السلام عليكم ورحمة الله؛
كنت في سن الثامنة عشرة إنسان طبيعيا ولي الكثير من الأصدقاء وكنت أنسانا عاديا إلى أن بدأت مشكلتي بحيث في يوم ما قررت أن أغير نفسي وهنا بدأت مشكلتي بأني في الأول كنت أحسبها لعبا بحيث أنني بدأت أغير في تصرفاتي وطريقة كلامي مع تخشين أو ترقيق لصوتي وكل مرة كنت أقول يجب أن أكون مثل هكذا وبعد مدة أقول لا يجب أن أكون غير ذلك.
مرت فترة وبدأت مشاكلي مع الناس بدأت أحس أنني لا أحد من الناس يحبني ولا بد لي أن أتغير لكي يحبني الناس وفي هذه الفترة تجاوزت الباكلوريا وذهبت إلى الجامعة هنا بدأت حالتي تتأزم أكثر فأكثر ففي العام الأول سيدي كم من مرة قررت أن أتوقف عن الدراسة بسبب كل الأفكار التي كانت تراودني بأن ليس لي أصدقاء وأن الناس تكرهني وأذكر أنه في يوم من الأيام أصبت بهستريا , انهيار وبدأت بالبكاء وأنا لا أعلم ما حصل لي فقررت التوقف عن الدراسة.
وبعد مدة 8 أشهر رجعت من جديد لدراسة وأتممت دراستي وتلك الأفكار لم تبتعد عني ولا حتى التصرفات بحيث كل مرة أقول يجب أن أكون هكذا فمرة إنسان قليل الكلام ومرة أقول لي نفسي يجب أن أكون اجتماعيا أكثر وأغير من طريقة تصرفاتي وكل ذالك وأنا أحس بعذاب نفسي في داخلي.
أنهيت دراستي وأنا على هذا الحال وبعد فترة من توجهي إلى الحياة العملية قررت أن أتوقف عن هذه الترهات وأنتبه إلى عملي لكن لم أستطع من التوقف عنها بحيث أنني أصبحت تائها لم أعد أعرف من أنا وأصبحت أفكاري مشوشة وكل مرة أظهر بشكل أمام الناس وسببت لي مشاكل مع الناس الذين أشتغل معهم وأنا الآن مقبل على الزواج وخائف من أن أسبب الأذى لأولادي وزوجتي وحائر هل أتمم الزواج أم لا؟
أحيطكم علما أنني ذهبت مرة فقط لطبيب نفسي فوصف لي دواء وبعدها انقطعت عنه، عمري الآن 27 سنة وأحس أن هذه الحالة نقصت كثيرا، كما أنني في هذه الفترة 9 سنوات اكتسبت عددا من الأصدقاء، كما أنني كذلك قمت ببعض المشاريع الناجحة،
آسف عن هذه الإطالة
ومني لكم فائق الشكر والتقدير.
18/08/2006
رد المستشار
صديقي
في كل ما حدث لم تتوقف على ما يبدو وتسأل نفسك عن مواصفات الشخصية التي تريدها لنفسك.. تحديدك لهذا وتحديدك لقدراتك ومواهبك وهواياتك سوف يمنع كليا مسألة الحيرة والتقلب بين صفات متضادة من شخصيات مختلفة.. ألا تلاحظ مثلا أنك ممثل جيد؟.. عليك أن تعي هذا جيدا وتعي أنه من الممكن، من واقع ما قلت، أن تتقمص صفات أي شخصية تريدها وأن تكتسب هذه الصفات مع قليل من الوقت والتكرار أو الاستمرار في أداء صفات هذه الشخصية... في الواقع كل إنسان قادر على فعل هذا في مختلف المجالات.
من المهم جدا ألا تمتنع عن الدواء الذي وصفه لك الطبيب إلا بعلمه وتحت إشرافه لأنه من الممكن أن يسبب لك ذلك بعض المتاعب وعليك أن تحصل على كل المعلومات اللازمة قبل اتخاذ قرار كهذا...
من المهم أيضا أن تتباحث مع الطبيب أو المعالج أو المستشار النفسي من أجل تحديد الصفات التي تريدها لنفسك ورسم خطة سلوكية للوصول إلي هدفك.
وفي النهاية لدي سؤال: كيف تريد أن يحبك الناس وهم لا يعرفون من أنت ولا تعرف أنت من أنت؟ وكيف تفهم حبهم وأنت لا تحب نفسك (لأنك لا تعرف نفسك)..فكيف تحب ما لا تعرف؟؟؟.. ولكن يمكنك تصميم وتأصيل الشخصية التي تريدها وترضاها لنفسك وتحب أن تكون.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.