حكم ملاعبة الدبر بالإصبع
بسم الله الرحمن الرحيم؛ أنا متزوج منذ سنتين والحمد لله فلا وجود للمشاكل في علاقتي مع زوجتي غير أني أحب أن تلاعب دبري عندما نمارس العلاقة الحميمية وبدأت هذه العادة منذ بداية زواجنا حيث كانت في بادئ الأمر كانت للملاعبة لا غير لكن الآن أصبحت عادة
لا أستطيع ترك هذه العادة السيئة وهي وزوجتي لا تمانع من هذه العادة، لكن أحب أن أعرف ما هو حكم هذا الأمر في الإسلام هل هو محرم أو فيه إثم
وشكرا
25/10/2006
رد المستشار
الإشباع الجنسي هو أهم أهداف النكاح ولم يقلل الإسلام من أهميته، بل أولاه الإسلام بالعناية والتهذيب بل جعله الإسلام بابا من أبواب القربات ففي الحديث قال: صلى الله عليه وسلم (وفي بضع أحدكم صدقة! قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أليس إذا وضعها في حرام، كان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر)
وقد حدد الإسلام الطريق السليم لإشباع الرغبة الجنسية، فلم يجعل للاستمتاع طريقا سوى النكاح وأغلق كل ما سواه ابتداء من النظرة المحرمة فما فوقها...
حدود الاستمتاع بين الزوجين:
أما مساحة العفو في الاستمتاع بين الزوجين فهي واسعة، فلكل من الطرفين أن يذهب بصاحبه المذهب الذي يريد من جماع وغيره، ولم يستثن الشارع إلا أمور ثلاثة:
1ـ الجماع أيام الطَّمث..
2ـ الجماع في الدبر، أي الإيلاج في الشرج..
3ـ المداعبات التي ثبت أنها تضرُّ أحد الزوجين أو كليهما، بشهادة أصحاب الاختصاص أي الأطباء.
أما ما وراء هذه الأمور الثلاثة المحرَّمة، فباقٍ على أصل الإباحة الشرعية.
ولكن الذي يجب التأكيد عليه هو أن ما يحدث بين الزوجين إما أن يكون في دائرة المألوف من صور الاستمتاع، أو غير ذلك من صور الاستمتاع التي تتفاوت فيها الطائع وتختلف فيها النفوس.
أما الاستمتاعات الفطرية التي تهفو إليها الغريزة الإنسانية بالطبع، كالجماع ومقدِّماته، حقّ لكلٍّ من الزوجين على الآخر، ولا يجوز الامتناع أو التّأبِّي إلاّ عند وجود عذر مانع.
وأما الاستمتاعات الأخرى التي يتفاوت الناس ـ ذكوراً وإناثاً ـ في تقبُّلها، ما بين مشمئزّ منها وراغب فيها، فلا سبيل إليها إلا عن طريق التَّراضي، أي فليس لأحد الزوجين أن يُكره الآخر على ما قد تعافه نفسه منها.
ووضع إصبع الزوجة في دبر زوجها يدخل في معنى الشذوذ، ويخشى منه أن يصير ذلك عادة متأصلة.. قد لا يكتفي فيها الرجل بعد ذلك بمجرد وضع الإصبع، بل يتطور الأمر عنده ويطلب منها أن تستعمل معه ذكرا صناعيا مثلا. وثمة أمر آخر يتأكد معه منع هذا الصورة من صور الاستمتاع هو أن الدبر هو محل النجاسة المغلظة، ومن علل منع الوطء في الدبر ملاقاة العضو للنجاسة المغلظة، فكذلك إدخال الإصبع فيه ملامسة لعين النجاسة المغلظة بغير حاجة.
ولذلك فننصح الزوج أن يقلع عن هذا النوع من الممارسات وإن وجد الأمر متأصلا فيه وتنازعه نفسه بشدة ولم يستطع أن يقوم اعوجاجها ويكتفي بما هو مباح فلزاما على الزوج أن يعرض نفسه على طبيب نفسي مختص، لأن الإصرار على هذا الأمر والعجز عن الرجوع إلى الاستقامة دليل على أن الأمر قد تحول إلى مرض ولا بد من الأخذ بأسباب الشفاء.
نسأل الله تعالى أن يكفنا بحلاله عن حرامه وأن يغنينا من فضله عمن سواه...