بالنسبة لك قد لا يكون كذلك لغيرك فلا محك واحد.
من مبادئ اختيار شريك الحياة مبدأ يسمى التكامل أي أن تختاري طرفا آخر لديه ما ينقصك وتنتظرين أن يكمله، وهناك مبدأ التكافؤ أي أن تختاري من يوازيك في كل ما يعنيك من جوانب سواء اقتصادية أو اجتماعية ومرة أخرى أيهما اتبعت في الاختيار أمر شخصي لا صواب ولا خطأ فيه.
تنويه قبل أخير تعليقا على استشارتك نحن كمستشارين أو كنفسيين لا نضع الشروط لأحد كما ذكرت ولكننا نوصي بناء على ما يتوفر لنا من علم وخبرة مباشرة ومنقولة ولكن القرار في النهاية يعود لصاحب الشأن.
عزيزتي لا بد لك من استشارة سريعة لطبيب نفسي ليفحص بشكل أكثر وضوحا معاناتك من الوسواس القهري واجترار الأفكار الذي له أكثر من إشارة في سطورك وستكونين بعد ذلك أكثر قدرة على اختيار الزوج المناسب، مع تمنياتي لك بالعافية والسعادة دائما.
واقرئي أيضًا :
اختيار شريك الحياة مسئولية من؟
الجلسة الأولى لاختيار شريك الحياة
حيرة كل فتاة عند اختيار شريك الحياة
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط؟
ويتبع>>>>>>>>>>>: اختاري من لديه ما ينقصك م