الشك يقودني إلى الظلام
أحببت أن أشارك لأني مررت بنفس موقف الأخ يوسف صاحب مشكلة (الشك يقودني إلى الظلام) وأحب أن أشير إلى بعض النقاط التي وردت في مشاركته، هو يقول أن عمرها 18 سنة، وأنها كانت على علاقة منذ 6 سنوات، أي أنها بدأت علاقتها بذلك الشاب منذ أن كان عمرها 12 سنة، وهذا يطرح سؤالاً حول مدى غياب أهلها عن توجيهها في تلك المرحلة عندما كانت ما تزال طفلة، ثم هي تقول أنها مارست الحب معه ولكنها لم تفقد عذريتها (وهي بالتأكيد تقصد ذلك الغشاء صاحب الأهمية الكبرى لشبابنا).
وهنا أحب أن أقول أن العذرية الحقيقية هي عدم إعطاء الجسد لأي شخص قبل الزوج، وليس فقط الاحتفاظ بالغشاء لأجله، لذا هناك علامة استفهام حول معنى ممارستها للحب، نقطة أخرى هي أنها كانت متزوجة عرفياً ولم تخبرك بذلك، لذا يا أخي أنصحك إن لم تستطع أن تتغاضى عن هذه النقاط، أن تتركها لتجد شخصاً قادراً على تقبل ذلك ولا تظلم نفسك أو تظلمها بدخول حياة مشتركة بدايتها شك، فأنا قد أحبب امرأة كانت مارست الجنس قبلي بينما أنا كنت بتول، ولكنها كانت رائعة وتحوي الصفات التي أحبها في امرأة حياتي، وأقنعت نفسي بأن سلوكها الآن هو ما يهمني وليس ماضيها، فيهمني أن أكون آخر رجل في حياتها وليس أول رجل، ولكن صدقني في كل مرة أقبلها أو نمارس الحب أشعر بألم يعتصر قلبي من أن أناساً آخرين قد استغلوا امرأتي.
لذا أنصحك نصيحة أخ خبر ألم الشك أن تتركها في حال لم تستطع التغلب على هذه المشاعر، وعندي ملاحظة للموقع وهو أن نفسية الرجل الشرقي لا يفهمها أفضل من رجل شرقي، لذا حبذا لو يتم الرد على هكذا مشاكل من قبل أطباء الموقع، مع الإشارة إلى إعجابي الشديد بردود الدكتورة حنان طقش وقدرتها على بعث شعور المسامحة والتوبة في أغلب ردودها،
أتمنى لك التوفيق أخي يوسف.
16/8/2006
رد المستشار
أهلا بك يا "فادي"
أشكرك على المشاركة فسطورك تحوي نقاطا لا بد من نقاشك فيها. أوافقك بأن العذرية ليست غشاء كما أن الإخلاص لا يقتصر على الجسد، وأنا مصرة على ألا يستمر صاحب المشكلة في التعامل والارتباط مع الفتاة إن لم تكن منظومته القيمة تسمح له بالتجاوز عن ماضيها وأوضحت هذا في سطوري.
يأتي دورك أنت قبلت ماضيها فلماذا تتركه ينغص عليك عيشك مع زوجك؟ يجب أن تبحث عن السبب الحقيقي وراء شعورك بدل التستر بقضية نفسية الرجل الشرقي أين ذهبت الميزات التي أثارت إعجابك عند ارتباطك بها هل زالت بعد أن دفعتك لمخالفة قيمك أم كانت متخيلة من جانبك؟
لكل فرد الحرية والحق في بناء منظومته القيمية ضمن ما هو مقبول بشكل عام اجتماعيا وليس لأحد أن يصادر هذا الحق بناء على تجربته الشخصية التي لها بالتأكيد ظروف وملابسات خاصة لا يجوز تعميمها على خلق الله جميعا بحجة نفسية الرجل الشرقي التي أنت أكثر دراية بها، وكما لا افرض على أحد القبول بمطلقة أو أرملة أو حتى مخطئة تائبة لا يجوز أن تعمم تجربتك الخاصة التي لا نعرف أبعادها على المجتمع فهو أمر خطير على الصعيد الاجتماعي وخاطئ علميا، لنوضح أن القبول هو قيمة خاصة والرفض قيمة عامة لكن لا تعارض بين النوعين.
كثير غيرك من الشرقيين يرى في المرأة سابقة الزواج إيجابيات واقرأ التاريخ عن رجال شرقيون عظماء تزوجوا من غير العذارى -عندما كان للمرأة قيمة كإنسان- ولم نسمع عن ألمهم النفسي فهم مثبتون واثقون من أنفسهم وما أنت بأكثر غيرة من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي خطب الأرملة عاتكة بنت زيد المعروفة بجمالها وثقافتها- ووافق على شرطها بالخروج للمسجد رغم ما هو معروف من غيرته الشديدة على نسائه فلم يجعلها زواجها السابق أو خبرتها أقل مرغوبية من أن تضع شروطا لتقبل أمير المؤمنين فهل رجال زماننا أكثر حمية منه؟!
الحقيقة أنه ليس تسامح بقدر ما هي واقعية أشجع على تبنيها لتيسر علينا جميعا حياتنا فما ذنب هذه الصغيرة التي فقدت الرعاية الو الدية الصحيحة في بدايتها لنحاسبها كراشدة على ما حرمت منه فنزيدها ظلما على ظلم. يمكن فقط أن تقيمها منذ لحظة مسئوليتها، ويحاسبها الشرع على ما تفعل ويتجاوز عما تابت عنه، ويتفق هذا مع الثوابت العلمية النفسية من قدرة الإنسان على الاختيار والتغيير.
يجب أن نتسامح كي لا نعيش في عالم من الزيف والخداع عندما أصبح الطب تحت الطلب عمليات تجميل وترقيع ومهما طلبت أصبح ممكنا. كشرقية أذكر أن التسامح كان من شيمنا وكذلك المروءة لمن هو قادر دون أجبار فالله خلقنا مختلفين.
عندما نرفض منح المطلقة أو الأرملة فرصة في حياة أخرى أين برأيك سينتهي بها الحال؟ الموقف الحقيقي هو في القيمة المعطاة ضمن التربية للبكارة بكل معانيها والقيم كما تعرف قضية معنوية يجب أن نعمل على تغييرها إن كانت تعمل ضد عفة ونجاح المجتمعات بدل الاستسلام لها بحجة نفسية الرجل الشرقي.
لديك مشكلة حين تختزل كيان إنسان في جانب من حياته وسماته فتلك صاحبة تجربة سابقة وانأ مجرد امرأة!! أنا كذلك ولكن ليس في عملي فالدرجة العلمية التي أحملها في الإرشاد النفسي لا تميز بيننا كمختصين على أساس النوع وتؤهلني لفهم أكثر من نفسية الرجل الشرقي.