السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
R03;
أعزائي، قبل أسبوع تقريبا بلغت العشرين سنة وكنت أتمنى دائما أن أصبح شخصية رائعة ببداية هذا العمر، ولكن هذا لم يتحقق وها أنا الآن أدرس في السنة الجامعية الثالثة، قرأت مواضيع كثيرة في موقعكم عن ضرورة أن يكون التخصص الدراسي موافقا للميول حتى يبدع الإنسان فيه، وسؤالي هو هل يستطيع أن يبدع الإنسان في مجال لم يدخله عن حب ولكنه مع الوقت رضي بالواقع وتأقلم؟؟ لقد غيرت تخصصي أكثر من مرة لخوفي من أن لا أرتاح في المجال الذي أدرسه وبالتالي لا أبدع فيه ولقيت كفايتي من اللوم من قبل أهلي ولكنني ببساطة لا أعرف نفسي ولا أعرف ما أريد، وخوفي من المستقبل وتخيلي الكثير له يزيد الطين بلة، أرجو أن تساعدونني في هذا الأمر وتعلموني طريقة التوكل على الله.
أود أن أخبركم بأني قرأت موضوعا قديما لكم بعنوان اختيار مجال العمل..السهل الممتنع! واكتشفت أني شخصية فنانة، فهل مجال التغذية مناسب لي.
مشكلتي الثانية هي أنني لا أستطيع أني لا أثق بنفسي، فعندما ألتقي أحدا من الناس أشعر بالارتباك أحيانا ولا أدري ما أقول، هذا إن كنت قلقة، أما عندما أكون على طبيعتي فإني أكون رائعة ومرحة، أريد أن أتخلص من هذا القلق الذي لا مبرر له فهو يأتي أحيانا ويضايقني كثيرا، فأنا أفكر في ما أقوله، وأنبهكم بأن هذه الحالة لا تأتيني دائما وإنما أحيانا وتشعرني هذه الحالة بأن هناك حاجزا بيني وبين الطرف الآخر.
أعزائي، أنا إنسانة طموحة وطموحي كبير ولكن بعدما دخلت الجامعة ووجدت الفرق في الاهتمام من قبل أهلي بين الثانوية والجامعة أهملت نفسي وأضعت مستقبلي فأنا عاطفية جدا أحب أن يهتم بي والداي وأن يسألا عني ولكن حدث العكس، أدرك أني كبرت ولكني أحب الاهتمام ومن غبائي لجأت إلى الشبان أحادثهم حتى ألقى الاهتمام ولكني أدركت أن هذا ليس هو الحل ولكني الآن بعد تركهم أصبحت أحتقر نفسي لأني خنت ثقة أهلي الطيبين.
أريد أن أتغير وأصبح محل ثقة الجميع وتقديرهم وأن أنظر إلى نفسي نظرة احترام وتقدير وعدم تصغير وأود أن لا أفكر في مستقبلي بل أتوكل على ربي أود منكم أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح. آسفة جدا على عدم الوضوح لأني ببساطة هكذا من داخلي.
تقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال، ويا رب أعتق رقابنا جميعا من النار في شهرك الكريم هذا.
وجزاكم الله خيرا على جهودكم.
29/09/2006
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
تتمنين حياة سعيدة أسأل الله أن يرزقك إياها ولكن من لا يتمنى ذلك؟؟ أعتبر في الواقع إن قدرتك على صياغة رغبتك بهذا الوضوح نضج يؤهلك لتحقيق السعادة في حياتك إن شاء الله.
السعادة ليست مطلبا وهميا ولا بعيد المنال تعيشين الحياة على أمل الوصول له فهي موجودة في كل يوم تعيشينه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام من بات آمنا في سربه مالكا رزق يومه بات كمن قيضت له الجنة أو بما بهذا المعنى فأهم مفاتيح السعادة وأسهلها هو الرضا بما قسم رب العالمين فإن أنت لم تدرسي ما كنت ترغبين ما العيب أن تحبي ما تدرسين، دافعية الإنسان نحو ما يعمل سبب أساسي للنجاح فيه بغض النظر عن درجة الحب والكره لهذا العمل فأن نحلم بأننا لن نفعل إلا ما نحب حلم مستورد من الثقافة الغربية بينما ثقافتنا الأساسية كانت تزكي فينا الصبر وروح التحدي والمثابرة فنقرأ إن أنت لم تشرب على القذى مرارا ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه، ونقرأ وما نيل الأماني بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، وغيرها الكثير الذي يشجع الرضا ويشحذ الهمم فها أنت قد عرفتي طريق للسعادة فالزميه.
تشخصين نفسك بأنك تعانين القلق أحيانا وهذا أمر طبيعي في البشر كحرارة الجسم التي قد ترتفع أحيانا لتنبهنا لأمر هام ولكنها ليست خطيرة إلا إذا استمرت فإن كنت قلقة في جميع المواقف عندها يمكن اعتبار هذا القلق ناقوس خطر أما الشعور بالقلق والترقب في بعض المواقف الذي ينتهي بنهايتها فهو أمر طبيعي ركبه فينا رب العالمين كي يستحث هممنا في المواقف الصعبة والجديدة.
علمت بأنك مخطئة في طلب الاهتمام بمن يستغلك بأكثر مما يعطيك واعلمي أيضا أنك أخذت من والديك ومن الدنيا الكثير وحان وقت عطاؤك فانظري أين تجعلين هذا العطاء، هناك أيتام بحاجة للحب والاهتمام بادري ببذله لهم هناك مرضى حولك في الأسرة والمجتمع محتاجين أيضا واعلمي أن للعطاء لذة عند بذله تساوي وتفوق أحيانا تلقيه فلا تقفي في محطة المتلقي فقط فمهما أعطيت في حلال وخير سيرده الله عليك وإن لم يكن من نفس الباب.
تقولين أنك كنت تتمنين أن تصبحي شخصية رائعة في عمر العشرين ومن قال أنك لست كذلك؟؟ ارتكاب بعض الأخطاء وشيء من القلق وبعض التردد طبيعة بشرية يجعلها عيوبا استمرائها والاستمرار فيها أما الاستفادة منها والرجوع عنها فهو النضج المطلوب لأي شخصية رائعة، كما أن العشرين ليست مرحلة متقدمة في النضج في ظل أنماط التنشئة التي نمارسها على أبنائنا فهي حسب الواقع من حولنا مجرد بداية لحياة أرجو أن تكون رائعة.
أحسبك كنت بحاجة لفضفضة أكثر مما لديك من مشكلة فعلية فأجبتك أنا أيضا بطريقة مشابهة لسطورك وأهلا بك على الموقع واعذريني على تأخري في الرد فأنا لست رائعة بل إنسانة عادية جدا رغم تجاوزي العشرين.