عدم توكيد الذات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ جزاكم الله خيرا على الموقع المبارك هذا وبعد؛ فأنا شخصيتي عصبية تعاني من عدم توكيد الذات ولا حاجة لي أن أحدثكم عن كم المعاناة الاجتماعية بل سأحدثكم!! فأنا لي في التفكير التحليلي بعض القدرات التي تنقلب علي كثيرا فلما أرى رد فعل لدى أحد تجاه فعلي أتخيل الصورة التي في عقله من حماقاتي وما تعرفونه...
وأحيانا أشعر أنه حتى بعد العلاج السلوكي ستتحول شخصيتي من الباهتة الضعيفة إلى تلك التي تقضي حاجاتها الأساسية من الناس بلا جاذبية أو إبداع أو قيادة.. فالبعض يظن أنني ليس لي تأثير واقعي هم على حق فيما يرون لكن هل هذا سيزول بإذن الله وسأستطيع التأثير ومزاولة الكلام البناء والعلاقة القويمة مع أقراني؟؟
من فضلكم أريد جوابا.
سؤال آخر من فضلكم: التسويف عند من هم مثلي ما حدوده وما الذي يفصله عن اللامبالاة والنصل من المسؤولية بحجة المرض؟؟
جزاكم الله خيرا
13/04/2007
رد المستشار
أخي "مسلم"؛ تحية طيبة وبعد
أهلاً ومرحباً بك على مجانين؛ والواضح من رسالتك أنك فعلاً محتاج لقراءة تأكيد الذات بصورة متأنية، فليس معنى تأكيد الذات هو أن أُخضع الآخرين لسيطرتي، وليس معنى تأكيد الذات أن أرى وأقرأ ما في عقول الآخرين عني، سواء كان طيباً أم سيئاً، وعندما تقرأ أكثر عن تأكيد الذات ستعلم أنه لا يهم مدح الناس لتصرفاتك أو ذمهم لها، ولكن المهم أن تعرف الصواب قدر الإمكان وتفعله، وتعرف الخطأ وبقدر الإمكان تتجنبه.
ليس معنى تأكيد الذات أن أقود الآخرين بأي شكل وأتكبر أو أتسلط عليهم، ولكن تأكيد الذات هو أن تأخذ حقك وبصورة لبقة عادلة، ليس فيها أي قدر من العدوان، وتأكيد الذات أيضاً لا يعني أن تجعل لك عالماً جامداً خاصا بك من الأفكار والقواعد والقيم ولكن تأكيد الذات هو المرونة بعينها في تحمل الآخرين والتعاون معهم.
وبناء على كل ما تقدم كله فاللامبالاة والتسويف ليسا أبداً من تأكيد الذات، بل الإيجابية وإنجاز العمل في وقته هما مطلوبان لتأكيد الذات. ويحضرني قول أحد الحكماء يوصي ابنه قائلاً: "يا بني ألن جانبك لقومك يحبوك، وتواضع لهم يرفعوك"،
وما أجمل قول الله عز وجل: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)، وليس هناك تأكيد ذات أفضل من أن تميز على من ترد وتطالب بحقك منه، وتطالبه بالاعتذار، وعلى من تقول في نفسك لن أعر كلامه بالاً، ولن أنظر إليه التفاتاً، ولن أرد على إساءته فهو من الحمقى السفهاء!!.
وعندما تصل لتلك الدرجة من الوعي فأنت قد أكدت ذاتك. وأتمنى أن توافينا بتقدمك في تطبيق برامج تأكيد الذات.
تحياتي لك وكن ممن قال عنهم الله عز وجل: "الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه".
اللهم اجعلنا منهم.... آمين.