هل اصطنعت فيتيشيتى
بسم الله لا أعلم من أين أبدأ ولكن المهم أني منذ عام _ وقد كنت أعلم أن المازوكية حب الإيذاء الواقع على النفس _ ولكن منذ عام علمت بوجود علاقة بينها وبين الجنس، من ذلك الحين ما عدت مراهقا وتوصلت إلى موقعكم وأخطأت خطأ كبيرا عندما كنت أقرأ المشكلة دون الحل وذلك بهدف إثراء خيالي الجنسي.
وتابعت الاطلاع على حالات المرضى وقرأت قصصهم وكلما قرأت قصة أحدهم أصبح مريضا بحالته المازوكية ثم اتسع الأمر وشمل حب الرمامة فقد أصبحت سجية فيّ أن أحب معاملة قذر المرأة وما هو أكثر من ذلك بل وسيطرت على فيتيشية القدمين للمرأة وعندما أقوم بالتخيل الجنسي فإن الفعل العادي لا يشبعني فأتطرق إلى تلك الخيالات الرديئة، الأمر المحير هو أني عندما أنعم بالتوبة من الله أكره هذه الأشياء لأنها تبعدني عن الله لا لأني أكرهها ذاتها ولكن إذا فكرت في الجنس تفكيرا عابرا أشتاق إلى فعل ذلك مع زوجتي وعندما أنتكس أفعل ذلك مع الاستمناء.
فمشكلتي تكمن في أني أخاف من أن أرغب في فعل تلك الأفعال المشينة مع زوجتي، بالمناسبة منذ صغرى وخيالي الجنسي يملؤه الألم وزاد في المراهقة واستفحل الأمر عندما اطلعت على حالات غيري، وعندما قرأت بعض الردود لم تغير في موقفي.
هل اصطنعت فيتيشيتى متابعة مهمة
معذرة لم أذكر تفاصيل مازوكيتي، بدايتها منذ المراهقة كانت بعض أجزاء بقسوة وهى مواضع مرتبطة بالإثارة، ثم بالتعرض للماء الساخن جدا عند الاستحمام، ثم تعريض الجسم إلى الكهرباء متوسطة التأثير لإحداث الألم، وجلد الذات على المؤخرة بشدة حتى الإدماء، ووخز النفس بل في مرة قمت بخياطة حلمتي ومؤخرتي، وتسخين معدن ولسع الجلد بقسوة حتى ينسلخ.
أما عن الرمامة فأنا أخجل من القول بأني كنت أتخيل أن برازي هو براز زوجتي وأقوم بشمه وتدليك نفسي به، بل وقمت بلعق حذاء إحدى جاراتنا، كم أنا خجل لتمرغي في تلك الأوحال، والعجيب أني عندما أتوب أبكي ألما على ذنوبي ثم لا ألبث كثيرا حتى أعود، وما يجب ذكره هو أن خيالي به أكثر من ذلك مع العلم بأني في حياتي العادية البعيدة عن الجنس، نظيف جدا جدا ويعجب الناس من شدة تنظيفي لنفسي مع العلم أنه ليس حالة مرضية لكنه متفقة مع مبادئ الصحة العامة التي أتمتع بمخالفتها أثناء التوحل الجنسي.
وجزاكم الله كل خير.
25/10/2006
رد المستشار
السيد/ "خايف"
بطبيعة الحال أشكرك لأنك أخيرا بدأت في مراجعة نفسك وبعثت طلبا لمساعدتك في حل لمشكلتك لأن المصابين بمثل مرضك غالبا ما يفضلون عدم البوح بها. وبالرغم من تفاؤلي دائما برحمة الله ولكن تلك المشكلة تحتاج إلى جهاد صادق للنفس لا لما تقوله: "والعجيب أني عندما أتوب أبكي ألما على ذنوبي ثم لا ألبث كثيرا حتى أعود وما يجب ذكره هو أن خيالي به أكثر من ذلك".
وأريد أن أذكرك في هذا الموضع أن هذه ليست توبة فالتوبة هي:
- البكاء والندم على ما ارتكبه المرء من الذنوب والمعاصي.
- وتجنب والبعد عن كل ما يقرب أو يساعد في التفكير والتلذذ بارتكاب المعصية.
- ثم أخيرا عدم الإصرار على تكرار المعصية.
أما ما يحدث لك من ألم فهو وخز من الضمير وحيث أن ضميرك يقظ بدرجة كبيرة فألمك يصبح كبير بنفس الدرجة أو أكثر وهذا ما تتميز به الشخصيات الوسواسية ثم أنك تطلق العنان لخيالك للتفكير والاستمتاع بمثل هذه الأمور بل وتحفز السلوك بممارسة العادة السرية فالفعل يعزز الخيال والخيال يعزز الفعل وتدور في دائرة لا خروج منها. ويصبح الفعل الإرادي لا إرادي وتنقلب العبادة إلى عادة ومن الناحية البيولوجية تقوي الترابطات العصبية المتصلة بهذا الأمر ويصبح التخلص من هذا السلوك كخروج الروح من الجسد أو تخليص الجلد من الشوك فنحتاج لألم مماثل للذة التي تشعر بها عندما تقوم بممارسة هذه السلوكيات ولكن هيهات... فبعد التخلص من هذا السلوك ستجد لذة أخرى لها طعم مختلف ولا تعادلها لذة التمادي بأي حال.
وأما ما تدعيه من نظافة فهي ردة فعل (Reaction formation) للاتساخ الداخلي والذي تعاني منه وهي وسيلة دفاعية لا شعورية لتحمل الآلام والنوازع والغرائز البدائية الكامنة عندك في منطقة اللاشعور.
أعتذر عن قسوتي معك ولكن على أية حال ما تعاني منه إنما هو نوع من المازوكية الجنسية وبالاستعانة بكلام أخي الأستاذ الدكتور/محمد المهدي فنجده يقول: "المازوكية الجنسية: وهى تعنى الشعور باللذة الجنسية فقط حين يكون الفعل الجنسي مصحوبا بالإهانة اللفظية والعنف الجسدي للشخص المازوكي. ويعتقد فرويد أن الشخص المازوكي لا يستطيع الشعور باللذة الجنسية في الأحوال العادية نظرا لشعوره بالقلق وإحساسه بالذنب لذلك فالإيذاء الجسدي أو المعنوي يخففان من هذه المشاعر ويسمحان بالشعور باللذة الجنسية وكأنهما غطاء لابد منه للوصول إلى هذا الشعور.
أما عن أسبابها فهي ليست معروفة بالتحديد ، ولكن علماء النفس (خاصة التحليليون) يرون أن الشخص المازوكي يتعين (ويتماهى) بأمه (يتقمص دورها الأنثوي) بدلا من أبيه خاصة إذا كان الطفل قريبا من أمه بدرجة زائدة وشعر أنها مظلومة من أبيه أو من غيره فهنا يتعاطف معها ويحب دائما أن يكون في وضع المظلوم مثلها حتى يخفف من مشاعر الذنب حيالها، والمازوكي لديه شعور عميق بالذنب (ربما لوجود مشاعر عدوانية أو جنسية بداخله) لذلك يحتاج للإيذاء النفسي والجسدي للتخفيف من هذه المشاعر المؤلمة وساعتها يشعر بالراحة أو بالنشوة. والمازوكي يشعر بالوحدة والخوف من هجر الحبيب لذلك فهو يعشق دور المظلوم والضحية لكي يكسب عطف الناس واهتمامهم.
وبناءا على ما سبق يمكن القول بأن الخلافات بين الوالدين في مرحلة الطفولة وتعرض الأم للظلم من أقارب الوالد ربما يكونا الدافع في الطفولة المبكرة لكي يتوحد الطفل بالوالدة ويتعلق بدور المظلوم وينشد الإهانة والتعذيب للتخفيف من مشاعر الذنب وللتخفيف من مشاعر الوحدة ومخاوفها.
والعلاج المستخدم في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي المتوجه نحو الاستبصار (Insight oriented psychotherapy) ويتم من خلال عدد من الجلسات النفسية الفردية التي يصل من خلالها الشخص المازوكي (بمساعدة المعالج) إلى جذور مشاعر الذنب وهى غالبا ما تكون دفعات عدائية يريد أن يعاقب نفسه عليها حتى يستريح، أو يرى أسباب تعينه بأمه وفشله في التعين بأبيه في مرحلة الطفولة المبكرة، أو يرى وحدته القاسية وخوفه من الهجر وبالتالي يسعى لاجتذاب الاهتمام والتعاطف من خلال دور المظلوم والمعذب والمحبط. وهناك وسائل علاج ذاتية إيجابية تخفف من مشاعر الذنب العميقة وهى الصيام والصلاة والحج والصدقات وفعل الخيرات وتحمل المشاق في سبيل أعمال الخير والبر.
شفاكم الله وهداكم لما يحبه ويرضاه.
ولمزيد من المعلومات حول هذه الحالة المرضية يمكنكم قراء المشكلات التالية من على صفحة استشارات مجانين:
السادية والمازوخية: بين الطبيعي والمرضي!
هل أنا طبيعية أم مازوخية، متابعة
السادية والمازوخية وحكم الشرع
حب العقاب من الأنثى: أم استعراض مازوخي