السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أولا أشكركم على هذا الموقع الرائع وذلك لما يحتويه من معلومات غاية في الإفادة... أكتب إليكم لعلي أجد حلا لمشكلة تؤرق بيتا بأكمله وهي ليست مشكلتي بل مشكلة خالتي شاء الله أن تجمع جدتي بناتها معا في بيتها المتسع مما أتاح لأمي وخالتي العيش معا وبالتالي أصبحت شديدة القرب من خالتي. هي متزوجة منذ 10 سنوات وشاء الله ألا تنجب لعقم زوجها وقد رضيت بقضاء الله تعالى.
المشكلة بدأت منذ حوالي 3 أعوام عندما اكتشفنا إصابتها بورم ليفي على جدار الرحم وبدأت رحلة الأطباء وكل منهم له رأي فمنهم من يرغب في إجراء جراحة لإزالة الورم أو لإزالة الرحم بأكمله وكونها لم تنجب جعلها ترفض هذه الفكرة -إزالة الرحم- وفي النهاية ذهبت لأحد الأطباء وأعطاها دواْءًا يتكون من هرمونات ولن أخوض في تفاصيل هذا الدواء لأني لست خبيرة بهذه الأمور.
ومن هنا بدأت الوساوس تجتاحها بان زوجها سوف يتزوج بأخرى لأنها لم تنجب ثم أن الورم بداخلها سوف يتحول لورم خبيث وأن هذا الدواء مهما كان تأثيره فسوف تحتاج إلى جراحة وهذه النقطة بالذات كانت تصيبها بشبه اكتئاب حين تفكر فيها حيث يصيبها الأرق لفترة تزيد على أسبوع مع التجهم الشديد طوال الوقت ومناقشة الأمر مع كل من تقابله حيث تكلم عن غرفة العمليات والتخدير ومخاطره والحوادث التي قد تنتج من جراء الجرعات الزائدة و..............الخ.
وكانت هذه الوساوس تنتهي عندما يخبرها الطبيب كل فترة أن تقوم بعمل أشعة لملاحظة تأثير الدواء وتجد أن النتيجة جيدة حيث تقلص الورم وصغر حجمه. وفي إحدى المرات أخبرتها أني قرأت كذا وكذا عن الأورام الليفية فذهبت لسؤال طبيبها "واستجوبته" لماذا لم يعالجها كما جاء في المقال حرفيا وهل يخفي عنها أمرا مما جعل الطبيب يعطيها دواءًا مهدئا حتى تستطيع النوم.
ولكننا لاحظنا في العام الأخير أن الوساوس أصبحت تصيبها في كل شيء، حيث تستيقظ من نومها ليلا للتأكيد على إغلاق أزرار البوتاجاز، إغلاق النوافذ جيدا وكذلك الأبواب. وهي تستعمل العدسات اللاصقة لتحسين رؤية فتأتي كل يوم لجدتي لتجعلها تغلق علبة العدسات جيدا وتقوم هي بالعدد من 1 إلى 20 وهي "تؤكد" على غلقها وكذلك أزرار البوتوجاز تعد من 1 إلى 10 علي كل زرار. وعندما تقوم لتناول الدواء تجعلنا جميعا نقف لنراها وهي تأخذه وتبرر ذلك بأنها تنسي.
ومما لاحظناه مؤخرا بأنها تشعر بالسعادة عندها نلاحظ إصابتها بالوسواس، فصارت تتعمد أن نلاحظ تلك الأفعال. كل تلك الأفعال تضايقنا جميعا ولا ندري لها سببا وشاع بين زملائها في العمل أنها مصابة بالوسواس القهري لأننا أيضا لا ندري ما تفعله في عملها من أفعال مريبة لجذب انتباه زملائها وزميلاتها إليها.
قد تلاحظون إني لم أذكر عن زوجها الكثير، فهو عادة غير متواجد في البيت لعمله كمدرس وظروف الدروس التي تشغله ليل نهار وكذلك إقامته كثيرا من الأحيان عند والدته لرعايتها.
أرجو منكم النظر في المشكلة فهي تؤرقنا جميعا وأولنا جدتي التي تتحمل كل ذلك واعتذر رعن الإطالة ولكنني أردت أن أذكر كل التفاصيل حتى يسهل عليكم تحليل المشكلة.
شكرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
19/01/2007
رد المستشار
ابنتي العزيزة "ريهام"؛
أعتقد أن مشكلة الوسواس القهري التي أصابت خالتك وهي (تقريباً) في الثلاثينات من عمرها هي نتيجة لتناول الهورمونات في علاج الورم الليفي بالرحم، ويعتبر هذا من الأعراض الجانبية لبعض الهورمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجيستيرون وأحيانا الجونادوتروفينز، وغالباً ما يصحب الوسواس القهري بعض أعراض الاكتئاب، وليس من المستبعد أبدا أن تكون خالتك من أصحاب الشخصيات القهرية قبل إصابتها بالوسواس القهري، أما القيام ببعض الطقوس مثل العد وتكرار بعض الأفعال أو الأقوال بصورة مملة لمن حولها وبشكل يومي متكرر؛ كإغلاق الأزرار بعدد معين، وكذلك إغلاق الأبواب والشبابيك.
وقد يلاحظ القريبون منها رغبتها في غسل كل شيء لعدد معين من المرات، أو مكثها في دورة المياه لأوقات طويلة لقضاء الحاجة أو الاغتسال، ولا أذكر أنني التقيت بموسوس إلا واشتكى لي من أن ذاكرته ضعيفة ولكن عند اختبار ذاكرته أجدها أفضل من ذاكرتي بكثير!!!، ولا تسألونني لماذا مرضى الوسواس يشتكون دائماً من ضعف ذاكرتهم القوية في الواقع والحقيقة؟!!.
المهم بالنسبة لخالتك في إظهارها للوسواس واعتقادها أنها محقة في وساوسها وأفعالها القهرية فلا تخجل من إظهارها أمام الناس، وذلك لأن الوضوح والصراحة من صفات أغلب الموسوسين.
ونسبة الموسوسين الذين يعتقدون أنهم على حق في تكرار وتنفيذ أفكارهم وأفعالهم القهرية، وأن ذلك هو الطبيعي بالنسبة لها، حوالي الخمس في المائة (5%) فقط من مرضى الوسواس القهري. وخالتك واحدة من هؤلاء. وأرى أن تلجأ لأحد استشاري جراحة النساء -من ذوي السمعة الطيبة في هذه العمليات- لإزالة الأورام الليفية في رحمها؛ لأن هذه الأورام الحميدة قد تكون بالعشرات ومتعددة الأشكال والأحجام في رحم المريضة الواحدة، وفعلاً تحتاج لجراح بارع وموهوب لإزالتها إذا كانت بهذا الوصف؛ وذلك حتى يزيد من فرص الحمل لديها إذا لم تكن قد أنجبت، وأعرف عدداً من السيدات في الثلاثينات من العمر قد حملن بعد إجراء تلك العمليات.
الشق الثاني في علاج خالتك هو أن تبدأ علاج دوائي وأقترح عليها عقار الفلوفوكسامين أو الفافيرين بجرعات بسيطة في البداية مع زيادة الجرعة بالتدريج تحت إشراف أخصائي نفسي ولمدة لا تقل عن ستة أشهر. وأرجو منك أن توافينا بأخبارها كل عدة أشهر، مع تمنياتي لها بتمام الشفاء والحمل بعد العلاج بإذن الله.