عندك حق الموضوع دقيق للغاية
السلام عليكم ورحمة الله....
لقد ضربت أختنا الفاضلة على وتر حساس نعاني منه في بلادنا العربية.. وهو أن أهل الزوج يعتبرون بيت ابنهم بيتهم.. وهو كذلك.. ولكنهم يتناسون أن لهذا الابن زوجه من حقها أن تحظى ببعض الخصوصية قي بيتها.. إلا أنهم يعطون هذه الخصوصية لبناتهم ولهم وينتظرون من هذه الزوجة أن تقولها صريحة لتبدأ بعدها نيران المشاكل واتهامها بأنها لا تحب حماتها وغيرها من مشاكل نعاني منها... فابنهم مجبور على الإنفاق عليهم حتى وإن كانوا مقتدرين.. فهم أنفقوا عليه حتى كبر واشتد عوده ومن حقهم مطالبته برد الجميل حتى لو كان ذلك على حساب بيته وزوجه..
سيدي الفاضل؛
هذا ما أعانيه أنا من أهل زوجي... فقد تزوجت رجلا بحمد الله بار لوالديه ولا يرفض لهم طلبا.. إلا أنهم وعلى الرغم من حبي لهم فإنهم يتناسون وجودي معه... وهو كذلك.. فلا يقول لهم لشيء لا.. إلا أنه أن جاء نفس الطلب مني فيقول لي لقد أحضرت لأهلي هذه القطعة الكهربائية اذهبي عندهم واستخدميها.. وأنتم تعرفوا مدى الإحراج الذي يصيبني عندما أطلب منهم شيء أحضره لهم زوجي فأختصر وأتنازل.
أنا الآن مغتربة بحمد الله.. إلا أننا سنعود لهم بعد عام ونصف لنعيش بقربهم وقرب أهلي.. وأنا أفكر كثيرا كيف سيكون تصرفي معهم دون إغضابهم.. فقد حدثت معي الكثير من المواقف التي تلغي خصوصيتي في بيتي وأكثرها ضيقا لي كان عندما تركت بيتي مرة صباحا على عجل ولم أرتب غرفة نومي.. وعندما عدت للبيت وجدت والدة زوجي قد دخلت بيتي ورتبت سريري، شعرت بضيق وحنق شديدين ولكن لم أتكلم بكلمة لان كلامي لن يعجب أحدا... زوجي لا يحب التدخل في هذا الكلام ويعتبر بان الكلام في هذه المواضيع اختراع للمشاكل... وانا لا استطيع طلب نسخة مفتاح منزلي التي معهم لان المنزل لهم ولابنهم ومن حقهم الاحتفاظ بنسخة منه.
هم يعتبرون أنفسهم يعملون معي معروفا عندما يدخلون المنزل ليرتبوه من ورائي.. وأنا اعتبرهم دخلوا مملكتي لينتقدوا عدم ترتيبي لها.. وهم يذكروا لي ذلك بأسلوب لطيف بأن بيتي كذا... أو يراقبوني بنظرات الفضول عندما ألبس شيء معين... هذا غير التدخل بأسلوب تربيتي لأولادي على الرغم من مدحهم لي ولأولادي.. إلا أنهم أحيانا يجعلون ابني الأكبر لا يسمع كلامي عندما أقول له لا... وألف شخص حوله يقولون نعم.
أنا منذ الآن وأنا أنوي أن أضع حدا لكل شيء ومن دون إغضاب من حولي وخصوصا زوجي.. ولكني محتارة بالطريقة التي أبدأ بها
أفيدوني.. ماذا أفعل؟
وبورك بجهودكم
24/2/2007
رد المستشار
حضرة الأخت "جنى" حفظك الله؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندك حق هذه المشكلة شائعة جداً في مجتمعنا، ولكن لسنا ندري إن كان علينا أن نسميها مشكلة أم حسنة، فهي كجميع الأمور في الحياة تستلزم الميزان، "ألاّ تطغوا في الميزان". فمَثلُها مَثلُ العلاقة بين الزوج وزوجته حيث يقول جبران خليل جبران: "ولدتما معاً وتظلان معاً حتى في تخوم تذكارات الله، ومعاً حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء. كونا فرحَين، غنيا فَرحَين، إنما اتركا بينكما بعض المسافات لتركن فيها رياح السماوات".
أختي العزيزة حتى العلاقة مع الزوج يجب أن تترك مجال لوجود الذات بمميزاتها الخاصة وهذا يستلزم ثقة كبيرة في النفس وأسلوباً مميزاً في الحياة حتى نستطيع أن نوصل الرسالة دون أذية شعور أحد. أما بالنسبة للقرار، فهو قرار جيد. أن نفهّم الزوج أولاً، ووالديه ثانياً بما في قرارة أنفسنا من إرادة تحصين المنزل وإغلاق نوافذه على من حولنا، بالمعنى الإيجابي طبعاً. لا نستطيع أن ندلك على كلمات رقيقة، ولا على تصرفات ناعمة محددة لاستعمالها.
كل ما نستطيع أن نقوله لكِ، هو استعمال السياسة القصوى والحب الأوسع في إيصال الرسالة. وإذا لم تجدِ هذه الوسائل، فإننا ننصحك بالصبر حتى بلوغ ذلك. أما بالنسبة إلى أن زوجك يشتري لوالديه الأدوات الكهربائية قبل أن يشتريها لك، فهذا ما يرفعه في أعيننا. لأن رسول الله (ص) يقول :"أنت ومالك لأبيك"، وسوف أقدم لك هذه القصة هدية لاتصالك بنا ولا مانع أن تُقرئيها لزوجك الذي نبلّغه تحياتنا.
"جاء أحدهم ذات اليوم إلى الرسول الأكرم (ص) يشكو له والده الذي أثقل كاهله بالطلبات. فهو مريض ويطلب الكثير ثمن الدواء والطعام و... وقال بأن حاله لا تسمح بهذا الكم من المصروف.
أجابه الرسول (ص) اذهب وأتني بأبيك.
ذهب الرجل وعندما أتى بوالده، نزل الوحي (ع) وطلب من الرسول (ص) بأن يسأل الوالد عما كان يحدث به نفسه وهو يدخل الباب متعكزاً على عصاه.
قال الرسول (ص):أخبرني بما كنت تحدث به نفسك لدى دخولك الباب.
أجاب الرجل:"هل هذا وحي أم سؤال من عندك يا رسول الله؟
أجاب الرسول الأكرم (ص):"بل هذا ما طلبه مني حبيبي جبرائيل (ع).
قال الرجل: "واللهِ هذا لا يزيدنا بك إلا إيماناً وتصديقا".
نعم قد كنت أحدث نفسي بهذه الأبيات وأنا داخل إلى الدار:
غذوتك مولوداً، وقيتك يافعاً تعلو بما أجني عليكَ وتَنْهَلُ
إذاً ليلةٌ خافََتَكَ السّقمُ لم أزل لسّقمِكَ إلّا شاكياً أتملمـلُ
حتى إذا بلغتَ الغايةَ التي إليها طالمـا كنتُ فيكَ أُأَمّـلُ
جعلتَ جزائي غظاظةً وفظاظةً كأنك أنتَ المنعِمُ المُتَفَضِّلُ
فليتَكَ إذ لم ترعَ حقَّ أبوَّتي فعلتَ كما الجارُ المجاورُ يفعلُ
أختي العزيزة: وفقك الله لإيجاد الطريقة المُثلى لإيصال الرسالة.
الداعي لك بالتوفيق