السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛
جزاكم الله خيرا على ما تفعلونه لمساعدة الناس وأدعو الله أن يرزقكم الإخلاص،
أرجو أنا تعتبروني ابنا لكم وتساعدوني في مشكلتي.
أنا شاب في السنة الأخيرة في إحدى كليات القمة ولى مشكلتان:
الأولى أني أعاني منذ طفولتي المبكرة من السمنة ولن أكثر من الكلام عن كم المعاناة التي عانيتها والأزمات النفسية الحادة التي مررت بها لأنكم دون شك تتخيلون ذلك لخبرتكم الطويلة ومشاعركم الإنسانية.
خوف أهلي علي من هذا دفعهم وأنا في العاشرة أن يعرضوني على طبيب لا أذكر كل كلام الطبيب ولكن بعد أن كبرت سألت أمي عما قاله الدكتور فقالت إنه قام بالكشف علي ثم سألها هل أمي وأبي أقارب فقالت لا فقال إنه يعانى من شيء لا تتذكر أمي ما هو وأنه يزيد في الوزن حتى وإن لم يسرف في الطعام وتحدث عن خلل في الهرمونات وقالت لي أيضا انه قال كلمة حظه كده أكثر من مرة .
حاولت أكثر من مرة جديا أن أنقص وزنى كانت أهم المحاولات وأنا لي من العمر 15 عام نقص وزنى كثيرا في أربعة أشهر ولكن زاد وزنى مرة أخرى ليس إلى ما كان علية ولكن أكثر
فهل حقا وزنى مستمر في الزيادة رغم أنفى وهل هناك علاقة بين معدل نقص الوزن ومعدل زيادته مرة أخرى.
كم أخذت منى هذه المشكلة من التفكير وسببت لي الكثير العظيم من الآلام ولا تزال ثم بدأت منذ شهرين في التفكير في أن أحاول بكل وسيلة تغيير حياتي وأن أحيى كشاب طبيعي هذا حلم لا أعرف هل يمكن أن يتحقق أم لا أحيانا أكاد أطير من الفرحة بالأمل وأحيانا يتملكني اليأس.
سمعت منذ فترة عن طريقة للمساعدة فى نقص الوزن بإبرة توضع بجوار الأذن وبعضهم جربها ولكن هذه الطريق لمن زاد جسمهم بضع كيلو جرامات ولكن أن هل هذا نافع معي مع المحافظة على نظام للأكل، هذه هي أهم مشاكلي وأعظمها.
أرجوا أن أكون عبرت جيدا عن نفسي فأنا لا أحسن التعبير عن ما في نفسي ولكن أعول عليكم، ما حقيقة ما أعانى منه وهل له علاج وإن نصحتموني أن أذهب إلى طبيب فما تخصص من أذهب إليه وما الأسئلة التي أسألها له، مع العلم أن أختي تعانى من السمنة أيضا ولكن والحمد لله بصورة أخف غير أن أخي الصغير والحمد لله لا يعانى من السمنة على الإطلاق.
أما المشكلة الثانية:
فهي أن وزني دفعني دائما إلى حب الوحدة والهدوء وعدم الإكثار من الأصحاب والخجل الشديد من أي فعل ومن الظهور، ولكن مع أصدقائي في السنة الماضية لاحظت أنى أصبحت اضحك وأصيح بصوت عالي ولي حضور طاغي في أي لقاء فهل هذا تناقض في الشخصية وأي الشخصين أنا الهادئ الخجول أم المرح جدا الذي لا يخشى الناس أنا أكون هذا وأكون هذا وإن كنت أحدهم أتعجب كيف فعلت ما فعلت، هل هذا بسبب أنى كنت منعزل تقريبا ثم بدأت أنفتح على الناس فظهرت مشاعر وأفعال لم تكن لتجد البيئة المناسبة لها من قبل، أن هذا له سبب آخر.
لقد أطلت أعليك أرجو أن تسامحوني
وأن يتسع صدركم لي.
09/02/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
أهلا بك يا "عبد الله" ابنا وسائلا والله يتقبل منك حسن الدعاء ويجعلنا من المخلصين المقبولين وإن لم يكن العمل ناجحا نسأله أن يحاسبنا بالنوايا كمجتهدين.
معلوماتي الطبية المحدودة تقول أن أبحاث الجينات لم تكن مشهورة في زمن طفولتك كي يشير الطبيب لوالدتك بأن مرضك وراثي بشكل ما وأن هذا قدرك كي نقول أنك تعاني من السمنة بسبب الوراثة, ولنوضح أمرا ما عندما نتحدث عن دور الوارثة في أمر ما فهي لا تشكل في حال وجودها سوى عامل استعداد لا بد من توفر عامل البيئة معه كي ينشط ولكن يميل الناس للتخلص من المسئولية عن الكثير من الأمور بأنها خارجة عن إرادتهم لأنها وراثية.
أشهر ما قد يكون مسئول عن سمنتك من الأمراض هو اضطراب الغدة الدرقية والتأكد من هذا الأمر سهل جدا بتحليل دم مبدئي بسيط, ولكن نجاحك في خفض وزنك في السابق وإن لمدة محدودة يجعلني استبعد النواحي المرضية في حالتك.
تعود السمنة في غالبها للعادات الغذائية السيئة ويدل على تأثير العادات الغذائية السيئة وجودها بين أكثر من فرد في نفس الأسرة , وهذا طبيعي فهم يأكلون نفس الطعام بل ويتعلمون من أسرهم استخدام الطعام كوسيلة للتنفيس والتعويض الانفعالي. فالطفل الذي ينشأ في جو مشحون أو غير آمن لا يجد أمامه إلا الطعام ليشعره بالأمان فبعد انشغال الجسم بضخ معظم الدم للمعدة كي تهضم ما هو فوق طاقتها يقل نشاط العقل وهو ما يشير له الناس كثيرا بأنهم لا يستطيعون التفكير أو الدراسة بعد وجبة دسمة والمتألمين كثيرا ما يلجئون بلا وعي لهذه الحيلة يأكلون ليشغلوا الجسم عن التفكير بهضم الطعام.
وهنا يدخل الفرد في الحلقة المفرغة التي تسميها أنت مشكلة العمر ففي البداية يكون الطعام مهرب ثم تصبح آثاره عائق أمام الحصول على ما يحتاجه الإنسان من حنان ومشاعر من خلال التواصل مع من حوله فيبدأ السمين الذي يسمع تعليقات عن وزنه بالاكتفاء بصحبة شيء لذيذ بدل التفاعل الذي يستهلك الطاقة, ولذا كثيرا ما يشكو معظم زائدي الوزن من مشكلات في قلة الصداقات بسبب انخفاض ثقتهم بأنفسهم.
يمكنك ببساطة كشاب متعلم أن تلجأ لطبيب لعمل بعض التحليلات التي تساعدك في التخلص من وهم أن سبب سمنتك مرضي وتبدأ بعدها في تطبيق القاعدة الذهبية القادمة من سنة عليه الصلاة والسلام حسب ابن آدم بضع لقيمات يقمن أوده.
علم نفسك أنك تأكل لتعيش فالطعام وسيلة لا هدف, ومارس أي نوع من الرياضة حتى وإن كانت المشي ولكن بشكل ثابت ودائم.
سأعطيك نصيحة ناجحة تساعدك على الالتزام بخطة التخلص من الوزن الزائد اسمها العلمي الحديث الإيجابي مع الذات انظر لنفسك في المرآة وأسأل هل تحبني؟ إن كان الجواب نعم ناقش نفسك لماذا إذن تحملني هذه الأعباء, واطلب المساعدة والدعم من نفسك في التخلص منها وفي الالتزام مع تضعه من خطط, إن كان الجواب لا أو لا أعرف ستعرف عندها أنك بحاجة للمساعدة النفسية قبل الطبية كي تتعلم حب ذاتك والاهتمام بها وكيف تتعامل مع أحزانك وآلامك بعيدا عن الطعام.
أقرأ ما هو مكتوب على الموقع في باب البدانة وهو ما أرجو أن تكون فعلته وأنت تبحث عن إجابة أسئلتك وباختصار أقول لك أنت مسئول عن زيادة وزنك وبإرادتك وهي ذات الإرادة التي ستمكنك من التخلص من المشكلة. والعلاقة المثبتة بين إنقاص الوزن واستعادته بزيادة ترجع للطرق غير الصحية التي يتبعها الناس وتعرض الجسد لحالة يفهمها بأنها خطر يهدد وجوده فيعمل بتلقائية على حماية نفسه بزيادة منسوب التخزين في أي فرصة متاحة ثم يعمل على تغيير برمجة الحرق عنده كي يتجنب الحرمان مرة أخرى.
يتصرف الناس حسب منظومة فكرية وقيمية تقول أحدها أن المظهر الخارجي مهم فإن تطورت هذه القاعدة ليصبح المظهر الخارجي مهم جدا أو الأهم ستنعكس هذه القناعة على ثقة الإنسان بنفسه ويبدأ في تبني المنظومة السلبية والصورة النمطية للشخص البدين بأنه غير مرغوب ولا محبوب وأنه أقل ذكاء ونجاح وبالتالي لن تستطيع أن تخاطر بمواجهة العالم الخارجي فتفضل صحبة نفسك والانسحاب الاجتماعي أو ما يظن العامة أنه هدوء.
ومثل أي قاعدة يعجز الإنسان عن الالتزام بها للأبد في تلك اللحظات تبادر بالتفاعل مع الآخرين وتعبر عن مكنونات نفسك ومعارفك وخبراتك الخاصة وبسبب تناسيك لهذه الفكرة كانوا يرون منك ما هو أبعد من شكلك, إذن أنت رغم زيادة وزنك تملك مفاتيح التعامل الاجتماعي الناجح مع الآخرين فقط حين تقرر استخدامها.
واقرأ على مجانين:
البدانة في الطفولة والاكتئاب
بدانة مفرطة أم حمية متكررة؟
البدانة ليست ذنبا:
البدانة ليست ذنبا لكن الرجيم ذنب مشاركة