السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشكلة هي إن الأولاد في المدارس دايما يهتمون بالجنس والصياعة فهل أجد عندكم حل لهذه المشكلة الكبرى؟
22/8/2006
رد المستشار
الابن العزيز بدايةً أنت لم تحدد لنا المشكلة بشكل واضح أو دقيق، ولندع موضوع اهتمام الأولاد بالجنس الآن لأننا سنفيض فيه، ولكننا سنبدأ حديثنا بما سميته أنت (الصياعة)، فما هيَ (الصياعة)؟ ماذا تقصد أنت بها وهل المقصود هو (الصياعة) الجنسية؟ أم (الصياعة) بشكلٍ عام؟
فكلمة (الصياعة) قد تعني كل انحرافٍ عن السلوك القويم على اتساع مستويات ذلك الانحراف، وقد تعني مجرد اللامبالاة، وقد تعني مجرد الرغبة في الاختلاف، لهذا السبب سنقصر ردنا عليك فيما يتعلق بما تسميه (الصياعة) على (الصياعة) الجنسية، لأن من الواضح أن هذا هو سببُ قلقك.
كلمةٌ أخرى قبل أن أبدأ ردي عليك هيَ، عن الهدف من سؤالك ، فأنت تقول (فهل أجد عندكم حل لهذه المشكلة الكبرى؟)، إن الخدمة التي تقوم بها صفحتنا استشارات مجانين هيَ بالأساس المساعدة في حل المشاكل النفسية الشخصية، وليس في حل ما قد يمثلُ ظاهرةً اجتماعية ما في زمن ما، قد نتعرض لمناقشة مثل هذه الظواهر لكن فقط من ناحية تأثيرها النفسي على الشخص صاحب المشكلة، وقد تكونُ لمساعدتنا من يستعين بنا بإرشادنا له دورا اجتماعيا على المدى الطويل ولكن ليس إلى حد حل تلك المشكلة الكبرى من وجهة نظر حضرتك.
أما الموضوع الأساسي في سؤالك فهو اهتمام الأولاد في المدارس بالجنس، وليس لفظ الاهتمام هنا واضحًا مع الأسف ولم تحدد المقصود به، وإنما فتحت الباب لنا وتركته مفتوحًا، ومع ذلك فإن اهتمام الأولاد (بل والبنات) في المدارس وفي غيرها بالجنس أمرٌ طبيعي، مادام في حدود الرغبة في المعرفة، بل إن التعتيم على ذلك الاهتمام وإنكاره هو الذي يسببُ المشاكل الكبرى، وهو الذي يقف خلف كثيرٍ من السلوكيات الخاطئة، وأعتقد أن التوجه الثقافي الحديث للدولة قد بدأ يأخذ ذلك الأمر في الاعتبار.
إن مجرد السماح بأن يكونَ لدى الأولاد والبنات مصدر مشروع للاستفسار عن الأمور الجنسية سيفقدَ الأمرَ تلك الهالة التي أشعرتك بخطورة أن يهتم الأولاد في المدارس بالجنس، إن الطبيعي يا بني هو أن اهتمام الكائن البشري بالجنس يبدأ ربما قبل أن يتعلمَ الكلام، ولكن ذلك الاهتمام يأخذُ أشكالاً متعددةً ويظهرُ للجميع أحيانا ويختفي عن عيون الكبار أحيانًا وهذا هو الطبيعي، فإذا تفهم الكبار ذلك وأصبحوا قادرين على التحرر من عقدهم هم الشخصية، وأصبحوا على استعداد للرد على أسئلة أولادهم أو تلاميذهم فإن الأمور ستكونُ أفضل بكثير وأقرب ما تكونُ إلى الطبيعية.
معنى كلامي الآن هو أن الخلل الذي تحس به أنت الآن إنما يتحملُ مسئوليته الكبار أكثر مما يتحملها الصغار في المدارس، وأنا أنتهز هذه الفرصة لأخبر كل متصفحي الموقع عن استعدادنا التام للرد عن كل استفساراتهم الجنسية خاصةً تلك التي يعتبرونها مشاكل كبرى، بينما هيَ في الغالب أمور طبيعية!
أما (الصياعة) الجنسية فموضوعُ مختلف تماما لأنها هنا قد تحمل معنى الخطأ والفعل في غير وقته وغير مكانه، وهذا ما أتمنى إذا فتح الكبار صدورهم وعقولهم للصغار ألا يقع فيه الصغار، وأخيرًا أهمس في أذنك يا بني بأن الجنس ليس عيبًا ولا خطيئةً في حد ذاته، بل هو من نعم الله على الإنسان، بل هو من أكثرها إمتاعًا للإنسان، بشرط أن يمارس في وقته ومكانه حسب معطيات المجتمع والثقافة المعينة التي ينتمي لها الشخص، وبشرط أن تقترن المتعة بالمسئولية والمسئولية طبعًا لا تطلبُ إلا مِن مَن هو أهل لها.
وفي النهاية أتمنى أن أكونَ قد وفقت إلى إقناعك بضرورة مراجعة أفكارك، وفتح النقاش مع والدك أو مدرسيك لأنهم أفضل من غيرهم، فإن لم يكونوا على استعداد لذلك فنحن معك، وتابعنا بأخبارك.