فاقد حنان أمي
أرجو عدم نشر مشكلتي علي الصفحة الرئيسية والاكتفاء بالرد على الإيميل فقط لأن مشكلتي أحس إنها ما ليها زي ولو حد أعرفه شافها حيعرف إني أنا واحتسبوا أجركم على الله وجزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله
مشكلتي طويلة نوعا ما، لذلك لن أقدر أن ألخصها كلها فأرجو المعذرة أنا شخص لأسرة من متوسطة الحال الأب ضابط شرطة والأم طبيبة. توفي والدي وأنا في السنة الثانية من الثانوية العامة كنت قبل وفاته بدأت أنسحب من الدروس والمعاهد والتغيب عن المدرسة والجلوس بالمنزل وعدم المغادرة وكانت نفس المشكلة ذاتها تكررت بالسنة الأولى أيضا لكن زالت بعد أسبوعين أو أقل.
بعد وفاة الوالد أصبح عندي حزن شديد حيث أنني فقدته وأنا في سن كما يقال مراهقة كنت شديد الكره له على أهون سبب وأشياء والله أحزن عندما أتذكرها الآن، ومما زاد الطين بلة أن واحدا من الذين كانوا يقومون بالعزاء قال لي يا محسن حسن من نفسك أو شيء من هذا القبيل، والدك كان كثير الشكوى منك يومها بكيت بكاء شديدا أدركت فعلا أني كنت أعذبه وهو كان يحبني ولا يكرهني كما كانت الفكرة المسيطرة علي في هذه الفترة، بعد استقرار الأمور عادت أمي للعمل.
أخي الصغير للدراسة وجلست أنا بالمنزل لم أدخل الامتحان أمي أخبرتني أنه يمكنني استراحة هذه السنة والمعاودة السنة المقبلة لعلها لم تكن تدري أني أصلا كنت بدأت الخروج من الدنيا نهائيا، أصبحت أكره نفسي وجعلت أمي مكان أبي لأنها كانت أحيانا تحتضني أو تحن علي ببعض الكلمات بعد أي مشاجرة فرأيت أنها هي السبب فيما حدث مما أدى إلى تحولي إلى منتقم إلى أمي لا أرتاح حتى أرى الدموع تسيل من عينيها فأرتاح وأذهب حجرة أخرى، مرات ومرات ومرات أستخدم الإنترنت بجنون حتى جاءت فاتورة إحدى المرات بالآلاف، حرق أدواتها، تمزيق الملابس بالدواليب، رميها بالأشياء أحذية، شنط، حتى كانت مرة طاسة بها زيت لكن الله ستر أنه لم يكن ساخن، حجزتها خارج المنزل وأغلقت الباب علي مرات عديدة.
حتى كما تقول أمي كرهت البيت ودخوله، فرحت كثيرا بهذا الإنجاز الرهيب في نظري مرت ثلاث سنوات بالنسبة إلي متشابهات لا أتذكر أي شيء منها، ثم تزوجت أمي لا أتذكر هل في خلال تلك السنين أم بعدها المهم أصبح لي سبب آخر لكرهها ثم انفصلت عن هذا الزوج لاكتشافها زواجه مسبقا، أشفقت عليها وبدأت التقرب إليها مجددا، ولكنها كانت ذاقت الأمرين مني فأصبحت العلاقة باردة مجرد إحضار الطعام والجلوس معا على الطاولة.
مرت سنتين على هذا الحال، ثم بدأنا نقصد الأطباء النفسيين حاولت معي مرات عديدة من قبل لكن هذه المرة قبلت من باب إرضاء لها وإظهار أني أحبها وأريد أن أصبح أفضل. بعد الدكتور الأول اقتنعت تماما أني مريض نفسي اختلفوا على تشخيصي فيما بعد لكن المرض واقع بدأنا مرحلة أخذ الأودية وكانت مؤلمة جدا بالنسبة لي حيث تولد لدي رغبة غير عادية في الانتحار يوميا بكاء وهي كانت بالعمل دائما (بناء على ما فعلته بها) لم تعد تريد أن تتواجد بالمنزل إلا عند النوم فقط.
انقلبت الطاولة علي الآن أنا أحتاجها بجانبي دائما وهي بالعمل دائما أشحذها كي تسمعني دقائق أشتكي، فطبعا شعرت أنها تنتقم مني لأني قبل أخذ الأودية كنت سعيد حتى من وجهة نظري الشخصية، الآن حزين ولا أجد من أشكو إليه. فأصبح أساس الشجار في هذه المرحلة إنها انتقمت مني وأنا نادم أني سمعت كلامها لأني فعلا بالمقارنة كنت أغتاظ جدا. ستة أشهر كانت مدة الأدوية ثم استسلمت أمي لأنها لم تكن ترى أي تحسن توقفت عن الأدوية توقف الإحساس بالرغبة المستمرة بالانتحار لكن أصبحت غير راغب بأي شيء نهائي حتى الكمبيوتر.
واصلت الحياة بهذه الشكل وأخذ الدواء وزيارة أطباء بشكل غير منتظم أصبحت بدوامة لا تنتهي المهم الحمد لله. كان فيلم اسمه "جحيم الروس" الجزء الثالث أحد الأسباب التي جعلها الله عز وجل سبيلا في تغيري... أصحبت متطرف لا والله التزمت بمعنى المحافظة على الصلاة بالمسجد، حفظ القرآن، سماع كلام أمي بالحرف وتنفيذ أوامرها رغم استمرار شعور اشتياقي لها وحاجتي لتواجدها معي فترات أطول.
هذه الهداية إلى متى استمرت؟ شهرين إلى ثلاثة أشهر كانت أجمل فترات حياتي، نعم هذه هي الفترة كنت فيها مثل الصاروخ انطلقت ثم نفذ الوقود فضاع كل شيء لم أبني أساسا من أصله، هدفي من هذا دخول أرض العراق للجهاد وكان قبلها الشيشان ولكن كانت ظروف العراق وصولا في نظري أسهل، وأيامها كانت بدأت الحرب وكلمت أمي لم تبدِ أي اعتراض، طلبت منها مرات عديدة عمل باسبور للسفر حيث كنت أحتاج إلى ضامن لأني غير متعلم.
مرة، مرة، مرة بغداد سقطت الدبابات دخلت العاصمة... كانت ضربة لأي شخص سليم فما بالك بي ما بين أسباب السقوط وتعاون الجيران والأشقاء على هذا البلد المسلم زاد من كرهي لنفسي وأهلي إلى كرهي لمجتمع خذل مستضعفين مسلمين (كده كانت العملية استوت خالص) شعرت مرة ثانية بالخيانة من أمي، فلقد كانت تقول لا مانع ولكن ما في القلب والعمل مختلف. أخرجت الباسبور لكن لماذا للسفر إلى السعودية معها للعمل.
حتى الآن أحزن عندما أتذكر تلك الفترة سافرت أمي وأخذت أخي الذي يصغرني بست سنوات (عايش كل ما فعلته بأمي) وجلست وحدي مع إحدى خالاتي مرت ست أشهر وعادت أمي لعدم حبها لنظام العمل هناك في خلال الست أشهر تكيفت للعيش وحدي عن عودتها رجعت مرة أخرى لإبعادها عني بشتى الطرق ومن ناحيتها رجعت مرة أخي لكرهها دخول المنزل.
عدنا إلى الأطباء مرة أخرى على مرات متقطعة لعدم اهتمامها وليس لدعم موافقة مني. آخر الأطباء كان (د.....) أرجو عدم ذكر اسم الدكتور وبخني بشده طبعا قصدناه لتدينه عن طريق زملية لأمي فصدمت ودخلت الممرضة بنصف الجلسة ووقفت إلى النهاية مما زاد من غضبي وزاد من تجاهلي تماما لأي كلام لكن ما خرجت منه إني مصاب باضطراب وجداني وليس هناك أي أدوية أفضل من العلاج المعرفي، سألنا أين من نجد هذا العلاج المعرفي قال إنه غير متوفر.. وإذا لم أواجه الحياة سأظل طوال عمري بالمنزل صراحة على رغم القسوة أعطاني دفعة فإما أعيش الحياة يا إما أموت.
لم أفعل شيء رغم هذا، إلى أن صارحت قريبة لي بحبي لها ورغبتي بالزواج منها (لا تسأل ماذا فعلت) المهم هي كانت مخطوبة ولسبب ما أخفت الخطوبة وأبدت قبولها لكن بشرط أني أتحسن وأعيش بشكل أفضل أكمل تعليمي أقلل من وزني.... نزلت قدمت ثانوي صنايع منازل خارج المحافظة اشتريت ملابس جديدة (لم أكن أملك غير بنطلون واحد طوال خمس سنوات ولم يدخل بي آخر مرة).
تحركت شعلة من النشاط من خمول سنوات تماما بقوة مثلما كنت أريد الذهاب للعراق ربما أقل قليلا لكن كنت متحمسا بعد كل هذا وقبل الامتحانات بأسبوع حدثت مشاجرة بيننا وقالت لي ما فيش نصيب صراحة لم أعرف سبب تقبلي للأمر ربما لرغبتي أن أرجع وأجلس بالبيت مرة أخرى.
بعدها عرفت موضوع خطوبتها هذه كانت الصدمة لي، رغم ذلك وأيضا لا أعرف السبب دخلت الامتحان وظهرت النتيجة من أسبوع نجحت لم أفرح للنجاح حتى بابتسامة حمدت الله عز وجل ثلاثا، الآن هذه الفتاة كانت هي تخرجني من البيت رجعت جالس في البيت، نعم الآن أكره الجلوس بالبيت لكن ماذا أفعل، اشتركت بجيم أذهب بشكل غير منتظم قلت في نفسي آخر شيء أتشبث به خارج البيت حاولت مرات أن أذهب إلى دروس دينية لكن الضغط النفسي يكون كبير فأتكاسل.
الآن أريد جدا جدا جدا وجود شخص معي أي شخص والأولى تكون أمي، تكاد تكون غير موجودة تدخل تسألني عن حالي أجيب الحمد لله تدخل تنام دائما تقدم أولويات الناس علي بشكل يدفعني إلى الشجار كثيرا الخلاصة أني بدأت أتحسن شهرين والآن تدريجيا أنسحب مرة أخرى.
أرجو عدم نشر مشكلتي على الصفحة الرئيسية والاكتفاء بالرد على الإيميل فقط لأن مشكلتي أحس إنها ما ليها زي ولو حد أعرفه شافها حيعرف إني أنا واحتسبوا أجركم على الله وجزاكم الله خيرا.
09/02/2007
رد المستشار
الابن الكريم؛
"تكون أو لا تكون"، هذا هو سؤال حياتك، وهو أولاً وأخيراً اختيارك الحر المباشر لوجه الله ولمصلحتك.
فيك الخير مثل كل البشر، تحركت مشاعرك تجاه ما حدث للعراق الذي نحبه، ولكننا عجزنا عن حمايتها ونجدته، ونكاد نفقده، وهو كنز لا يقدر بثمن في ثرواته، وعمق تحضيره، وأهمية شعبه!!
وانتبهت للجرح النازّف في الشيشان التي لا تعرف الأمة أهوال ما يجري لأهلنا فيها، وفظائع الروس هناك، وكيف أفلحوا في التعتيم علينا فلا نتحرك نجدة لهم، ولا حتى نعرف ونتابع!!
وأنت تفهم وتتفاعل، ولكن يلزمك كمال الاستعداد للجهاد يا أخي الكريم.
عمرك ما يزال صغيراً بحسب بياناتك المثبتة، ولذلك دعني أروي لك ما فاتك معاصرته، وهو ملحمة الجهاد في أفغانستان، ومن يراها اليوم لا تبدو له إلا جوانبها السلبية بينما هي وسام في جبين هذه الأمة تفاخر به الأمم إلى يوم القيامة مع عدم التنكر لأخطاء فادحة وقعنا فيها بسبب غفلتنا، وقلة عينا بتوازنات السياسة الدولية، ومسارات القوة، والمنعة.
لكن كل هذه لا ينفي عظمة النوايا والتضحيات التي كانت هناك، وأنت على وعي كامل وكامن بأن الجهاد هو السبيل للانعتاق: أنت من حال قعودك، وأمتنا من حال الذل والاستضعاف. لكننا ينبغي أن نتعلم من أخطاء الماضي، ونعرف أولاَ أن الجهاد ليس قتالاً والتحاقاً فقط، ولكنه من قبل ومن بعد، وطوال الوقت يحتاج إلى بناء شخصي ومؤسسي.
أنت تحتاج إلى جسد قوي يتحمل أعباء الجهاد، وأنت ما زلت تتثاقل في الانتظام في حالة "الجحيم"!!
وتحتاج إلى حد أدنى من المؤهل العلمي من أجل إجراءات السفر، واستخراج الباسبور، ومن أجل ألا تكون عالة على أهل الجهاد حين تكون بلا وظيفة، ولا طريق للكسب!! وتحتاج إلى أن تفطم نفسك عن الاحتياج للوالدة، وتحتاج إلى أن تكون قوياً في نفسك، ولو أحببت فتاة فينبغي أن تعرف هي أن لك هدفاً في الحياة، وتوافق عليه، وتتفاعل مع حماسك هذا وإلا ستكون عائقاً في طريقك!!
أنت مادة خام، إنسان خام جيد، لكن هذا الخام يحتاج منك إلى تكوين وتشكيل وجهد وجهاد لتكون صالحاً للجهاد. تحتاج إلى جهاد النفس لتطبيق جهاد العدو، وأبشرك فإننا اليوم نواجه الأمريكان في العراق، وبالأمس في لبنان، وفي فلسطين كنا وما زلنا وسنظل أمة جهاد تداعت علينا الأمم، فلا تستعجل الخروج لمواجهة عدوك قبل أن تبلغ الحد الأدنى من الانتصار على نفسك وضعفك وسلبياتك، وأنت قادر على هذا بعون الله. فقط ثق في نفسك، وتحرك خطوة خطوة لبناء ذاتك وإصلاح أحوالك، وافرح بكل إنجاز تحققه حتى تستطيع تحقيق غيره.