السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود أن أعرف كيفية التعامل مع شخص وحيد، أي عايش لوحده بعيدا عن أهله لمدة 5 سنوات، مستقل بذاته. تزوج من قبل ولكنه تم انفصاله عن زوجته منذ 5 سنوات. وفقد ابنه، وكان يرفض الحب تماما.
عمره 26 عام. تقابلنا صدفة، وفي أوقات كنا نتكلم نت، وكنت أسيبه أوف لاين، من هنا هو حس أني مهتمة به، أو أني أحب أن أسأل عليه.... ومن هنا بدأ قلبه في استعداد لحبي، وشعرت بذلك.
الآن، هو يحبني وبشده والحمد لله وأنا كمان، وأنا أتأكد من هذا الشيء، ودليله أنه سيتقدم لخطبتي خلال الأسبوع المقبل.
المشكلة الآن، أنه تعود أن يعيش لوحده، مش وجد اهتمام من حد قبل كده، ولا حد يسأل عليه، وبذلك نسيانه لموبيله في البيت شيء عادي، عدم شحنه شيء عادي، إهمال في أي طريق للاطمئنان عليه شيء عادي، وأنا اعتقدت أنه مهمل فيا شخصيا، وأني ليست محل اهتمام، ولكنه وضح لي الأمر.
وبعد عتاب مني له، الحمد لله اتحسن كتير، بقي يخلي باله ويحافظ كويس أني ممكن أتصل بيه ولو لقيت الموبايل مغلق هقلق، وهكذا... الآن....، أنا عايزه أعرف ازاي أكسبه أكتر وأكسر موضوع الوحدة اللي عايش فيها دي...؟؟؟؟؟
علما أنه قال لي انه مش متعود انه يعرف حد عنه تقريره اليومي، لأنه مش تعود علي كده، وبالتالي الموضوع أتغير دي لوقتي، بقي يقولي هيعمل إيه وبيعمل إيه والحمد لله... الآن....، أنا عايزه أعرف أزاي أكسبه أكتر وأكسر موضوع الوحدة اللي عايش فيها دي...؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
7/7/2006
رد المستشار
الأخت الغالية.. مرحبا بك في موقع مجانين ونعتذر للتأخير في الرد عليك وأعتقد أن هذا الشاب الآن قد تقدم إليك كما كنت تذكرين... وحتى إن لم يتقدم فإن مشكلة الوحدة النفسية والاجتماعية التي يعاني منها هذا الشخص قد تكون مشكلة بالنسبة لك أو أنك تستشعرينها من وجهة نظرك فمن خلال بعض الدلائل والشواهد والتصرفات التي تدل على أنه إنسان وحيد أو يعتزل الآخرين بالرغم من أنه قد لا يكون كذلك كطبع وسمة
ولهذا أحب أن أنبهك إلى أمر هام.. وهو أن الوحدة ممكن أن تكون شيئا مفروضا من واقع الحياة أي من الظروف الخارجية التي يتعرض إليها الفرد مثل فقد الأحباء أو الأهل والأصدقاء أو الغربة أو جفاء الأهل أو... فيشعر الفرد هنا بالوحدة التي تفرض بواقع الظروف كوحدة مكتسبه فيستسلم لها ويتعودها، وممكن أن يكون الشعور بالوحدة رغبة وسمة شخصية بأن يحب الفرد التوحد والانعزال والتشرنق حول الذات ولا يحب أحدا أن يعبث في خصوصيته أو حياته ويحب أن يفكر دون مشورة لأحد ولا يحب أن يعبر عن نفسه لأحد برغم تواجد الأهل والأصدقاء من حوله وهذا الشعور غالبا يظهر منذ الصغر...
وفي الحالة الأولى قد تنتهي الوحدة بمجرد تواجد الفرد بين الأهل والمحبين وتدريجيا يندمج معهم ويكون أكثر اجتماعية عندما يجد من يساعده أو يحل مشكلته إن وجدت وعلى ذلك فيخرج من انطوائه بتواجد الأهل والأحباء والأصدقاء بجواره... ولكن تدريجيا بينما الوحدة النفسية كسمة شخصية فيصعب دمج هذه الشخصية مع الآخرين ولكن قد يكتفي الفرد بفرد أو فردين في حياته لكي يتواصلا معه وصلى الله وبارك...
ولن أطيل عليك فمن خلال الشواهد وما قمت بسرده في مشكلتك أظنه من النوع الأول الذي تعرض إلى فشل عاطفي وفقدان لابنه وابتعد عن أهله... إذن فهو في مشكلة قد جعلته وحيدا عندما لم يجد من يسانده وعندما ظهرت أنت في حياته أقدم على الحب والارتباط بك لأنه وجد فيك الرفيق والمشاركة والاهتمام وعليك أن تدعمي هذه العلاقة بعد الارتباط بالحب فعليك أن تحتويه فهو في أزمته ويحتاج إلى مساندة ومتابعة بسؤالك عنه واحتوائك له واستماعك الجيد لمشكلاته وإبعاد شبح الماضي من أمام عينيه فهو يطارده (طلاق وموت الابن) فليس بسهل عليه وأسأل الله لك وله التوفيق.