أنا ... وأمي .... والوسواس!
كل فطر وأنتم بخير؛ والموقع بإشراق
د وائل إن متابعة أنا وأمي والوسواس ليس لها أصل عندي ولكن عندما نشرت الاستشارة ونصحت أنا صاحبة المشكلة بالابتعاد عن الطاعات قليلا، ثم جاء تعليق حضرتكم بالتقرب من الطاعات أكثر، هذا أثار الأسئلة في أذهان الموسوسين في الطاعات وقالوا أيهما أفضل أنتقرب من الله ونكثر الطاعات ويكثر معها الوسواس، أم نقلل منها ونقلل الوسواس.
وقد اتصل بي أحدهم عبر الهاتف بأن نوضح الأمر أكثر على الموقع بخصوص هذه الاستشارة.
لذا يا أستاذي أنا كتبت المتابعة على أن تنشر كمتابعة للرسالة الأصلية التي وردت من صاحبة المشكلة لكي يتم توضيح الموضوع أكثر كي لا يحتار الموسوسون أكثر.
ولكم تقديري واحترامي
25/10/2006
رد المستشار
أولا أود شكر أستاذي الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي على التعقيب على رسالتي، مما يزيد من قدرها ومما يعدّها أن يكون ما ورد بها علميا سليما، لأن لسيادة الأستاذ الدكتور وائل باعا طويلا مع الوسواس، وله مؤلفات قيمة فيه وأنا شخصيا أتعلم منها ومنه.
لكن سيادته اعتمد وأنا معه على أن نواجه الوسواس لا أن نهرب منه، أقصد أن نواجهه كعدو ونصمد أمامه لأن هروبنا سوف يمكنه منا أكثر، وهذا بالطبع صحيح، لأنه يساعد المريض أن يقوّى إرادته ويثق بنفسه عندما يواجه الوسواس ويصمد أمامه ويتفوق عليه ولو للحظة قصيرة، مما يشجعه أن يصمد أمامه أكثر فأكثر وهكذا حتى ينتصر الإنسان على الوسواس.
الأخت عبير
إن نصيحة أستاذي الدكتور وائل قد تحتمل أن تواجهي الوسواس بالتدريج وفى كل مرة تصمدي أكثر وتطيلي من عباداتك أكثر، بمعنى أنك تتعرضين إلى الموقف الذي يستثير الوساوس فيك وهى العبادات وتمنعين نفسك عن فعل الأمور القهرية التي تأمرك بها بما في الأفعال القهرية من هروب من العبادات، مهما يستدعى ذلك من جهد، بحيث تعلمين أن التوتر المصاحب لتحملك الوساوس لا يدوم وقد قدره بعض العلماء من نصف الساعة إلى الساعة، وبعدها لا بد أن ينتهي وحينئذ تكونين قد انتصرت عليه في أول جولة والتي أنصحك أن تكون قصيرة ثم تطيلينها تدريجيا حسب الطريقة السلوكية المعروفة Exposure and Response Prevention أي التعرض للمثيرات الوسواسية ثم الامتناع عن الفعل القهري.
ولكن العلماء ينصحون أن تتم هذه العملية في نطاق تدريجي في متسلسلات متزايدة الشدة الوسواسية وهذا ما نسميه Desensitization- Gradual Exposure. وتعتبر طريقة التعرض التدريجي أفضل بالنسبة للشخصيات الهشة السريعة الانفعال والتي قد يوصلها الانفعال إلى الاختناق والهلع، أما طريقة التعرض السريع Rapid Exposure فيتحملها أكثر الشخصيات الصلبة التي تنفعل في إطار لا يصل إلى الهلع والاختناق.
ثم أما بعد:
إن اتبعت ما نصحتك أنا به فأنا أنصحك بالابتعاد من أجل تشتيت الوسواس ومن أجل أن تشعري بزوال أعراض القلق والتوتر، حتى يأتي العلاج بثماره وهذا ما نسميه بتشتيت الأفكار Distraction ثم تأتى المواجهة بع ذلك عندما تكون إرادتك قد قويت بفعل العلاجات الموصوفة لك. أما إن اتبعت ما نصحك به أستاذي الدكتور وائل فهذا بالطبع أسرع وأكثر اختصار لفترة العلاج، ولكن نصيحتي لك بأن تتحملي مهما زاد التوتر واعلمي أنه لابد سيزول وتكونين قد كسبتي ثقتك وتخلصك من الوسواس في نفس الخطوة.
شكرا لأستاذي الدكتور وائل على تعقيبه ولك أيضا على ثقتك بالموقع وللموقع على ثقته بي.
مع تحياتي